تحولت شوارع عزبة البرج بمحافظة دمياط، التي كانت تكتظ بالمارة يمينا ويسارا والضجيج يملأ أركانها إلى شوارع باهتة الصمت عنوانها والشحوب سمات وجوه سكانها، وهذا بعد أن فقدت القرية 12 صيادا من أبنائها الخميس قبل الماضي على إحدى مراكب الصيد وهى "ياسين الزهيري" بخليج السويس.تلك ليست الفاجعة الأولى التي تهز أركان العزبة وسكانها فلقد اعتاد سكان العزبة على الاستيقاظ على أخبار غرق المراكب واختطافها وأحيانا كثيرة فقدانها دون معرفة أسباب لذلك، فكل ما يعلموه هو فقدانهم لأبنائهم.بعيون مرتقبة ينتظر أمهات وزوجات 12 صيادا من أبناء عزبة البرج ذويهم من الصيادين المفقودين، إضافة إلى اثنين آخرين من الصيادين من أبناء كفر الشيخ بإجمالي 14 صيادا منهم "ريس المركب"، ولم يتم انتشال أحد من الصيادين حتى الآن سواء حيا او ميتا، ولكن بعض الحطام التي تم العثور عليها من المركب المفقود وبعض المتعلقات الشخصية للصيادين وطاولات تخزين السمك، زادت من وجع الأهالي الذين أصروا على الخروج من منازلهم وعدم العودة إلا بأبنائهم حتى ولو كانوا جثث غارقة.فعلى الرغم من مرور 13 يوما، منذ أن انقطع الاتصال بين طاقم المركب وذويهم بعزبة البرج واللنشات والقطع البحرية تكثف من جهودها للبحث عن الصيادين المفقودين، ومما زاد من فجع الأهالي هو أنه حتى الآن لم تظهر ولا جثة لصياد واحد رغم مرور تلك الأيام وهو أمر غير معتاد ولكنه بدل الأمر بداخلهم إلى طفيف من الأمل بأن الصيادين مازالوا أحياء ومفقودين وجار البحث عنهم وفضلو أمهات وزوجات الصيادين المفقودين الانتظار يوميا أمام بوغاز عزبة البرج على أمل عودة ذويهم المفقودين.وبصوت مكتوم ودموع لم تتوقف تؤكد والدة الصياد ناجي ناجي محمد والشهير بإسلام أن ابنها خرج للبحث عن لقمة العيش ولديه أطفال يحتاجونه وللأسف ينتظرون جثته ولا يعلمون شيئا عن سبب غرق المركب.وأضافت أنها تناشد الرئيس عبدالفتاح السيسي رئيس الجمهورية بالتدخل الفوري والبحث عن أبنائهم من الصيادين فهم عائل أسرهم الوحيد ولولا حاجتهم ما خرجوا وتركوا أبنائهم وعادوا جثثا، مؤكدة أن عزبة البرج بلد تصدير الموت فأبنائها يسافرون كصيادين يبحثون عن لقمة العيش وعادوا جثثا محملة بصناديق خشبية.وقالت زوجة عبدة أبوالعطا، أحد الصيادين المفقودين، إنهم لن يتوجهوا إلى منازلهم إلا بعد أن يتم العثور على الصيادين وعودة الأحياء منهم وانتشال جثث الأموات فمنذ الخميس الماضي ولا يعلم أحد من أسر الصيادين عنهم شيئا.وتساءلت: "بأي ذنب يُترك الصيادين حتى الآن؟ دون معرفة مصيرهم فشيخ الصيادين والمسؤولين يبعثون لنا رسائل طمأنينة عبر تصريحاتهم اليومية ولكن على أرض الواقع لا جديد بخصوص عمليات البحث".وأضافت أن المسئولين اكتفوا بالبحث واللنشات البحرية فقط وسفن الصيد في حين أنه تم العثور على بعض حطام المركب مما يؤكد غرق جميع من عليها ومطلب الأهالي الوحيد انتشال جثث أهالينا من الصيادين.
مشاركة :