حسين الفضلي – أكد رئيس مجلس الأمة مرزوق الغانم أن ما يقوم به أعضاء مجلس أمناء صندوق ووقفية القدس يمنع العدو من تحقيق هدفه الاستراتيجي الرامي الى طمس الهوية العربية الفلسطينية، سواء للمسلمين أو للمسيحيين. وشدّد الغانم في افتتاح الاجتماع الرابع لمجلس أمناء الصندوق أمس، تحت رعاية سمو أمير البلاد، على عدم السماح لليأس بأن يدخل قلوبنا، «كما لن نسمح لأنفسنا بالاستسلام للواقع السيّئ، الذي تمر به القضية؛ لأننا ندافع عن حق، نعرف ان هدفه سيتحقّق، سواء في جيلنا أو المستقبل». وقال: لسنا ضد دين من الأديان، ولا ضد أي رسالة سماوية، بل ندفع بأن تتعايش جميع الديانات بسلام، لكننا ضد كيان عنصري بغيض يريد سلب الهوية واغتصاب الارض واحتلالها؛ فالقضية الفلسطينية ليست قضية شرعية أو قومية، بل هي إنسانية في المقام الأول. وأعرب الغانم عن ثقته بأن «بذل الأسباب والاستمرار في عدم السماح لليأس بالدخول إلى قلوبنا، سيؤديان الى النصر القريب الموعود، كما أننا نثق بأن المساجد في القدس ستصدح بالأذان، وأجراس الكنائس ستُسمع في كل مكان». وقال: هناك من يعتقد واهماً بأننا سنفقد هويتنا، وسننسى قضيتنا اذا كان الميزان العسكري حاليا يميل الى الكيان الصهيوني، لكنني أؤكد اننا سنعيش ونحيا، وهذه القضية في وجداننا نموت ونحيا عليها. واضاف: عندما اعلنت في السابق أن هدفي هو طرد الكيان الصهيوني من الاتحاد البرلماني الدولي، كان هناك من يظن أن ذلك هدف جنون؛ لأن الخطوة تحتاج تنسيقا وجمعا من كل الشرفاء في العالم، لأن ذلك لا يقتصر على المسلمين فقط، وأنا واثق بأننا سننجح في هدفنا، لتكون أكبر ضربة سياسية لذلك الكيان بطرده من ثانية اكبر مؤسسة دولية بعد الأمم المتحدة. بيانات سعودية من جانبه، أكد رئيس مجلس أمناء صندوق ووقفية القدس الأمير تركي الفيصل أن سمو أمير البلاد قدّم الكثير والكثير للقدس، شاكراً سموه على رعاية اجتماع الصندوق في الكويت. واستعرض الفيصل خطابات لملوك السعودية، بشأن القضية الفلسطينية، ومن بينها ما قاله الملك عبد العزيز آل سعود عام 1945 للرئيس الأميركي آنذاك: إن «مساعدة الإسرائيليين في فلسطين لا تعني خطراً يهدّد فلسطين وحدها، بل يهدّد سائر البلاد العربية». ولفت إلى أن الملك فيصل ألقى خطاباً عام 1948 قال فيه «إننا هنا لا لنفرض على أحد شيئاً بالإكراه، وإنما اجتمعنا للتذاكر للحوادث المؤلمة التي نزلت بإخواننا في فلسطين، فقد نزل بهم من فوادح المحن وقوارع الخطوب ما نسأل الله أن يلطف بهم فيه ويُزيل عنهم هذه الغمة ويظفرهم بحقهم المغتصب، ويجب على كل فرد منا أن يشعر بأنه فلسطيني عربي، وهو فوق ذلك مسلم، وإذا توافر هذا الشعور لدينا وجب علينا ماذا نعمل، لا يصح لأحد أو فرد ان ينكمش في نفسه أو يخجل أن يقدم ما يمكنه تقديمه، وإني على ثقة تامة بأن كل فرد لا يتأخّر في تقديم ما يستطيع تقديمه في هذا السبيل، وإذا قلت هذا فليس أمراً مني أو إيعازاً؛ فالجميع في غنى عن ذلك، والواجب الإنساني والأخوي والديني يفرض ذلك». استغاثة القدس وأضاف الفيصل إن الملك فيصل قال في خطاب بموسم الحج سنة 1969 بعد حريق القدس «إن القدس الشريف يناديكم ويستغيثكم لتنقذوه من محنته، ومما ابتلي به، فماذا ننتظر؟ وإلى متى ننتظر ومقدساتنا وحرماتنا تنتهك بأبشع صورة؟ فماذا يخيفنا؟ هل نخشى الموت، وهل هناك موتة أفضل وأكرم من أن يموت الإنسان مجاهداً في سبيل الله؟ نريدها غضبة ونهضة إسلامية لا فيها قومية ولا عنصرية ولا حزبية، إنما دعوة إسلامية إلى الجهاد في سبيل ديننا وعقيدتنا، دفاعاً عن مقدساتنا، أسأل الله تعالى أن يكتب لي الموت شهيداً في سبيله، أرجو أن تعذروني إذا احتج عليّ فإنني حينما أتذكر حرمنا الشريف ومقدساتنا تُنتهك وتُستباح وتُمثل فيها المفاسد والمعاصي والانحلال الخلقي فإنني أدعو الله مخلصاً إذا لم تكتب لنا الجهاد وتخليص هذا المقدسات ألا يبقيني لحظة واحدة على الحياة». وذكر خطاباً آخر للمرحوم الملك فيصل يقول فيه «إن عودة القدس المحتلة إلى الإدارة العربية بنظرنا أمر حيوي، ولا يمكن أن نقبل بغير ذلك، إن المملكة العربية السعودية راغبة في الإبقاء على علاقاتها الحسنة مع الولايات المتحدة، ولقد ظلت هذه العلاقات حسنة لم يعكّرها سوى التحييد الأميركي لإسرائيل ضد العرب». مدينة السلام وأضاف: «لم ننسَ ما قدمه المرحوم الملك فهد والمرحوم الملك عبدالله من مبادرات لإحلال السلم في أرض السلم ومدينة السلام، ولنا أن ننظر في ما تقدّم به خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز في افتتاحه القمة العربية في طهران عام 2018؛ فبدأ خادم الحرمين كلمته في الافتتاح بقوله «هذه القمة هي قمة القدس»، وقال إن «القضية الفلسطينية هي قضيتنا الأولى، وستظل كذلك حتى حصول الشعب الفلسطيني على جميع حقوقه المشروعة، وعلى رأسها إقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية؛ إننا إذ نجدد التعبير عن استنكارنا ورفضنا قرار الإدارة الأميركية المتعلّق بالقدس فإننا نشيد بالإجماع الدولي الرافض له، ونؤكد أن القدس الشرقية جزء لا يتجزّأ من الأرض الفلسطينية». وأشار الفيصل إلى أن البيان الختامي لقمة مجلس التعاون التي أنهت أعمالها مؤخرا، أكد «أن القدس هي العاصمة التاريخية لفلسطين وفقاً للقرارات الدولية وأي إجراء تقوم به سلطات الاحتلال الإسرائيلي هو أمر باطل ولا يؤدي إلا إلى إشعال التوتّر في المنطقة، وإضعاف فرص التوتّر إلى حل شامل ودائم يُبنى على أساس حل الدولتين وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة، وعاصمتها القدس الشرقية». وأضاف: إن «البيان أشار إلى نتائج القمة العربية التاسعة والعشرين، التي عُقدت في السعودية»، مؤكداً أن «إعلان الملك سلمان بن عبدالعزيز عن تسمية القمة بقمة القدس يجسّد حرصه على أن القضية الفلسطينية هي القضية الأولى للأمة العربية». وأضاف: إن «المسيحيين ساهموا وقدّموا ــــ في فدائهم لتحرير القدس وفلسطين ــــ ما قدّمه المسلمون، فكلنا في هذا السبيل نسعى الى ذلك اليوم الذي نرى فيه القدس عاصمة لدولة فلسطين الحرة والمستقلة». وفي ختام كلمته، أعرب الفيصل عن شكره الجزيل للغانم، على ما تفضّل به، «وكفانا بكلمته بالتعبير عما هو واجب علينا ان نبديه في سبيل قضيتنا»، متوجها بالشكر ـــ كذلك ـــ إلى شعب الكويت، الذي ضحَّى بالغالي والنفيس في سبيل هذه القضية، وقدّم الدعم لها ولأصحابها. المطران يونان: القدس عاصمة المسلمين والمسيحيين الخالدة توجَّه رئيس الاتحاد اللوثري العالمي المطران منيب يونان، بالشكر إلى سمو أمير البلاد على اللفتة الكريمة بدعوته لزيارة الكويت، مشيداً بمواقف سموه الكبيرة تجاه القضية الفلسطينية والقدس. وقال يونان إن القدس هي جوهر القضية الفلسطينية والعربية، ولا يمكن أن تُحلّ إلا بحل عادل للمدينة المقدسة؛ لأنها عاصمة خالدة للمسلمين والمسيحيين. وأعرب عن شكره للشعب الكويتي ورئيس مجلس الأمة على الدعم المستمر للصمود في القدس، مؤكدا وجوب الحفاظ على الوضع التاريخي للقدس من دون تغيير، مع التشديد على أن الوصاية على المقدسات الإسلامية والمسيحية هي وصاية هاشمية، يرعاها ملك الأردن الشقيق، وفق اتفاق مشترك مع الرئيس الفلسطيني. تكريم الغانم كرَّم مجلس أمناء صندوق ووقفية القدس رئيس مجلس الأمة مرزوق الغانم. واستعرض الاجتماع عدداً من الفيديوهات القصيرة، المتمثلة في الحركة الشعبية الفلسطينية بالقدس، والمهرجان، الذي أُقيم في القدس؛ تقديراً وشكراً لجهود الكويت في دعم القضية الفلسطينية. هدفنا طرد الكيان الصهيوني شدَّد مرزوق الغانم على أن القضية الفلسطينية في وجدان كل الشرفاء، مؤكداً ان هناك هدفاً آخر، بعد الذي قام به، ويكمن في طرد الكيان الصهيوني من الاتحاد البرلماني الدولي، مجدّداً ثقته بتحقيق ذلك الهدف، بعد التنسيق مع الشرفاء في العالم. خطيب «الأقصى»: القدس تطالب الحكومات العربية والإسلامية بإنقاذها طالب خطيب المسجد الأقصى د.عكرمة سعيد، بتثبيت البوصلة نحو القدس. وقال: القدس تطالبكم بإنقاذ المؤسسات المقدسية في المجالات التعليمية والصحية والإسكانية، ليتمكّن المقدسيون من الثبات والرباط في بيوتهم ومتاجرهم. وأوضح سعيد أن القدس تطالب الحكومات العربية والإسلامية بالحراك السياسي والدبلوماسي والتجاري والاقتصادي، للجم الاحتلال وردعه عن التجاوزات والاعتداءات على المقدسيين والمقدّسات. دعم كويتي متواصل قال رئيس مجلس إدارة صندوق ووقفية القدس منيب المصري: إن الكويت وضعت حجر الأساس للمعهد العربي الكويتي، الذي غدا منارة علمية ممثلة في جامعة القدس، ووضعت حجر الأساس للمستشفى الكويتي الذي أضحى أهم صرح طبي في القدس، وهو مستشفى المقاصد الإسلامي. وقال المصري إن الكويت لم تتوقّف يوما عن دعم القدس وفلسطين، وكان لها دور أساسي في تأسيس واحتضان منظمة التحرير الفلسطينية ومساندتها في أصعب الظروف. وبيّن أن رسالتنا هي رسالة القدس للأمتين العربية والإسلامية، نطلقها من قلب الكويت؛ لتصل إلى أحرار العالم، ومفادها أن القدس تتألم وتنزف كل يوم، وتُهوَّد هويتها ويُشرّد أهلها ويُدنَّس مسجدها، وتُقيّض كنيستها؛ فالبرنامج الصهيوني يستهدف كل متر من أرضها، وكل فرد من أبنائها.
مشاركة :