أكد الدكتور محمد إبراهيم منصور مدير مركز دراسات المستقبل، أن رفع أسعار المحروقات في السودان كان القشة التي قصمت ظهر البعير، مشيرا إلى أن اشتعال الأزمة في السودان خلفه تراكمات من الفساد والأخطاء التي ارتكبتها الحكومة التي عزلت نفسها داخليا وخارجيا ووضعت نفسها في مواقف كان من الممكن تجنبها. وشدد الدكتور منصور في حديثه لـ «عكاظ» على أن عملية الإقصاء التي شملت جميع التيارات السياسية للانفراد بالحكم وتهميش الأحزاب وتعطيل دورها في الحياة السياسية أدت إلى الاحتقان. وحول إمكانية إعادة إنتاج ثورتي مصر وتونس في السودان، أوضح الدكتور إبراهيم منصور، أن احتكار حزب المؤتمر الوطني للعملية السياسية من الأسباب الرئيسية للوصول بالأوضاع إلى ما وصلت إليه، وهو حزب له توجهات تشابه توجهات جماعة الإخوان ويسير على نفس الخطى منذ أكثر من عشرين عاما. وأفصح منصور قائلا إن السودان فقد حلفاءه في الداخل والخارج ماعدا النظم المرتبطة بطبيعة نظام حكمه مثل جماعة الإخوان المسلمين وحزب النهضة في تونس، وبقي معزولا إفريقيا، بجانب مشكلاته الداخلية الخاصة بمناطق درافور وكردفان وفي مناطق جبال النوبة، فضلا عن مسؤوليته عن تقسيم البلاد. وحول تصوره للمستقبل في ظل تصاعد الأزمة يقول الدكتور إبراهيم «إن التطورات السياسية تقود إلى تغيير حتمي خاصة في ظل استمرار الظروف الضاغطة إقليميا وداخليا، ومن ثم فإنه ليس أمام الحكومة إلا حل من اثنين إما أن تجري تعديلات جذرية في طبيعة العلاقات الداخلية والخارجية، وإما أن تتجه البلاد نحو المصير المجهول». وحول رؤيته لموقف المعارضة السودانية من تصاعد تطورات الأزمة يؤكد الدكتور إبراهيم منصور، أنه كما في التجربتين المصرية والتونسية ثبت أن حركة الجماهير كانت أسبق وأسرع من حركة الأحزاب، فإن الوضع لن يختلف عنه بالسودان، ومع ذلك سوف يكون للأحزاب السودانية المعارضة دور في توجيه الحركة الشعبية نحو أهداف محددة، معربا عن أمله في أن تتعلم التجربة السودانية من أخطاء الثورتين المصرية والتونسية.
مشاركة :