أعلن مسؤولون أمنيون أن القوات الأفغانية، مدعومة بمستشارين وقوة جوية أميركيَين، تستهدف القادة الميدانيين في حركة «طالبان» الذين يُعتبرون عقبة كبرى أمام محادثات السلام المحتملة. وقُتل عبدالمنان، حاكم الظل من الحركة لإقليم هلمند الاستراتيجي، وأبرز قادتها العسكريين في الجنوب، في عملية مشتركة للقوات الأميركية والأفغانية الخاصة مطلع الشهر. ثم قُتل حاكم الظل من «طالبان» في إقليم غور وسط أفغانستان، عندما كان يزور هلمند. كذلك قُتل حاكم الظل في إقليم بكتيكا، على الحدود مع باكستان، في غارة نفذتها قوات أفغانية خاصة. وقال مسؤول حكومي بارز: «القادة الميدانيون لطالبان، الذين اكتسبوا خبرة من الحرب، هم أبرز عقبة أمام جهود السلام، إذ يعتقدون بأنهم ينتصرون عسكرياً. الخطة رُسمت للقضاء عليهم والتمهيد للمحادثات المستقبلية». وذكر ناطق باسم وزارة الداخلية أن القوات الحكومية ستستخدم كل الوسائل لإزالة العقبات التي تحول دون السلام والاستقرار. ويعكس قرار استهداف القادة الإقليميين للحركة، اعتقاداً بأن كثيرين منهم يرفضون التسوية السياسية التي ستهدّد عمليات جمع الإتاوات المجزية وإيرادات من مصادر، مثل عمليات التعدين غير القانونية والمخدرات. ويقول مسؤولون إن القادة الميدانيين عززوا سيطرتهم على الأموال التي تُجمع في مناطقهم، منذ مقتل الزعيم السابق لـ «طالبان» الملا أختر منصور عام 2016. وذكر مصدر أمني: «قيل للقادة المحليين أن يجنوا ويموّلوا عملياتهم القتالية في المناطق التي تخضع لقيادتهم. ساعدهم ذلك على أن يصبحوا أثرياء جداً، ولا يرغبون في أي سلام». وكان القادة البارزون في الحركة يُستهدفون في السابق، لكن الحملة الحالية جزء من استراتيجية لفرض ضغط ميداني أكبر على «طالبان»، حتى مع تكثيف الجهود الديبلوماسية لبدء محادثات السلام، مع اقتراب انتخابات الرئاسة المرتقبة العام المقبل. وعززت الحركة مكاسبها، منذ أنهت قوات الحلف الأطلسي مهماتها القتالية في أفغانستان عام 2014، لتترك الحكومة مسيطرة على ما لا يزيد عن ثلثَي البلاد. ومع تكثيف التحرّك نحو بداية محتملة للمحادثات مع «طالبان»، بعدما عيّن الرئيس الأميركي دونالد ترامب السفير السابق زلماي خليل زاد موفداً خاصاً للسلام، هناك أيضاً تصعيد للقتال. وقال ناطق باسم القوات الأميركية في أفغانستان: «أعدنا تنظيم الدعم والعتاد الفتاك بالغ الدقة، من أجل الاستهداف الدقيق لطالبان بوتيرة وفاعلية أكبر، لتهيئة الظروف للتسوية عبر التفاوض. لا نعتبر مقتل هؤلاء القادة أمراً حاسماً، للأسف سيموت أشخاص أكثر بكثير، حتى تقرر طالبان وقف القتال. الحلّ الدائم الوحيد سيكون التسوية السياسية».
مشاركة :