باريس – أظهر تقرير حديث نشرته المفوضية الأوروبية ومنظمة التنمية والتعاون في الميدان الاقتصادي أن النساء المهاجرات لا يندمجن بالسرعة الكافية في البلدان المضيفة، ما يشكل “مبعث قلق” بحسب معدي التقرير. وتضم بلدان منظمة التنمية والتعاون في الميدان الاقتصادي 128 مليون مهاجر فيما يضم الاتحاد الأوروبي 58 مليونا منهم، ما يمثل نحو 10 بالمئة من السكان. وخلال العقد الأخير زاد عدد المهاجرين بنسبة 28 بالمئة في الاتحاد وهم بنسبة الثلثين من المهاجرين الآتين من خارج الاتحاد. وأكد المفوض الأوروبي لشؤون الهجرة ديميتريس أفراموبولوس والأمين العام لمنظمة التنمية والتعاون في الميدان الاقتصادي أنخيل غوريا في مقدمة التقرير أن “بعض المجموعات الهشة من المهاجرين كاللاجئين قد يمضون 15 سنة أو أكثر في المعدل قبل بلوغ معدل توظيف مشابه لذلك العائد للأشخاص المولودين في البلاد". كما أن “دمج عائلات المهاجرين التي تضم نساء كثيرات يمثل مبعث قلق. كذلك فإن معدلات العمل لدى المهاجرات أدنى من تلك المسجلة لدى المولودات في البلدان المضيفة. ويبقى جزء من هؤلاء النسوة على هامش سوق العمل بشكل قسري (امرأة واحدة من كل خمس في الاتحاد الأوروبي)، وهو ما يعزونه إلى أسباب عائلية (35 بالمئة لدى المهاجرات مقابل الربع بين النساء المولودات في البلاد). ويفوق عدد المهاجرات اللاتي يعملن في الخدمة المنزلية في الاتحاد بعشر10 مرات عدد المولودات في البلدان المضيفة العاملات في المجال. كما أن 36 بالمئة من المهاجرات يملكن مؤهلات تفوق تلك المطلوبة للوظيفة التي يشغلنها، مقابل 22 بالمئة بين المولودات في البلاد و31 بالمئة لدى الرجال المهاجرين. وقال المسؤول في وحدة “الهجرة الدولية” في منظمة التنمية والتعاون في الميدان الاقتصادي جان كريستوف دومون إن “دمج النساء يجب أن يحظى بمتابعة أكبر”. وأشار غوريا وأفراموبولوس إلى أن “نقص الدمج (لدى المهاجرين) قد تكون له كلفة باهظة على صعيد الإنتاجية والنمو”. غير أن “النجاح الاقتصادي والاجتماعي للنساء المهاجرات له أثر إيجابي على نجاح الأبناء”، بحسب دومون الذي لفت إلى أثر الدمج “على نواح ثقافية أكثر” مثل المساواة في الحقوق.
مشاركة :