ذكرت مجلة فورين بوليسي الأميركية أن السعودية وإمارة أبوظبي انضمتا إلى الأصوات المحافظة داخل أميركا، والتي تشن حرباً ثقافية وتهاجم النساء المسلمات المنتخبات مؤخراً في مجلس النواب الأميركي، وأبرزهن النائبة من ولاية مينيسوتا إلهان عمر، إذ تتهم الإمارات والرياض هؤلاء النائبات بالانتماء لجماعة الإخوان المسلمين. أضافت المجلة أن انتخابات التجديد النصفي في الكونجرس ضخمت الشكوك المنتشرة بالفعل في وسائل إعلام أبوظبي والرياض حول وجود نشاط للإسلام السياسي داخل الولايات المتحدة، إذ تتهم القنوات المقربة من محمد بن زايد ومحمد بن سلمان، وخاصة قناة العربية، النائبتين في الكونجرس إلهان عمر ورشيدا طليب بكونهما من الأعضاء السريين داخل الإخوان المسلمين. وذكرت فورين بوليسي أن هذه الهجمات المنتشرة في الإعلام الظبياني والسعودي الآن عادة ما تصدر عن حكومات أبوظبي والرياض التي تخشى أن يضعف فوز هؤلاء المسلمات من نفوذهما داخل الكونجرس، وعمل جماعات الضغط التي تحشد لمصالحهما، فقد وجهت السفارة السعودية اتهاماً للنائبة طليب، عقب الإعلان عن فوزها، باتباعها إيديولوجيا جماعة الإخوان، التي انتشرت داخل أروقة الحزب الديمقراطي. ولفتت فورين بوليسي إلى أن المرشح الخاسر لمنصب حاكم ولاية ميتشيجان عبدول السيد، رصد هجمات إعلام أبوظبي والرياض خلال حملته الانتخابية، فقد ضخم إعلام الدولتين من اتهامات منافسه الجمهوري، باتريك كولبيك، بانتمائه لجماعة الإخوان. ونقلت المجلة عن السيد، في حوار حصري، قوله إن النخب السياسية في مصر وأبوظبي والرياض تشعر بتهديد من السياسيين الأميركيين المسلمين، بينما ينظر المواطن الشرق الأوسطي إلى قصة صعود هذا المواطن الأميركي ذو الأصول المصرية (أي عبدول السيد) باعتبارها قصة ملهمة. وترى المجلة أن صعود سياسيين مثل السيد وعمر وطليب يضعف حجج الأنظمة السلطوية في الشرق الأوسط: والتي تقول إن شعوبها ليست جاهزة للديمقراطية بعد، فالناس لا تملك حق الوصول للسلطة في بلدانهم، لكنهم يصلون إليها إذا غادروها، وهو ما يدمر حجج عبدالفتاح السيسي في مصر وبن سلمان في السعودية، كما يقول المرشح السابق عبدول السيد. يقول السيد: الشيء المثير للسخرية أنه من المستحيل أن أتطلع إلى مركز قيادي في مصر، التي ولد فيها أجدادي. وترى المجلة أن حلفاء أميركا في المنطقة مثل أبوظبي والرياض وأنظمة البحرين ومصر ينتابها خوف من أن يدعو القادة العرب الجدد داخل الحزب الديمقراطي للتغيير السياسي في الدول العربية، إذ يخشى حكام الأنظمة السلطوية العرب من أي صانع قرار مستقل في أميركا له اهتمام ومعرفة بخبايا المنطقة العربية. وأعتبرت أنظمة عربية، الاعتراضات الصادرة من نواب مسلمين في الكونجرس على انتهاكات حقوق الإنسان والأعراف الديمقراطية في الشرق الأوسط، بأنها انحيازات شخصية، ولفتت تلك الأنظمة النواب المسلمين بأنهم من جماعة الإخوان.;
مشاركة :