مواجهة الجيل الثالث من الإرهاب ضرورة ملحّة

  • 12/13/2018
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

بحثت جلسة «حالة العالم العربي سياسياً في 2019»، ضمن أعمال الدورة الحادية عشرة من «المنتدى الاستراتيجي العربي»، التي تحدّث فيها مسؤولون عرب سابقون، مجموعة من المحاور المفصلية في وصف الحالة الراهنة لدول المنطقة، والطرق المثلى للتغلب على التحديات الجيوسياسية والاقتصادية والاجتماعية التي كانت سبباً في ظهور بيئة مغذية للإرهاب وتفاقم النزاعات الإقليمية وارتفاع حدة التدخلات الدولية في عدد من القضايا المحورية، وتساءلوا عمّا إذا كان ما يسمى «صفقة القرن» حلاً أم تأزيماً، مؤكدين أن مواجهة الجيل الثالث من الإرهاب أصبحت ضرورة ملحّة. وشارك في الجلسة كلٌّ من الدكتور إياد علاوي، رئيس وزراء العراق الأسبق، وناصر جودة، نائب رئيس الوزراء ووزير الخارجية الأردني السابق، والدكتور نبيل فهمي، وزير الخارجية المصري السابق، وأدارتها الإعلامية منتهى الرمحي، مقدمة البرامج في قناة «العربية». وتطرّق الدكتور إياد علاوي، خلال الجلسة، إلى مجموعة من قضايا 2018 وسواها، ومنها القضية السورية، مؤكداً أن التبعات السلبية للمشكلات التي واجهتها سوريا وعدد من دول المنطقة تراكمت من سنة إلى أخرى دون إيجاد حل ناجع لها، بل إن التحديات مستمرة بالتزايد عاماً تلو الآخر. وتحدّث علاوي، خلال الجلسة، عمّا وصفه «بالجيل الثالث من الإرهاب»، وقال: «إن كانت نمطية القاعدة تمثل الجيل الأول المبني على مبدأ ضرب الأنظمة، وإن كانت داعش تمثل الجيل الثاني المبني على قاعدة السيطرة على الأرض والتوسع، فإن الجيل الثالث سيعمل على خلق الفوضى في المجتمعات وضرب الاقتصادات الوطنية للدول وبناء قواعد ليست متصلة بالضرورة في دول متعددة لتحقيق ذات الأجندات والغايات المتطرفة، والإرهاب القادم سيعصف بالمنطقة والعالم، ولا يوجد رؤية حقيقة شمولية عامة تستطيع التصدي له، علينا أن نقيم الجيل الثالث من الإرهاب وأن نتحد في مواجهته، ويجب أن تكون هناك منظومة عربية لمواجهته». وعن التعاون العربي وحالة الانقسام الحاد في وجهات النظر في العديد من القضايا المحورية، قال رئيس الوزراء العراقي الأسبق: «اليوم يجب العمل على الارتقاء بالواقع العربي نحو الأفضل، ويجب وضع الآليات التي من شأنها ربط الشؤون السياسية والاقتصادية والاجتماعية في منظومة واحدة، ويجب أن يتم دعم الجامعة العربية بكل الموارد المتاحة. لا يمكن أن نكون دول طوائف، بل دولاً متكاملة». صفقة القرن من جانبه، بدأ ناصر جودة، نائب رئيس الوزراء وزير الخارجية الأردني السابق، بالحديث عن صفقة القرن، متسائلاً عن كيفية تعاطي العالم العربي معها، قائلاً: «هناك نقص شديد بالحوار كعرب فيما بيننا، وهنا أسجّل لدولة الإمارات هذه المبادرة المهمة للحوار بين مسؤولين وصناع قرار وخبراء، فنحن نرى أن القضية الفلسطينية مدخل لحل العديد من النزاعات، وأنها مدخل للاستقرار في المنطقة، يجب أن نفرّق بين أمرين: تفاصيل صفقة القرن من جهة، وكيفية تعاطي الدول العربية والعالمية معها. إننا اليوم لا نستطيع التعليق عليها دون الاطلاع على تفاصيلها، وكل يوم يقال إنها ستكون جاهزة قريباً، في البداية كان الحديث عن أسبوعين أو ثلاثة منذ بدء حديث الإعلام عنها، بالأمس جاريد كوشنر يقول إنها تحتاج إلى شهرين أو ثلاثة أشهر، وبغض النظر عن موعد جاهزيتها، نحن نريد أن نرى الشروط الأساسية التي تضمن السلام والاستقرار لشعوب المنطقة بما فيها إسرائيل، نريد القدس عاصمة للفلسطينيين، نريد دولة فلسطينية مستقلة وحلاً عادلاً للاجئين، طبعاً هناك قضايا حل نهائي أخرى، ولكن إن غابت هذه الشروط فلكل دولة رأيها في حينه، ولكن الحقيقة أن هناك إجماعاً عالمياً، والدليل واضح في التصويت الأخير عن فلسطين في الأمم المتحدة. صفقة القرن إن جاءت ولم تكن مكتملة فإنها سترفع مستوى التأزيم». السياسة العربية وعن الخلافات العربية، قال جودة: «مستقبل الحالة السياسية العربية مرتبط بالأزمات الراهنة، وهي ليست أزمات عسكرية أو أمنية فقط، ولكن اقتصادية واجتماعية أيضاً، ولا أرى أي حلول جذرية لها، حتى صفقة القرن لن تكون حلاً سحرياً، وأرى أن عام 2019 سيكون صعباً على المنطقة وحتى العالم». وعن أزمات المنطقة، قال جودة: «عندما نتحدث عن أزمات المنطقة، فهي قطعاً مقترنة بخمس دول غير عربية، هي الولايات المتحدة وروسيا وإيران وتركيا وإسرائيل، ولمواجهة هذه الأزمات وكيفية التعاطي مع هذه الدول في عدد من الملفات، فإنني أرى ضرورة تفعيل دور الجامعة العربية في طرح المبادرات وإيجاد أفكار ورؤى ومخارج للأزمات، ولكن مع ضرورة وضع حلول حقيقية». وأضاف جودة: «بعد نهاية الحرب الثانية تدخلت أميركا بخطة لإعادة الإعمار والتنمية والتطوير في أوروبا «مشروع مارشال»، ونحن بحاجة إلى خطة عربية مشابهة». التغيير التدريجي من جانبه، قال نبيل فهمي، وزير الخارجية المصري السابق: «إذا كنا نريد التحدث عن المستقبل، لا بد من وصف الحاضر، هناك ضعف سياسي عربي، يجب القيام بأمرين محوريين، أولاً تبنّي التغيير التدريجي السليم لبناء مستقبل أفضل لدول المنطقة، وثانياً عدم مبالغة أي دولة بالاعتماد على دولة أخرى سواء كانت عربية أو أجنبية، خلال المئة سنة الماضية اعتمدت الدول العربية على الغرب والشرق في قضايا الأمن القومي، نجم عن ذلك ما نراه اليوم أن إيران وإسرائيل وتركيا تضغط على دول العالم العربي بشكل غير منطقي ومرفوض». وعن ظاهرة الإرهاب، قال نبيل فهمي: «إذا نظرنا إلى المدى الطويل لا مصلحة لأحد بالإرهاب، ولكن على المدى القصير هناك أطراف مستفيدة من تأزيم وضع العالم العربي، وبعض دوله على وجه الخصوص. لا يوجد حل سيخلق في عام، المشكلات عميقة، ولكن يجب أن نبدأ، ليس بالضرورة أن نجتمع على صوت واحد، بل البداية في رفع الصوت ولو بشكل مستقل، وسيكون 60% إلى 70% مما نقوله متشابهاً، بما قد يمثل أرضية مشتركة يمكن البناء عليها». نهج قطر قال نبيل فهمي، وزير الخارجية المصري السابق إنه يجب أن تغيّر قطر نهجها الحالي لتكون كبقية الدول العربية، وطبعاً من مصلحة دول الخليج والعالم العربي التوحّد في مواجهة القوى الإقليمية الطامعة بخيراته ومكتسباته.طباعةEmailفيسبوكتويترلينكدينPin Interestجوجل +Whats App

مشاركة :