ريمون ميشيل يكتب: ديون مؤجلة

  • 12/13/2018
  • 00:00
  • 2
  • 0
  • 0
news-picture

انتشرت في تلك الأيام ثقافة مُخجِله وخاصة بين فئة الشباب فاتجه الكثير منهم لرفع شعار السخريه والاستهزاء كعنوان لحياتهم.من إحدى عيوب الشخصية الشائعة والتي اعتدنا ممارستها بدون تركيز ووعي هي الاستهزاء والسخرية من الآخرين باستمرار بالعديد من الصور والأشكال فبعض الناس يسخر من الآخر بلغة العيون والنظرات والأخر بالتلفظ بما لا يليق وهناك من يَصل إلى حد الأفعال كمن يَسخَر من قصر قامة آخر أو بدانته والتي ربما قد تكون مرضًا يسعى لعلاجه ويدعو الله للشفاء منه.هُناك العديد من المضار لتلك العادة القبيحة والتي قد حذر السيد المسيح من ارتكابها حين قال: لكم دين مؤجل يا من تضحكون لأنكم ستحزنون وستبكون لاحقًا ، ويُفسر لنا الرسول بولس أيضًا بأن كل إنسان منا سيُعطي حسابًا منفردًا عن نفسه وعن أفعاله بل وعن كلماته القبيحه أيضًا في يوم الدينونه أمام الله، فإنه دين مؤجل لم يُسدد بعد.ومن رحمة الله علينا إنه قد منحنا فرصة العدول عن قُبح التصرفات والأفعال والتي إعتدنا علي أن نفعلها بتلقائيه ، ونحن في الحياه من نحدد قيمة وقدر أنفُسنا ومنزلتنا بين الناس ، فبينما يسخر ويستهزيء الجاهل مُستمتعًا بإيذاء الغير تذكر أن هناك شخص ما يذكره أيضًا بسوء الأخلاق ، فالسخريه من الأخرين تُعَد دالة علي فراغ النفس والقلب... ولكن ماذا علينا الأن؟ إن لم تجد العبارات المناسبه للرد فعليك حينها بإلتزام الصمت وعدم مجاراة الحوار فترتفع مكانتك بين الناس ، وبينما تفعل ذلك فإنك تعفي نفسك من دين لا تستطيع سداده فأصعب أنواع الديون هي ما سيُحاسَب عليه الإنسان أمام الله، فإذا إمتلأت الأرض من ظلام الجهل فتخلي عن شهوة السخريه من الأخرين لتفسح المجال للنور الحقيقي بداخلك لكي يهدي كثيرين إلي حياة أفضل.

مشاركة :