في إطار الاستفادة من خبراتهم وقدراتهم، تعمل الدولة على إعادة تأهيل المتقاعدين لمواصلة خدمة بلدهم، عبر إعادة دمجهم في سوق العمل كموظفين او تمكينهم وإتاحة الفرصة لهم للعطاء، وفي سبيل ذلك عقد المؤتمر الثالث للمشروع الوطني للمتقاعدين «خبرات» تحت عنوان «استثمار خبرات المتقاعدين...من المحلية إلى العالمية» برعاية سمو رئيس مجلس الوزراء الشيخ جابر المبارك.وأكد وزير المالية الدكتور نايف الحجرف أهمية تغيير نظرة المجتمع «السلبية» تجاه المتقاعدين والاستفادة من طاقاتهم وخبراتهم ومهاراتهم في خدمة الوطن.وقال الحجرف، في كلمة ألقاها في افتتاح المؤتمر نيابة عن راعيه، إن المؤتمر يسعى إلى تحقيق عدة أهداف اجتماعية وتنموية عبر إعادة توظيف المتقاعدين والاستفادة من مخزون الخبرات والطاقات لديهم وتشجيعهم على مواصلة العمل والعطاء. وأشار إلى أن عقد المؤتمر تزامن وقيام السلطتين بوضع اللمسات الأخيرة على تعديل بعض أحكام قانون التأمينات الاجتماعية وتحديثه بما يخدم المتقاعد ويحافظ على نظام التأمينات في آن واحد.واضاف انه بعد أشهر من الحوار مع النواب حول «التقاعد المبكر العادل» وعلى الرغم من تباين الآراء في الفترة الماضية الا انه تم التوصل الاحد الماضي الى توافق حكومي - نيابي حول التعديلات على القانون المقترح من قبل النواب، وتم الاتفاق على عرضه في جدول أعمال جلسة اليوم الثلاثاء. وأوضح أن المؤتمر يأتي من منطلق إيمان القائمين على هذا المشروع بأهمية وجدوى الاستفادة من طاقات معطلة لهذه الشريحة من المواطنين، لا سيما بعد تلقيهم الدورات والمهارات التخصصية التي وفرها مشكورا هذا المشروع خلال السنوات الثلاث الماضية. ولفت الى ان المشروع يُرجى منه تحقيق أهداف اجتماعية وتنموية يجب الإقرار بأهميتها، فهو من جانب يعالج النظرة المسبقة السلبية لهذه الفئة من المواطنين التي ترى انتفاء الحاجة إليهم وأن دورهم انتهى بانتهاء حياتهم الوظيفية، وهي نظرة بلا شك شديدة الوطأة على من يملك الخبرة والمهارة منهم، ولا تنقصه الحماسة لمواصلة عطائه لوطنه من موقع مناسب. وقال ان المشروع من جانب آخر يوفر مخزوناً من الخبرة والطاقات المرشحة لإعادة توظيفها في الجهود التنموية للبلاد كلما قامت الحاجة لذلك، لتكون سنداً وظهيراً للمعينين الجدد وكافة أجهزة الدولة.من جهته، قال رئيس المشروع الوطني للمتقاعدين «خبرات» الدكتور صلاح العبدالجادر في كلمة مماثلة، ان المؤتمر يأتي استشعارا بأهمية شريحة المتقاعدين وتفعيل دورهم في المجتمع والاستفادة من خبراتهم. وأشار إلى استحداث مؤشر غير مسبوق في مجال تفاعل الجهات والمؤسسات الحكومية والخاصة مع احتياجات وتطلعات المتقاعدين، ما سيكون له بالغ الأثر على تطور تلك الخدمة وتوجه المؤسسات للاستفادة من ذوي الخبرة.وبين ان المشروع ينطلق بقاعدة كبيرة تصل إلى 4 آلاف عضو «نتطلع لبلوغ 10 آلاف عضو خلال العام المقبل» لافتا إلى أن «انتساب هذا العدد من الأعضاء يحملنا مسؤولية جسيمة تجاه التفاعل معهم واستثمار طاقاتهم». وأضاف أنه تم توقيع أربع مذكرات تفاهم مع الأمانة العامة للمجلس الأعلى للتخطيط والمعهد العربي للتخطيط وبرنامج إعادة الهيكلة والقوى العاملة وجمعية المعلمين، وسيتم التوقيع مع جهات أخرى بغية توفير فرص ووظائف لذوي الخبرات من المتقاعدين.بدوره، أكد مدير ادارة الرقابة والتفتيش التعاوني بالإنابة في وزارة الشؤون الاجتماعية عبدالرحمن العنزي، إن شريحة المتقاعدين تشكل نسبة مهمة من شرائح المجتمع الكويتي، ولابد ان يحاطوا بالرعاية والاهتمام وتسهيل كل ما يحتاجونه، من اجل حياة كريمة تليق بهم بعد ما بذلوه من جهد لخدمة هذا الوطن.وقال العنزي، في كلمته بالمؤتمر انه «لا مانع من الاستفادة من خبرات وقدرات المتقاعدين لمواصلة خدمة بلدهم، عبر إعادة دمجهم في سوق العمل كموظفين، او تمكينهم من تقلد مناصب بمؤسسات القطاع الخاص كأعضاء بمجالس الادارة، خاصة منها تلك التي تخضع لإشراف الدولة كالجمعيات التعاونية، مشيراً الى انه من المهم الاستفادة من هذه الفئة باعتبارها فئة تختزن الكثير من الخبرات والطاقات والنضج النفسي والعملي، والمجتمع بحاجة إليها ومن المفترض حسن استغلالها وعدم التفريط بها». من المؤتمر قانون التقاعد ومزاياه قال وزيرالمالية الدكتور نايف الحجرف ان ما تم التوافق عليه مع مجلس الامة، يحمل كثيرا من المزايا للمتقاعدين، ولكن أيضا تحرص الحكومة على ترجمة هذا التعاون ما بين الحكومة والمجلس مما يتمخض عن وجود هذا التوافق الذي سيعود بالنفع على المتقاعدين. أنشطة للمتقاعدينذكر رئيس المشروع الوطني للمتقاعدين «خبرات» الدكتور صلاح العبدالجادر أن هناك أنشطة مصاحبة للمؤتمر تشمل عرض منتجات المتقاعدين، لتشجيعهم على استثمار مهاراتهم، ومسابقة (جائزة عبدالله العلي المطوع رحمه الله) لحفظ القرآن الكريم وإقامة دورات تدريبية بالتعاون مع المعهد العربي للتخطيط.المتقاعد والجمعيات التعاونيةبيّن مدير ادارة الرقابة والتفتيش التعاوني بالإنابة في وزارة الشؤون عبدالرحمن العنزي «ان الوزارة قامت بتعيين 328 متقاعدا كموظفين بالجمعيات التعاونية من 2316، أي بنسبة 15 في المئة، حيث تعتبر من اعلى النسب في الدول العربية بشأن توظيف المتقاعدين». «الحرس» يتعاون مع «خبرات» وقّع الحرس الوطني مذكرة تفاهم مع المشروع الوطني للمتقاعدين «خبرات» للاستفادة من الموارد البشرية الوطنية بتوظيف خبراتها في قطاعات الحرس الوطني.وقام وكيل الحرس الوطني الفريق الركن هاشم الرفاعي، بتوقيع المذكرة مع الدكتور صلاح العبدالجادر، رئيس ومؤسس المشروع الوطني للمتقاعدين «خبرات». وألقى الرفاعي كلمة بالمناسبة، مثمناً جهود القائمين على المشروع في توظيف الخبرات الوطنية بعملية التنمية في دولتنا الحبيبة الكويت.ورحب بالاستعانة بالسواعد الكويتية، ممن أمضوا حياتهم في خدمة الوطن العزيز، واكتسبوا خبرات مميزة لدعم قدرات الحرس الوطني، ليس فقط في عمله العسكري والأمني، بل لتفعيل دوره في خدمة المجتمع الكويتي في ترجمة عملية لوثيقة الأهداف الاستراتيجية 2020 «الأمن أولا».
مشاركة :