الشارقة: «الخليج» استضاف اتحاد كتاب وأدباء الإمارات، أمس الأول، الكاتبة الدكتورة مانيا سويد في محاضرة حول أدب الروائي الراحل حنا مينة، وقدمها القاص محسن سليمان، بحضور الدكتور محمد بن جرش أمين السر في الاتحاد وعدد من الكتاب الإماراتيين.بدأت د. سويد حديثها بقول أمير الشعراء أحمد شوقي: «الناسُ صنفانِ: مَوتى فِي حيَاتِهِم.. وآخرُونَ بِبَطنِ الأرضِ أحيَاءُ».وقالت: «نتحدثُ اليوم عن واحدٍ من الأحياء وإن رحلَ عنا، فإنه مازال بيننا بروحه، بقلمه، بفكره وأدبِه، بفلسفته وحكمته، إنهُ صاحب المصابيحَ الزُرق، والأبنوسة البيضاء، وحارة الشحادين، ابن اللاذقية، الأديبُ الذي تشربت كلماتُهُ بماءِ البحرِ، وتقلبت صفحاتُ كتبه مع أمواجه».وأضافت: «بدأ حنا مينة من نقطةِ الصفرِ، مكافحاً مغامراً شجاعاً، وانطلق محلقاً في سماءِ الأدب، يرفرفُ بجَناحينِ أحدُهُما يحملُ رواياتِهِ، والآخر يحمِلُ قصصَهُ وأقصوصاتهُ، وهو المبدعُ الذي عشِقَ الأدبَ فعشقهُ الأدب، أحب الكلمة فأحبته وانسابت من محبرته طائعة ملبية، وهو الروائيُ الذي عرفَ كيف يقرأ الواقعَ قراءةً صحيحةً فعبر عنه تعبيراً صادقاً».وأكدت د. سويد أن حنا مينة إنما دخل قلوب الناس مرتاحاً، ونادت السينما أعماله، وتهافتت عليه الأوساطُ الأدبيةِ تنهلُ من إبداعاته، صار من يستمتِعُ بقراءةِ كلماتِهِ يتلذذُ أيضاً بمشاهدة أفلامه ومسلسلاته.ووصفت سويد حنا مينة بأنه من أعلام الأدب العربي، فقد حارب الجهل وانتصر للمعرفة، وكان بمثابة حمامة سلام سعت نحو ما هو أفضل للإنسان، وكان يعبر عن فلسفة ترمي إلى إسعاد الإنسان من خلال ما قدمه من أدب رفيع.وقدمت سويد قراءة في بعض أعماله ومنها «الشراع والعاصفة» التي صُنِّفَت ضمن أفضل مئة رواية عربية، وهي تروي قصةَ مدينة عانت ويلات الحرب، بأسلوبٍ مشوّق، معتبرةً إياها بمثابة قصة لمواجهة الاحتلال وتحدي عواصف البحر، وبالتالي تنتصرُ لحرية الإرادة.كما اعتبرت سويد روايته الخالدة «المصابيح الزرق» التي كتبت في 1954 من الأعمال التي تعبر تعبيراً وصفياً دقيقاً عن مجتمعٍ يعيشُ حالةَ حرب، فيما كانت مجموعته القصصية «الأبنوسةُ البيضاء» وما حوته من قصص عشر، من الروايات التي تقدم دروساً إنسانية تعلمْنا منها الكثير. وختمت سويد بقولها: «لم يكن حنا مينة معتكفاً من أجل الإبداع، بل امتد نشاطُهُ خارج المكتباتِ والكتب، وساهم في النهضةِ الأدبيةِ والثقافيةِ العربية، وتأسيس اتحاد الكتاب العرب، وتأسيس رابطة الكتاب السوريين، كما استطاع أن يشقَّ قنوات للتواصل مع الأدباءِ والمبدعين في شتى أنحاء الوطن العربي».في ختام الأمسية كرم د. محمد بن جرش د. مانيا سويد على محاضرتها القيمة.
مشاركة :