تسبب عرض كتب للشيخ يوسف القرضاوي، رئيس اتحاد علماء المسلمين المقيم في قطر، بمعرض القاهرة الدولي للكتاب في إثارة ضجة كبرى بأوساط المثقفين والحقوقيين في مصر، خاصة في ظل دعوات القرضاوي الأخيرة لعناصر جماعة الإخوان المسلمين على الخروج والتظاهر، والتحريض ضد الجيش والشرطة المصريين بالتزامن مع ذكرى ثورة 25 يناير. والقرضاوي، الذي يعد الأب الروحي لجماعة الإخوان، متهم في عدة قضايا منظورة أمام المحاكم المصرية، وموضوع على اللائحة الحمراء للشرطة الدولية (الإنتربول) بطلب من السلطات المصرية. كما تعد الدولة المصرية جماعة الإخوان تنظيما إرهابيا، وصدرت العديد من الأحكام ضد عدد كبير من قيادييها. وطالب القرضاوي من مقر إقامته في قطر الأسبوع الماضي شباب الإخوان وأنصارهم بالنزول في الميادين والشوارع ضد النظام الحالي، وإحداث حالة من الفوضى والعنف وترويع المواطنين. كما يواصل خلال الأسبوع التغريد على صفحة تابعة له على موقع «تويتر» للتواصل الاجتماعي محرضا على العنف ضد الدولة المصرية. لكن رواد معرض الكتاب الدولي فوجئوا بعرض مجموعة كتب لعدد من أبرز قيادات جماعة الإخوان التاريخيين، ومن بينهم سيد قطب والقرضاوي، وذلك في إحدى دور النشر الخاصة بالمعرض. وقال أحد المثقفين من رواد المعرض لـ«الشرق الأوسط»: «كيف تقول الدولة إنها تحارب الفكر المتطرف، وتضع القرضاوي على قائمة الإرهاب، بينما تعرض كتبه وكتبا أخرى تحرض على العنف والفكر الشاذ على أرفف معرضها الرسمي للكتاب؟ وخاصة بعد تحريض القرضاوي ضد الدولة وضد المصريين لدرجة أن هناك بعض الأصوات التي طالبت بسحب الجنسية المصرية منه». وتقدم عدد من الحقوقيين والنشطاء ببلاغات إلى النيابة العامة المصرية لرفع الكتب من المعرض. وقال المحامي سمير صبري إنه تقدم ببلاغ ضد الممثل القانوني للهيئة المصرية العامة للكتاب لقيامة بعرض مجموعات الكتب التي أصدرها القرضاوي. وجاء بالبلاغ أنه «في الوقت الذي يحارب فيه الشعب المصري العظيم وداخليته وقواته المسلحة الإرهاب، الذي حرض عليه هذا الكائن من خلال جميع القنوات الفضائية المعادية للدولة المصرية، وتحريضه على استعمال العنف وإشاعة الأخبار الكاذبة بغية إحداث ترهيب وترعيب في الشارع المصري، بخلاف استدعائه للدول الأجنبية التي تعادي مصر وثورة 30 يونيو التي أسقطت حكم الإخوان الإرهابية»، متابعا «وعلى الرغم من ذلك، كان معرض القاهرة للكتاب الدولي ما زال يعرض كتبه التي سطرت بالأكاذيب والتضليل والمؤامرات والتحريض». وقال بعض من القائمين على المعرض لـ«الشرق الأوسط» إنهم لا يستطيعون منع نشر أي كتاب في دور العرض «لأن ذلك يتعارض مع حرية الفكر». وهو ما أشار إليه وزير الثقافة المصري جابر عصفور في تصريح صحافي قائلا: «الوزارة لا تستطيع اتخاذ أي إجراء قانوني، لأن الدستور المصري يكفل حرية النشر والتعبير». لكن عصفور أكد في ذات الوقت أن عرض كتب قطب والقرضاوي في المعرض جاء بطريق الخطأ من جانب إحدى دور النشر التابعة لجماعة الإخوان. متابعا أنه عندما توجهت لجنة من الوزارة إلى جناح دار النشر داخل المعرض لم تعثر على هذه الكتب، فقد قامت الدار بسحبها، وبالتالي لم يتخذ ضدها أي إجراء قانوني». وقال الدكتور أحمد مجاهد، رئيس الهيئة المصرية العامة للكتاب، ومدير المعرض، إن مجموعات كتب القرضاوي وفتاواه تصدر عن دار «الشروق» منذ سنوات عديدة، وأن هذه الكتب غير موجودة بجناحها بمعرض القاهرة الدولي للكتاب حيث قامت الدار بسحبها بعد الافتتاح واستهجان بيع هذه الكتب بالمعرض، «لأن كتابا متطرفا واحدا قد يصنع أكثر من ألف إرهابي.
مشاركة :