قال الدكتور عزمي بشارة المدير العام للمركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات، والمدير العام لمشروع معجم الدوحة التاريخي للغة العربية، في كلمة ألقاها خلال الحفل، إنّ هذا المشروع العظيم والحدث التاريخي لإطلاقه لم يكن ليرى النور لولا الرؤية والإيمان بالعمل العربي المشترك والكفاءات العربية والإدارة السليمة. فكتب له النجاح بواسطة التعاون بين العلماء والهيئات التنفيذية والخبرات الحاسوبية، وذلك بعد أن توقفت مبادرات أخرى لوضع معجم تاريخي للغة العربية في منتصف الطريق في السنوات الماضية، وهو يُعدّ بمنزلة هدية الدوحة إلى الأمة جمعاء.استطرد بشارة منوّهاً بالإنجازات التي حققتها مشاريع سابقة، بدءاً بإنشاء مجمع اللغة العربية في مصر عام 1932، ومساهمة المستشرق الألماني أوغست فيشر الذي سعى إلى تسجيل تطور اللغة العربية حتى عام 300 للهجرة، وجاءت بعده محاولات أخرى، منها عمل الشيخ عبدالله العلايلي في لبنان، ومحاولات البدء بجمع شواهد في المشروع التونسي للمعجم التاريخي العربي الذي نجح في جمع شواهد من 90 شاعراً جاهلياً من عام 200 إلى 609 للميلاد، ومحاولة اتحاد المجامع اللغوية والعلميّة العربية، إذ عُقدت عدّة ندوات وشُرع في اختيار المصادر الأساسية والثانوية للمدونة. وهي جهود مقدرة بالتأكيد. شدد الدكتور عزمي بشارة على أن ما حققه مشروع معجم الدوحة التاريخي للّغة العربية في خمس سنوات منذ بدْء العمل فيه، استغرق خلالها وضع الأسس والمنهج وإعداد القاعدة الحاسوبية الرقمية عامين كاملين، يعد إنجازاً كبيراً وفريداً على المستوى العربي وحتى الدولي؛ ففي ثلاث سنوات تم إنجاز مئة ألف مدخل معجمي تغطي سبعمئة سنة إلى غاية عام 200 للهجرة، على الرغم من خصوصية الصعوبات التي تميز العربية. علماً أنّ الصعوبات في حالة اللغة العربيّة تفوق أي لغة أخرى أُرّخ لها معجمياً. وفي رسالة وجهها، د. حسن الشافعي، رئيس اتحاد المجامع اللغوية العلمية العربية، إلى الدكتور عزمي بشارة، المدير العام للمركز العربي للأبحاث، عبّر فيها عن شكره وتقديره للدعوة بالمشاركة في حفل إطلاق البوابة الإلكترونية لمعجم الدوحة التاريخي للغة العربية، متمنياً أن يكون في هذا الحفل، لولا ظروف طارئة حالت دون تحقيق ذلك. عز الدين البوشيخي: قادرون الآن على جمع تراثنا الأدبي والديني والعلمي والثقافي تحدث عز الدين البوشيخي المدير التنفيذي لمعجم الدوحة التاريخي للغة العربية، عن أهمية المشروع قائلاً إنّ «الأمّة أصبحت بوجود معجم تاريخي للغتها، قادرة على أن تجمع تراثها الأدبي والديني والعلمي والثقافي المبثوث في النصوص جمعاً واحداً؛ ينبني على ذلك أن الأمّة العربية أصبحت قادرة على إضفاء طابع النظام على فكرها في سيرورته التاريخية، كما انعكس في مرآة لغتها». وذكر البوشيخي أنّ معجم الدوحة التاريخي للغة العربية انفرد بإنجازه على غير منوالٍ سابق في اللغة العربية، بإعداد زهاء 100 ألف مدخل معجمي، مرتبة ترتيباً تاريخياً من أقدم نقشٍ أو نص إلى عام 200 للهجرة، مشيراً إلى أنّ معجم الدوحة التاريخي، في مرحلته الأولى، عملٌ تأسيسي منفتح على المراحل الموالية، وقابل للتّحديث المستمر، ومفتوح أمام مشاركة العلماء والباحثين باقتراح التصويب والتعديل والإغناء. د. علي الكبيسي: قطر حريصة على تعزيز هوية العرب قال الدكتور علي الكبيسي، عضو المجلس العلمي لمعجم الدوحة، في الكلمة الافتتاحية للحفل إن الدوحة تبنّت مشروع المعجم التاريخي للغة العربيّة وقامت برعايته، وهو مشروع يمثِّل الأمّة ويظهر حرص قطر على تعزيز هوية الأمة العربية، من خلال النهوض بلغتها التي هي عنوان وجودها ورمز كيانها. وأكّد الكبيسي أن معجم الدوحة يُعدُّ نقلة نوعيّة في خدمة اللغة العربية، وهو أوّل محاولة عربية ناجحة للتأريخ للغة الأمّة. د. رمزي بعلبكي: فخر لكل عربي أصيل أكّد الدكتور رمزي بعلبكي، رئيس المجلس العلمي لمعجم الدوحة، في كلمته على أن عناية المعجم بالمواءمة بين المعرفة التراثية التي تركها الأجداد، والمعرفة الإنسانية الحديثة التي شهدت ثورة علمية في مجال العلوم اللغوية عامّة، وعلم صناعة المعاجم على وجه التخصيص، رائدة يفخر بها كلّ عربي أصيل. وشكر دولة قطر والقيّمين عليها لرعايتهم هذا المشروع التاريخي، وأشاد بحماس عزمي بشارة للمشروع، وسعيه الحميد لدعمه، ومتابعته الدائمة.;
مشاركة :