محمد مراح – القبس الإلكتروني السترات الصفراء.. هذا المصطلح شغل وسائل الإعلام العالمية خلال الأيام الماضية، بعد أن نجحت الحركة في إخضاع الحكومة الفرنسية وأجبرتها على التخلي على ضرائب كانت ستفرض على الوقود، لكن رغم قرار الحكومة إلا أن السترات الصفراء لم يهدأ بالها، بل واصلت الاحتجاجات ودفعت السلطات الفرنسية إلى استخدام القوة لتفريق المتظاهرين. لكن يبدو أن دولاً أخرى ستنتقل إليها موجة السترات الصفراء، حيث ظهر نشطاء وهم يرتدون «السترات الصفراء» في بروكسيل، بينما نظم عدد من الأشخاص تظاهرات في هولندا، لكن الخوف الكبير يأتي في ألمانيا بعد أن سادت الفوضى شبكة النقل في ألمانيا اليوم الإثنين، حيث توقفت معظم خدمات القطارات لأربع ساعات إثر إضراب نفذه عمال سكك الحديد للضغط من أجل زيادة رواتبهم، ما أثر على ملايين الركاب. وألغيت خدمات نقل إقليمية وبين المدن إلى جانب الكثير من القطارات داخل المدن في أكبر قوة اقتصادية في أوروبا جراء الإضراب الذي استمر أربع ساعات، وفق ما أفادت الشركة المشغلة «دويتشه بان». وفي العاصمة برلين، حيث توقفت منظومة الإعلانات العامة بأكملها عن العمل، طلب من الركاب إيجاد وسائل مواصلات أخرى غير القطارات التابعة لشركة «دويتشه بان». وجاء الإضراب بعدما انهارت المفاوضات السبت، بين الشركة ونقابة عمال السكك الحديد، الذين يطالبون برفع رواتب 160 الف موظف بنسبة 7,5 بالمئة. وقالت المفاوضة من طرف النقابة ريجينا روش-زيمبا إن «الشركة قدمت عروضا لم تتناسب مع مطالب اعضائنا». بدورها، اعتبرت «دويتشه بان» أن الإضراب عبارة عن «تصعيد غير ضروري على الإطلاق»، مصرة على أن عرضها كان «مغريا ويستجيب لمطالب الموظفين الأساسية». في فرنسا كانت احتجاجات السترات الصفراء قد بدأت على نفس المنوال تقريباً، حين تم تنظيم إضرابات فئوية، تارة من قبل موظفي السكك الحديدية، وتارة أخرى بين أصحاب المعاشات، بهدف تحقيق مكاسب اجتماعية تتراوح بين الحفاظ على مزايا معينة، والمطالبة بزيادة الرواتب، وهو ما ينذر بانفجار قريب في ألمانيا خاصة وأن حكومة ميركل تواجه احتجاجات متزايدة تتعلق بملف الهجرة وهو ما سيكون دافعاً قوية لحركة احتججات تقودها السترات الصفراء. فهل ستجد ميركل نفسها في نفس الموقف الذي يعيشه الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون؟، الذي رفعت في وجهه لافتات تطالبه بالرحيل، والأهم من ذلك أي الدول الأوروبية ستكون التالية في احتجاجات السترات الصفراء.. أم ستغير اتجاهها نحو أمريكا أو دول الشرق الأوسط.. الأيام القادمة كفيلة بالإجابة.
مشاركة :