أعلنت الناطقة باسم الحكومة الأردنية جمانة غنيمات أن الحكومة ستسحب مشروع قانون خاص بالجرائم الإلكترونية كان قد قدم للبرلمان ويقول ناشطون حقوقيون إنه سيكبت حرية التعبير. وأثار مشروع القانون غضب قطاعات واسعة من الرأي العام من بينها متظاهرون خرجوا للشوارع خلال الأيام العشرة الماضية للاحتجاج على إجراءات تقشف يدعمها صندوق النقد الدولي ويقولون إن القانون المقترح سيقضي على المعارضة في وسائل التواصل الاجتماعي. وقالت غنيمات لوكالة الأنباء الأردنية الرسمية إن مشروع القانون الذي أحيل إلى مجلس في أيلول (سبتمبر) الماضي لن يعاد طرحه إلا بعد إجراء الحكومة مشاورات مع ممثلي المجتمع المدني وخبراء. وقالت: «الحكومة ستعيد دراسة قانون الجرائم الالكترونية تمهيدا لإعادة صياغة مشروع القانون المعدل في ضوء التشريعات الجزائية النافذة.» وأضافت «الحكومة ستعيد دراسة المشروع المعدل بالتشاور مع الجهات المعنية وعدد من الخبراء والمختصين ومن ثم ستعيده لمجلس النواب». وقال مسؤولان إن خطوة رئيس الوزراء عمر الرزاز بسحب مشروع قانون الجرائم الإلكترونية استهدفت نزع فتيل أزمة كان يمكن أن تؤدي إلى تكرار الاحتجاجات الضخمة التي شهدتها البلاد في أيلول الماضي بسبب زيادة الضرائب وأدت إلى سقوط سلفه. ويدعو النشطاء إلى تنظيم احتجاج ضخم يوم الخميس المقبل ضد الإجراءات التقشفية وقانون الضرائب الذي يدعمه صندوق النقد الدولي وأجازه البرلمان المؤيد للحكومة بشكل أساسي الشهر الماضي. وقالت منظمة العفو الدولية الشهر الماضي إن التعديلات المقترحة على قانون الجرائم الإلكترونية الذي أجيز عام 2015 «ستوجه ضربة مدمرة لحرية التعبير في الأردن». ويقول ناشطون حقوقيون إن هذه التعديلات تتضمن تجريم خطاب الكراهية باستخدام تعريف أوسع مما يجب لهذه الجريمة وتفرض عقوبات أشد مثل إصدار أحكام بالسجن لفترات أطول على الجرائم الإلكترونية. وقالت مديرة منظمة العفو الدولية للشرق الأوسط وشمال أفريقيا هبة مرايف إن «التعديلات المقترحة لقانون الجرائم الإلكترونية الأردني الذي تشوبه عيوب أصلا مثيرة للقلق جداً. بدلاً من اتخاذ خطوات لحماية حقوق الناس على الانترنت ترجع السلطات إلى الخلف على ما يبدو مطبقة تغييرات ستقمع بشكل أكبر حرية التعبير». ومع موالاة وسائل الإعلام المطبوعة والمرئية والمسموعة للحكومة وعدم وجود أحزاب سياسية معارضة منظمة أصبحت وسائل التواصل الاجتماعي قناة للمعارضة. وقال مسؤولون إن هناك حاجة لتشديد القوانين بسبب استخدام الانترنت لتشويه الساسة والحض على الشقاق الاجتماعي. وأيد العاهل الأردني الملك عبد الله، من دون الإشارة إلى مشروع القانون، تشديد القوانين الإلكترونية قائلاً إن الاتهامات الجائرة ضد المسؤولين أدت إلى إصابة عملية صنع القرار في الحكومة بالشلل.
مشاركة :