عدوى السترات الصفراء تنتقل من فرنسا إلى إسرائيل

  • 12/15/2018
  • 00:00
  • 7
  • 0
  • 0
news-picture

مئات الإسرائيليين يتظاهرون في تل أبيب والقدس المحتلة مرتدين السترات الصفراء احتجاجا على إجراءات حكومية تشكل ارتفاعا مرتقبا في أسعار المنتجات الغذائية والكهرباء والمياه واشتراكات الهواتف وزيادة في الضرائب. القدس المحتلة - تظاهر مئات الأشخاص الجمعة في تل أبيب والقدس المحتلة مرتدين السترات الصفراء على غرار المحتجين في فرنسا اعتراضا على غلاء المعيشة المعلن عنه لعام 2019. وهزّت احتجاجات حراك السترات الصفراء سلطة الرئيس الفرنسي امانويل ماكرون ووضعت برنامجه الإصلاحي ومستقبله السياسي على المحك، واضطر أخيرا للتنازل عن حزمة إجراءات من ضمنها الترفيع في ضريبة الوقود. لكن تنازلاته لم تخمد احتجاجات حراك السترات الصفراء الذي يستعد لمظاهرات جديدة. وجاء احتجاجات السترات الصفراء في تل أبيب والقدس المحتلة استجابة لدعوة على مواقع التواصل الاجتماعي لبّاها بضع مئات. وحمل هؤلاء الأعلام الإسرائيلية ولافتات كتبت عليها عبارات رافضة لغلاء المعيشة، مؤكدين أنهم يريدون إتباع النموذج الفرنسي. وتحدّثت الصحافة الإسرائيلية هذا الأسبوع عن ارتفاع مرتقب خلال العام المقبل لأسعار المنتجات الغذائية والكهرباء والمياه وكذلك اشتراكات الهواتف والضرائب المحلية. ويأتي هذا الارتفاع تحت تأثير انخفاض الشيكل مقابل الدولار واليورو، في حين أن كلفة المعيشة مرتفعة أصلا في إسرائيل. وقال آزي ناغار (63 عاما) وهو أحد الداعين إلى التظاهر في ساحة فرنسا في القدس والقريبة من منزل رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو، إن "محاربة ارتفاع كلفة المعيشة قد بدأت للتو". وأضاف هذا الناشط من حزب العمل المعارض للحكومة اليمينية "نريد الاستلهام من النموذج الفرنسي للحصول على تغييرات حقيقية". وكان وزير المالية موشي كحلون أعلن هذا الأسبوع عن إنشاء لجنة مختصة بالبحث عن حلول لمشكلة غلاء المعيشة. وفي عام 2011، شارك عشرات الآلاف من الناشطين بحركة احتجاجية كبرى ضدّ غلاء المعيشة، لكنها لم تؤد إلى نتائج ملموسة. وأكّد شاي كوهين وهو أحد الداعين لتظاهرات "السترات الصفراء" وأيضا من بين المسؤولين عن احتجاجات عام 2011، لصحيفة معاريف المحلية أن "الوضع لم يتحسن منذ عام 2011 بل ازداد سوءا". واعتقلت قوات الأمن الإسرائيلية عددا من النشطاء من حراك السترات الصفراء خلال المظاهرة التي شهدتها تل أبيب والقدس المحتلة، فيما تنذر المواجهات المحدودة بتصاعد موجة الاحتجاجات في إسرائيل في الوقت الذي يواجه فيه رئيس الوزراء الإسرائيلي ضغوطا سياسيا ويكافح لمنع انهيار ائتلافه اليميني الحاكم منذ استقالة وزير دفاعه افيغدور ليبرمان. وعلى الرغم من النمو الاقتصادي الجيد وانخفاض نسبة البطالة ومستوى التضخم، إلا أن 20 بالمئة من الإسرائيليين يعيشون تحت عتبة الفقر. ويبدو أن عدوى السترات الصفراء آخذة في الانتشار من فرنسا إلى عدد من الدول الأخرى تحت عناوين مختلفة إلا أنها تلتقي في عدد من الأهداف من بينها مواجهة إجراءات حكومية تسببت في غلاء المعيشة وتدهور القدرة الشرائية للمواطنين.

مشاركة :