جسدت فعاليات مهرجان «الشيخ زايد التراثي» شعار هذا العالم «الإمارات ملتقى الحضارات»، من خلال 1500 فعالية تنوعت بين الفنية والشعبية والتراثية، حيث قدم المهرجان للزوار وجبة تراثية فنية من الأعمال الموروثة، تلبي مختلف أذواق الحضور الذين توافدوا على فعاليات المهرجان الممتدة إلى 26 يناير المقبل، والتي تركز على نشر ثقافة السلام والتسامح التي تتزين بها الإمارات من خلال نهج قويم أرساه المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، وتسير عليه القيادة الرشيدة، ويتجلى ذلك بين ربوع المهرجان من خلال باقة غنية من البرامج تعكس غنى الموروث، بالحرف، ومنها «سف السعف» التي تستوقف الزوار كثيراً متعجبين من مهارة الصانع الذي يفوح من حوله عبق الموروث. وحرص المهرجان على استقطاب عدد كبير من دول العالم المشاركة، إذ تقدم دورة العالم الحالي 1500 فعالية للزوار على مختلف الميادين والساحات، وتتميز الأجنحة المخصصة في المهرجان بتصميماتها العريقة التي تجسد ثقافات الدول المشاركة، وتحتفي بمفردات الماضي وتقنيات الحاضر، مضيئة على ذاكرة الوطن وحضارات الشعوب بدقة متناهية، فالتنقل بين أحياء المهرجان يشبه الولوج إلى عوالم ملونة ومتنوعة والسفر عبر معروضات واستعراضات الدول إلى قارات الأرض ولوحاتها الفلكلورية. ويستعرض المهرجان جوانب متعددة من حضارة الإمارات وشواهدها التاريخية، مؤكداً أن إنسان الإمارات منذ القدم تواجد على هذه الأرض وعمل فيها وسعى وكون مجتمعات تطورت وازدهرت، وما نراه اليوم من ثراء التراث الإماراتي هو نتاج لذلك، كما يأخذ مهرجان هذه السنة بعداً جديداً في إضافاته النوعية التي تشمل معالم رمزية من ثقافات مختلف مناطق العالم. ويخصص المهرجان نشاطات غنية متنوعة للاحتفال بروح الاتحاد، وتعد مسيرة الاتحاد لأبناء القبائل الفعالية الرئيسة في المهرجان لما تمثله من تعبير شعب الإمارات للقيادة بالحب والوفاء عبر الأهازيج الوطنية والتراثية، كما تميز المهرجان بتقديمه مجموعة من المسابقات التراثية التي جذبت عدداً كبيراً من الزوار والمشاركين منها مسابقة «المحالب»، و«طرح القعود» و«أنواه التمور». ويحظى المهرجان بمشاركة دولية كبيرة، تشهد إقبالاً من الزوار يبدأ الساعة 3:30 حتى 10 مساءً وإلى الساعة الـ11 مساءً أيام الإجازات الرسمية، للاستمتاع بتظاهرة تراثية تتغنى في الموروث وتستعيد ذكرى البدايات، وتقدمها لأبناء الجيل الحالي ليعرفوا مدى صعوبة الحياة في الماضي، وما قام به الأجداد من جهود للتغلب على التحديات، وتحويل الصعوبات إلى حالة من الإبداع، تمثلت في في الاستفادة من أدوات بسيطة من البيئة المحيطة، في حياتهم اليومية، اعتماداً على المهارات اليدوية، بالإضافة إلى المعروضات التي حملت ثقافات عميقة من مشارق الأرض ومغاربها، كل حضرت إلى الإمارات، لتحظى بالمشاركة وزيارة وطن السعادة، وتتعلم فيها درساً وتطبيقاً عملياً لمفهوم التسامح.
مشاركة :