تحل علينا في هذه الأيام الجميلة فرحة مجيدة ومناسبة غالية تجسد مسيرة الحب والعطاء إنها ذكرى البيعة الرابعة المباركة؛ بيعة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز - حفظه الله- لتوليه مقاليد الحكم حاملة الكثير من الإنجازات في مختلف المجالات، فحق لنا أبناء هذا الوطن أن نحتفي ونبتهج بهذه المناسبة الغالية، نحن ولله الحمد نعيش عصراً زاهراً مشرقاً ملؤه الأمل والتفاؤل بمستقبل أفضل إن شاء الله تعالى فهي ذكرى الولاء والحب الصادق والوفاء منّا جميعاً، عمله وإخلاصه - يحفظه الله- لم يتوقف على خدمة دينه وطنه ومواطنيه، بل تجاوز بحكمته ودرايته المحلية إلى العالمية ليصبح قائداً للأمة وزعيماً عالمياً مؤثراً في القرارات الدولية وصنّف ضمن أوائل الشخصيات الأكثر نفوذاً في العالم وكأحد الزعماء الأكثر تأثيراً في العالم، والعربي الوحيد ضمن قائمة ال 50 شخصية الأكثر تأثيراً في العالم (موقع بيزنس أنسايدر الدولي). فقد سعى خادم الحرمين الشريفين إلى أن تصبح المملكة دولة حديثة بسواعد الشباب مدعومة بمنظومة التنمية الشاملة للقطاعات التعليمية والاجتماعية والزراعية والصحية وأهمها الاقتصادية باعتبار الاقتصاد عصب الحياة، نتيجة النقلة النوعية في تطبيق رؤية المملكة 2030 لرفع مستوى الأداء لتحقيق العيش الكريم للمواطن، فنحن نعيش في وطن طموح وهذا امتداد لنهج قويم عُرفت به هذه البلاد المباركة منذ تأسيسها على يد المغفور له الملك عبدالعزيز - طيب الله ثراه -، بدأت المملكة على الصعيد المحلي بجني ثمار الإصلاحات الاقتصادية الطموحة بعد أن أطلق الملك سلمان بن عبدالعزيز - يحفظه الله- خطوات إعادة النظر في مجال الإصلاح الإداري والتنمية الاقتصادية التي تميزت بالشمولية وساعدت على النمو الاقتصادي وستحمي المملكة من الأزمات المالية المؤلمة التي قد تعصف باقتصاديات دول العالم، كما خففت الكثير من السلبيات على الاقتصاد المحلي أبرزها التضخم الذي أضر بعديد من اقتصادات العالم. لذلك تتبوأ المملكة ولله الحمد مكانة اقتصادية عالية بين دول العالم وسجلت حضوراً قوياً على الساحة الدولية الاقتصادية فهي تشارك ضمن مجموعة العشرين التي تضم أكبر عشرين دولة اقتصادية، ودورتها القادمة في 2020 سوف تحتضنها المملكة العربية السعودية، وشهدت المملكة نهضة اقتصادية واجتماعية كبيرة لأنها استطاعت أن تحقق مكتسبات عديدة من الأهداف الكثيرة والعمل على استشراف المستقبل والإعداد لمرحلة ما بعد النفط نحو التحول إلى تنويع مصادر الدخل لمواجهة التحديات لإعداد المملكة للمستقبل إن شاء الله تعالى. مواجهة التحديات بحزم كانت من أولويات خادم الحرمين الشريفين - يحفظه الله- ومحاربة البيروقراطية والفساد بتعزيز النزاهة والشفافية لتحسين مستوى أداء القطاعين الحكومي والخاص والعمل على رفع كفاءة الإنفاق من أجل رفع جودة الخدمات المقدمة كلها في سباق مع الزمن لتحقيق الرفاهية للمواطن، كما تضمنت الأولويات العمل على زيادة الاستثمارات الأجنبية لرفع الصادرات غير النفطية، كما نشهد إصلاحات متواصلة وخطوات سريعة ليصبح اقتصاد المملكة مزدهراً في بلد ينعم بالاستقرار والأمن والأمان رغم ما يمر به العالم من أحداث متقلبة وهذا مما يزيدنا فخراً وعزة بخادم الحرمين الشريفين - يحفظه الله- وما تحقق من نمو اقتصادي كبير والقفزة المصرفية التي تشهدها المملكة مع حزمة الإصلاحات الهيكلية لرفع كفاءة وإنتاجية الجهاز الإداري وحمايته من الترهل. ومع تذبذب أسعار النفط أسهمت السياسة المالية الحكيمة لحكومة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز - يحفظه الله- في تواصل تكيّفها على نحو ملائم، كي تتجنب انخفاض إجمالي الناتج المحلي حتى لا يؤثر ذلك على الاقتصاد المحلي، وبشهادة صندوق النقد الدولي فإن وتيرة الإصلاحات شهدت تسارعاً، حيث تهدف رؤية المملكة 2030 إلى إحداث تحول جريء وواسع النطاق لتنويع مصادر الدخل والحد من الاعتماد على النفط ولتعزيز دور القطاع الخاص وتوليد مزيد من فرص العمل للمواطنين، الجانب الأكثر أهمية في مقترحات صندوق النقد الدولي جملة النصائح لضمان نجاح هذه الإصلاحات واستمرارها وتحديد الأولويات وتعزيز دور القطاع الخاص للتركيز على أعمال الخصخصة والشراكات بين القطاعين العام والخاص والتحول تدريجياً من الأنشطة الاقتصادية القائمة إلى الأنشطة ذات القيمة المضافة العالية اقتصادياً واجتماعياً ولله الحمد الإصلاحات قلصت العجز، وفقاً لمؤشرات الصندوق احتلت المملكة المركز الثالث كأكبر اقتصاد عالمي في إجمالي الأصول الاحتياطية وفي المركز الرابع عالمياً من حيث وضع الاستثمار الدولي وهذه المؤشرات تعزز متانة الاقتصاد الوطني كبيئة مستقرة وجاذبة للاستثمار. أسأل الله عز وجل في هذه الذكرى الغالية أن يحفظ لنا قائد مسيرتنا المباركة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وصاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان ولي العهد الأمين نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع ويمتعهما بالصحة والعافية لاستكمال خطوات الإصلاح الاقتصادي الرائدة لنهضة هذا الوطن الكبير المعطاء للمحافظة على أمنه وقيمه وإنجازاته.
مشاركة :