شارك الرئيس الأميركي دونالد ترمب، مؤخراً، في مؤتمر عبر الهاتف مع أعضاء من الجيش الأميركي من منتجعه في فلوريدا، ورداً على سؤال حول ما إذا كانت وكالة الاستخبارات المركزية في حوزتها تسجيل لولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان يطالب بإسكات الصحافي جمال خاشقجي، أجاب الرئيس: «لا أريد أن أتحدث عن ذلك. عليك أن تسألهم». أضاف ترمب: «لدينا حليف قوي جداً في المملكة العربية السعودية.. وإسرائيل ستكون في ورطة كبيرة دون وجود المملكة». ورأت الكاتبة بيلين فرنانديز أن تلميح ترمب إلى التحالف السعودي الإسرائيلي -وهو موضوع كان يقع عموماً تحت فئة الأشياء التي لا يتم التحدث عنها مطلقاً- كان مجرد جزء من سلسلة حديثة من التعليقات المماثلة؛ لافتة إلى أنه في مقابلة مع صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية في أكتوبر، أشاد ترمب بالسعودية باعتبارها «حليفاً جيداً للغاية بالنسبة للأزمة مع إيران، وفيما يتعلق بإسرائيل». كما تطرّق بيان رئاسي، صدر في 20 نوفمبر، إلى مركزية الرياض في الحرب ضد طهران، وكيف أن دعمها حاسم «لضمان مصالح أميركا وإسرائيل وكل الشركاء الآخرين في المنطقة». وأشارت الكاتبة إلى أن من بين هذه المصالح -كما قال ترمب- «القضاء الكامل على تهديد الإرهاب في جميع أنحاء العالم»، لكن في حين أن هذا قد يبدو بالفعل هدفاً نبيلاً، فهو لن يتحقق على أفضل وجه من خلال مساعدة الدولة التي قضت السنوات السبعين الماضية في ترويع الفلسطينيين، أو من خلال المملكة التي تقود حالياً إرهاب اليمن. وتابعت: «لا ينبغي على البلد الذي ينفق مليارات الدولارات سنوياً على إسرائيل أن يزوّد السعوديين بالقنابل التي تقتل طلاب المدارس اليمنيين، والإصرار في الوقت نفسه على أن إيران، التي لم ترتكب أي شيء، هي الدولة الراعية للإرهاب» معتبرة أن كل ما فعلته إيران هو تحدي الهيمنة الإقليمية لمحور الولايات المتحدة/ السعودية/ إسرائيل». وأشارت الكاتبة إلى أن الفلسطينيين عانوا على مدار ما لا يقلّ عن سبعة عقود من التطهير العرقي والمجازر والاعتداء العام على أيدي الإسرائيليين، كما يتعرّض اليمنيون لهجوم وحشي من قِبل السعودية وشركائها؛ حيث تشير تقارير إعلامية إلى أن أكثر من 85 ألف طفل قد ماتوا بسبب المجاعة الناجمة عن الحرب في البلاد، وأن الملايين على شفا جوع. وذكرت الكاتبة أنه بالنظر إلى الموهبة السعودية - الإسرائيلية في تأجيج الاضطرابات في الشرق الأوسط، فإنه من غير المدهش أن تنظر قطاعات الاقتصاد الأميركي -التي تستفيد من الفوضى- إلى الثنائي كشركاء مثاليين في تمثيلية مكافحة الإرهاب. وأشارت إلى مقال نشرته وكالة «بلومبيرج» في نوفمبر تحت عنوان «إسرائيل تدعم الأمير السعودي ضد إيران رغم مقتل خاشقجي»، أكد أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو «لا يريد للجدل [حول قتل خاشقحي] أن يحطّم تحالف بلاده الهادئ والناشئ مع المملكة ضد إيران»؛ مشيرا إلى أن كلا «البلدين كانا يجريان -منذ وقت طويل- علاقات سياسية واستخباراتية وتجارية سرية.. بعضها يضم أكبر مقاولي الدفاع الإسرائيليين». وختمت الكاتبة مقالها بالقول: «الآن، مع تزايد التوقعات بأن السعوديين سيصادقون على (صفقة القرن) الموعودة لترمب، التي وصفتها صحيفة «فاينانشيال تايمز» بأنها «لا تقدّم أي شيء جيد للفلسطينيين»، يبدو أن السعوديين والإسرائيليين في الطريق لجعل علاقتهما علنية.;
مشاركة :