أجرى المستشفى الأهلي عملية قسطرة علاجية معقّدة وناجحة لرجل يبلغ من العمر 67 عاماً، وبدون أية مضاعفات، تم فيها إنقاذ حياته من الموت، حيث كان يعاني من تضيقات بالغة الخطورة في الشرايين التاجية الثلاثة، والشريان التاجي الرئيسي، والذي يغذي ما يزيد على ثلثي القلب بالدم. وتعتبر هذه الحالة من الحالات شديدة الخطورة، إذ إنها عادة ما تعالج بعملية القلب المفتوح نتيجة لحساسية وضع الدعامات في الشريان التاجي الرئيسي، فإنه من المعروف من كثير من الدراسات أن انغلاق الشريان الرئيسي التاجي أو تجلط الدعامة فيه قد يؤدي إلى الوفاة المفاجئة.أوضح الدكتور عبدالرزاق جيهاني، استشاري القسطرة ورئيس المركز الأهلي للقلب في المستشفى الأهلي «إن تركيب بعض الدعامات في بعض الشرايين الأخرى يعتبر الآن من عمليات القسطرة الروتينية وبأمان كبير، إلا أن وضع دعامة في الشريان الأساسي يحتاج إلى عناية ودقة فائقة، خصوصاً إذا كان يوجد هناك تضيقات في بقية الشرايين». وهذا المريض كان بحاجة لوضع دعامات متعددة في الشريان الرئيسي، وكذلك في الثلاثة شرايين الأخرى على مراحل. لقد تم شرح التفاصيل كاملة للمريض قبل إجراء عملية القسطرة لفتح الشريان التاجي المسدود، ومدى خطورة هذا الإجراء، وكذلك تم تنبيه المريض وعائلته إلى أنه في حالة وجود أية مشاكل خلال محاولة فتح الشريان الرئيسي، ووضع الدعامة فيه، فإنه سيتم نقل المريض مباشرة لغرفة عمليات القلب المفتوح بصورة عاجلة في الوقت نفسه، ودون تأخير. لذلك فقد كانت غرفة العمليات في حالة تأهب قصوى، وفريق الجراحة في كامل التجهيز. وفي سياق الحديث، ذكر د. جيهاني أنه مما يعقّد مثل هذه الحالات هو أن المريض كان يتناول دواء من أجل زيادة السيولة في الدم لمنع تجلط الدعامات، وهذا النوع من الدواء يعتبر ضرورياً في مثل حالته، ولذلك فإنه إذا تم اللجوء للعملية الجراحية، فإنه لا بد من وقف تناول هذه الأدوية، وهذا سيعرض المريض إلى حدوث جلطات كبيرة في الدعامات الموجودة في الشرايين الأخرى. وواصل الدكتور جيهاني قائلاً: «وإنه في المقابل فإن وجود مسيلات في المريض يزيد من خطر النزف إذا تم اللجوء لإجراء عملية قلب مفتوح، وإن أي تجمع للدم حول القلب فسيحتاج إلى إعادة فتح الصدر لإزالة هذا التجمع، بالإضافة إلى أنه سوف يكون هناك حاجة إلى نقل عدد كبير من الدم والصفائح الدموية لوقف النزف إذا حدث». تجدر الإشارة إلى أنه تم أيضاً استعمال تقنية متقدمة خلال القسطرة، ووضع الدعامات، وذلك باستعمال مناظير خاصة تفحص الشرايين، والدعامات بواسطة الموجات فوق الصوتية من داخل الشريان، وذلك للتأكد من انفتاح الدعامات بالكامل، وتقييم مدى التصاقها بالشريان في المنطقة المحددة بدقة، والتي كانت تعاني من التضيّق. ولقد تم إبقاء المريض لمدة يومين بعد عملية القسطرة في المستشفى تم بعدها ترخيصه للنقاهة.;
مشاركة :