الأطعمة الشعبية تزين مائدة مهرجان سلطان بن زايد التراثي

  • 1/24/2019
  • 00:00
  • 6
  • 0
  • 0
news-picture

تحتفظ الأطعمة الشعبية الإماراتية بمكانة خاصة نظراً لمذاقها الطيب، فهي درة المائدة الإماراتية في الماضي وزينتها في الحاضر، وفي مهرجان سلطان بن زايد التراثي في منطقة سويحان الذي يحظى برعاية كريمة من سمو الشيخ سلطان بن زايد آل نهيان، ممثل صاحب السمو رئيس الدولة، رئيس نادي تراث الإمارات، تكثر الدكاكين التراثية التي تعرض هذه الأطعمة المتنوعة التي تجمع الزوار على أفضل أكلات الآباء والأجداد، وتتميز الأكلات الشعبية بأنها ذات طعم خاص وصحي مثل: الهريس المجبوس والثريد، والعرسية والبلاليط، فضلاً الأطعمة المطهية من الأسماك، ومن أبرز الحلويات الإماراتية اللقيمات والعصيدة والخنفروش والقرص العقيلي، ومن الأطعمة التي يدخل فيها التمر البثيث والمدبس والرنجينة، واللافت أن زوار المهرجان من كل الأعمار أقبلوا على الدكاكين التي قدمت وجبات تراثية متنوعة. الوجبات التراثية يقول أحمد مرشد رئيس لجنة السوق الشعبي في المهرجان: اعتادت الأسرة الإماراتية ومنذ زمن الآباء والأجداد على الاهتمام بطهي الأطعمة الشعبية التي تمثل الزاد الحقيقي للجميع، فهي لم تكن تقدم في الأعياد والمناسبات فحسب، ولكنها كانت موجودة بشكل يومي على المائدة، وكانت تشرع النساء في تعليم الفتيات الصغيرات هذه الأطعمة التي تحتاج إلى صنعة وإتقان، لافتاً إلى أن المهرجان هذا العام احتضن عدداً كبيراً من الدكاكين التي تقدم طبخات شعبية أصيلة، خاصة أنها مطلب مهم لدى الزوار الذين يتحلقون حول هذه الدكاكين من أجل الحصول على وجبة معينة، وهو ما جعل العديد من الماهرات في الطبخ يقدمن أفضل ما لديهن، موضحاً أن الجمهور يشارك في المهرجان ويتابع أنشطته المتنوعة، وينبث في كل ركن من أجل التفاعل مع الورش التراثية والفعاليات المصاحبة، خاصة أن مفردات الموروث الشعبي الأصيل تلتقي في ساحة المهرجان لتشكل لوحة مكتملة العناصر والظلال، وأن الزوار بطبيعتهم يتنوعون، خاصة أن زيارات المدارس لا تتوقف وكذلك العائلة بكل مكوناتها، فضلاً عن حرص الصغار والكبار والزوار والأجانب، وهو ما يشكل حراكاً ثقافياً على أرض سويحان، وأن هؤلاء الزوار يتابعون كل ألوان الموروث الأصيل وتحظى المأكولات الشعبية باهتمامهم، خاصة أن الدكاكين التي تقدم الوجبات التراثية تعرض الأطعمة التي تطهى بشكل مباشر أمام الزوار. ويذكر مرشد أن دورة هذا العام من المهرجان تحظى كالعادة بإقبال كبير من قبل الزوار، وأن المأكولات الشعبية لها رصيد كبير لدى الزوار جميعاً؛ لذا فإن منطقة السوق الشعبي أفسحت المجال أمام العديد من الماهرات في فنون في الطبخ الشعبي من أجل تقديم وجبات متنوعة ذات مذاق مختلف، وهو ما يعد نوعاً من الاحتفاظ بموروث الآباء والأجداد الذي تتناقله الأجيال وتحرص عليه وتضعه في الصدارة، ويرى مرشد أن المهرجان يبعث برسالة عميقة لكل الأجيال ومحبي الموروث الشعبي تتمثل في أن التراث هو الهوية وأنه يجسد قيم الولاء والانتماء. مأكولات الماضي تحرص غبيشة سيف الكتبي على تقديم الكثير من الأطعمة الشعبية خاصة اللقيمات، وتبين أن المهرجان يبرز مأكولات الماضي ويعطي فرصة للجمهور لكي يتخير نوعية الطعام الذي يفضل، لافتة إلى أن الأسر الإماراتية تحافظ على موروثها الشعبي الأصيل، وهو ما يظهر بجلاء من خلال وجود أطعمة مثل الهريس والثريد والبلاليط وغيرها على الموائد بشكل يومي، فضلاً عن أن هناك شغفاً كبيراً لدى الفتيات الصغيرات في تعلم فنون الطبخ الشعبي رغم تطورات العصر، موضحة أنها مهتمة بتقديم الأطباق التراثية لضيوف المهرجان مشاركة منها في أن يحظى الزوار بتناولها ومن ثم يتعرف إليها الزوار الأجانب، وتشير إلى أنها تطهو اللقيمات أمام الجمهور بشكل مباشر فيتناولونها وهي طازجة ساخنة فيشعرون بطعمها المتميز، وتبين أنها سعيدة بالمشاركة وأنها ستحرص على أن تكون موجودة في الدورات المقبلة للمهرجان. مرقوقة وقرص وأمام دكان سلامة الكعبي توقف العديد من طلاب المدارس من أجل تناول بعض الأطعمة الشعبية، خصوصاً أن دكان سلامة به أكلات متنوعة مثل المرقوقة والقرص والهريس وهو ما جعل الكثير من الطلاب يطلبون الهريس، وتلفت إلى أنها شاركت في المهرجان من قبل، خصوصاً أنه يمثل ركناً مهماً في ساحة المهرجانات التراثية في المنطقة، لافتة إلى أنها لاحظت اهتمام الزوار بالمأكولات الشعبية رغم تجاور الدكاكين مع بعضها بعضاً، حيث إن بعضها يعرض دخوناً وعطوراً وملابس تراثية وأكسسوارات ومقتنيات من الماضي، إلا أن الزوار يبحثون عن أطعمتهم المفضلة ويطلبونها وأن وجود العديد من الطاهيات سهل أن يجد كل زائر ما يحب ويتمنى، وترى أن طلاب المدارس عمروا أروقة المهرجان وكانوا أكثر طلباً للوجبات التراثية، خاصة أن المهرجان يحتضنهم ويتيح لهم الفرصة لكي يتواصلوا مع مفردات الموروث الشعبي بشكل متفاعل. مفردات تراثية وتلفت العنود النعيمي أن الأطعمة الشعبية لها مذاق خاص، فهي زينة الموائد الإماراتية وهو ما يجعلها تشارك في المهرجانات التراثية من أجل تقديم وجبات محببة للزوار، خصوصاً أن زوار مهرجان «سلطان بن زايد التراثي» يتزايدون يوماً بعد آخر، وأن الدكاكين التي تعرض الأطعمة الشعبية تتبارى في أن تقدم أفضل ما لديها، موضحة أنها تعرض الثريد في دكانها والهريس والبلاليط وبعض الحلوى الشهيرة وأنها لاحظت أن هناك إقبالاً على تناولها، ما يؤكد أن هذه الأطعمة الشعبية لا تزال تحتفظ بقيمتها في ظل الطلب عليها، وتذكر أن المهرجان احتضن الكثير من المفردات التراثية وجعل الجمهور يرتبط بالألوان التراثية المختلفة وهذه رسالة عظيمة، كون الموروث الشعبي الإماراتي يتميز بتنوعه وأنه يحافظ على قيم وتقاليد الآباء والأجداد، وأنها تشعر بسعادة كبيرة لكونها تشارك في هذا العرس التراثي الضخم وتقدم جانباً من جوانب العادات الإماراتية الأصيلة، وترى أن الجمهور يضرب أروع الأمثلة من خلال وعيه بأهمية الأنشطة التي يطرحها المهرجان والكم الكبير من الفعاليات التي تلائم الكبار والصغار. «فوالتكم عندنا» تقول خلود زايد، صاحبة دكان «فوالتكم عندنا»، إنها حرصت على المشاركة في المهرجان من أجل تقديم نوع من الضيافة الإماراتية الشاملة، بحيث تقدم المأكولات الشعبية والقهوة العربية، خصوصاً أن هناك اهتماماً من الزوار بالطبخ الشعبي وبخاصة الأطفال والعائلات بوجه عام، وتبين أنها منذ اليوم الأول لانطلاق المهرجان وهي تجد تدفقاً على دكانها، وأنها استوحت اسم الدكان من المفردات الشعبية الدارجة في البيئة الإماراتية، وتشير إلى أنها سعيدة بهذه التجربة في المهرجان، خصوصاً أنها استقبلت عدداً كبيراً من الطلاب الذين يحبون هذا اللون من المأكولات الشعبية، ويبين الطالب عبيد محمد أنه في أثناء تجوله في المهرجان لفت نظره اسم الدكان فتوقف عنده مع عدد من زملائه وتناولوا بعض الأطعمة الشهية التي تعودوا عليها في بيوتهم، مبيناً أنها تميزت كونها تحمل الطعم نفسه. حياة قديمة وأمام دكان «نفح الورد الجوري للمأكولات الشعبية»، توقف الطفل سند الدين يتأمل بعض الأطعمة مع صديقه كريم إبراهيم، لافتاً إلى أن الأطعمة الشعبية لها مذاق خاص، وأنه تعود عليها من خلال الوجبات التي تطهى في البيت، وأنه فور زيارته للمهرجان تجول بين الدكاكين التراثية ووجد عدداً كبيراً منها يعرض أطعمة شعبية، ويلفت إلى أن المهرجان يحتفي بالزوار ويطلعهم على الحياة القديمة بشكل حيوي، وأنه وجد الكثير من المفردات التراثية حاضرة في كل جوانب المهرجان، وهو ما جعله يحرص على الزيارة بشكل مستمر مع عائلته وأقاربه. «إدارة المهرجانات والبرامج» تسلط الضوء على «الخنجر الإماراتي» ضمن إطار مبادرة «الخنجر الإماراتي»، تشارك لجنة إدارة المهرجانات والبرامج الثقافية والتراثية بأبوظبي في فعاليات الدورة الـ13 لمهرجان سلطان بن زايد التراثي. وقال عبد الله بطي القبيسي، مدير إدارة الفعاليات والاتصال في لجنة إدارة المهرجانات والبرامج الثقافية والتراثية: «إن المشاركة تأتي انسجاماً مع رؤيتها في صون التراث الإماراتي والترويج لممارسته، خاصة بين الأجيال الناشئة، وهو ما يساهم في الحفاظ على التراث، ويبرز قيم حب الوطن والولاء للقيادة، إلى جانب استدامة الهوية الوطنية والتراث الإماراتي، من خلال الحفاظ على الموروث الشعبي، وتشجيع المجتمع المحلي على ممارسته بمختلف أشكاله». وذكر أن اللجنة تشارك في المهرجان من خلال تسلط الضوء على مبادرة الخنجر الإماراتي، هذا الجانب التراثي الذي يعد جزءاً من زي الأجداد والآباء، حيث تسعى اللجنة من خلال هذه المبادرة إلى إعادة إحياء الممارسات التراثية المتعلقة بالخنجر الإماراتي، والاعتزاز بالقيم المرتبطة به وحمايتها والحفاظ عليها، إلى جانب إعادة إحياء ثقافة لبس الخنجر كرمز للقيم الإماراتية الأصيلة، إضافة إلى توثيق صناعته وتسجيله كموروث إماراتي حي، والحفاظ على الخناجر التراثية القديمة المتوارثة الموجودة في الدولة، وتعزيز قيمتها التاريخية، والعمل على إيجاد سوق يضمن استدامتها. وأكد أن اللجنة تسعى دائماً إلى تقديم كل ما هو جديد ويساهم في إبراز تراث الإمارات بجميع جوانبه، من خلال التركيز على فنون الحرف اليدوية، والفنون الإماراتية الشعبية، وكل ما يرتبط بالبيئات البحرية والصحراوية، مؤكداً حرص اللجنة على صون التراث والثقافة الشعبية والترويج لها محلياً ودولياً، ونقلها للأجيال المتعاقبة. قال عبد الله ثاني المطروشي، عضو مبادرة الخنجر الإماراتي: «إن اللجنة من خلال مبادرة (الخنجر الإماراتي)، تستعرض مجموعة من الخناجر الفريدة في الجناح، مع شرح مفصل عن الخنجر الإماراتي، بالإضافة إلى تخصيص عدد من الخناجر بمقاسات مختلفة، تتناسب مع مختلف الفئات العمرية (كبار وشباب وأطفال)، وذلك لكي يتمكن زوار الجناح من ارتدائها والتقاط الصور التذكارية». وأوضح المطروشي أن الخنجر الإماراتي يتكون من أربعة أجزاء مختلفة، يصنع كل منها بشكل منفصل، ومن ثم يتم تجميعها، وهي: «القرن والنصل والقطاعة والحزام»، والتي تم تقديم عرض مفصل عن كل جزء منها على حدة؛ فالقرن يصنع من الخشب أو القرون أو المعادن أو الراتينج، وكانت أجود المقابض وأكثرها جذباً، تُصنع من العاج؛ فيما كان النصل الفولاذي يقوَّس ويُحَد من كلا الطرفين، إلى أن يصل إلى الرأس ويوضع داخل الغمد المنحني، الذي يعطي طابعاً خاصاً للخنجر الإماراتي.

مشاركة :