في الوقت الذي تشير فيه استطلاعات الرأي في إسرائيل إلى أن حزب «إسرائيل بيتنا»، الذي يقوده وزير الخارجية أفيغدور ليبرمان، يقترب من الانقراض في الانتخابات القريبة، بادر إلى شن حملة ضد النائبة العربية في الكنيست (البرلمان الإسرائيلي) حنين زعبي، لمنعها من الترشح، وقد يحاول، حسب بعض المراقبين والمحللين السياسيين، منع القائمة العربية المشتركة، التي توحدت فيها غالبية القوى العربية في الحركة السياسية الإسرائيلية. ويربط المراقبون بين هذه الحملة وبين تدهور وضع ليبرمان، الذي تورط حزبه في قضية فساد كبرى، ومنذ أن بدأت الاعتقالات تطال قادة الحزب (30 معتقلا حتى الآن، بينهم نواب حاليون وسابقون ووزير سابق)، أصبح وضع الحزب يسير سريعا نحو التدهور والتراجع في استطلاعات الرأي. ويقود هذه الحملة النائب ألكس ميلر من حزب ليبرمان، لكنه ما فتئ أن انضم إليه في هذه الحملة عدد آخر من نواب اليمين المتطرف، مثل داني دنون، وتسيبي حوتوبيلي، وميري ريجف من حزب الليكود، وعدد من نواب حزب المستوطنين «البيت اليهودي». وقد علق رئيس القائمة المشتركة للأحزاب العربية أيمن عودة على هذا بالقول إن «ليبرمان وضع هدفا لنفسه وهو أن يسعى لتطهير الكنيست من النواب العرب، وبادر إلى قانون رفع نسبة الحسم في الانتخابات من 2 في المائة إلى 3.25 في المائة لهذا الغرض، ونحن سعداء بأن قانونه دفعنا نحن العرب إلى الوحدة، بينما هو بات يصارع الآن على حافة نسبة الحسم. فهذا الحزب الذي يواجه اتهامات خطيرة بالفساد، سيجد نفسه خارج الحلبة السياسية، ونحن سنحل محله لنكون ثالث أو رابع كتلة برلمانية». وكان أحدث استطلاع للرأي حول الانتخابات البرلمانية الإسرائيلية، قد أشار إلى استمرار تفوق «المعسكر الصهيوني»، بقيادة زعيم المعارضة يتسحاق هرتسوغ وزعيمة حزب الحركة تسيبي ليفني على حزب رئيس الحكومة الحالي بنيامين نتنياهو. وأظهر استطلاع آخر للرأي نشرته القناة العاشرة الإسرائيلية إلى أن «المعسكر الإسرائيلي» زاد من قوته وحصل على 25 مقعدا، في حين ارتفع حزب الليكود بعدد مقاعده إلى 23 بعد ما حصل على 21 مقعدا في الاستطلاع الذي سبقه. ولا يزال حزب «البيت اليهودي» المتشدد يحافظ على قوته في كل استطلاعات الرأي السابقة، إذ حصل على 16 مقعدا، في حين يستمر التراجع الدراماتيكي لحزب «إسرائيل بيتنا» بقيادة ليبرلمان، حيث بالكاد يستطيع تجاوز نسبة الحسم ويحصل على 4 مقاعد فقط. فيما تحصل القائمة العربية المشتركة، وهي ائتلاف الأحزاب العربية التي تخوض الانتخابات البرلمانية الإسرائيلية على 12 مقعدا، لتصبح بذلك رابع أكبر كتلة برلمانية في إسرائيل. وتلقت القائمة المشتركة، أول من أمس، دعما مفاجئا من جامعة الدول العربية، إذ ثمن السفير محمد صبيح، الأمين العام المساعد لشؤون فلسطين والأراضي العربية المحتلة بالجامعة العربية، في تصريح للصحافيين هذا التوجه قائلا إنه «يأتي كخطوة للأمام من أجل حماية الشعب الفلسطيني وحقوقه»، مؤكدا ضرورة ألا تعيق الخلافات الثانوية بين الأحزاب تحقيق الهدف الاستراتيجي والأساسي الخاص بحماية شعب فلسطين داخل الخط الأخضر. وقال إن «هذه الخطوة الإيجابية من شأنها أن تساهم في الدفاع عن حقوق الشعب الفلسطيني داخل فلسطين المحتلة عام 48 من خلال هذه المجموعة، وللتصدي للهجمة العنصرية التي يتعرضون لها من قبل المحتل الإسرائيلي».
مشاركة :