لم تكن للشاب أحمد القدرة على المشي منذ سنوات، لكن بعد التحاقه بمختبر التأهيل الذكي في «مؤسسة زايد العليا للرعاية الإنسانيّة وذوي الاحتياجات الخاصة»، أصبحت قدماه تحملانه وتجولان به في أنحاء المؤسسة وخارجها، وكانت أربعين دقيقة يومياً للمشي على الجهاز كافية لتحسّن حالته. أحمد وعدد كبير من أصحاب الهمم من مختلف الأعمار يستفيدون يومياً من خدمات التأهيل بـ «المختبر الروبوتي» الذي أطلقته المؤسسة قبل عام، بمقر مركز أبوظبي التابع للمؤسّسة بمنطقة المفرق، ويعد المركز الأول المتكامل في الشرق الأوسط، لعلاج أصحاب الهمم وإعادة تأهيلهم، حيث يقدم علاجات مختلفة لأصحاب التحديات الحركية من منتسبي المؤسّسة، ويستوعب 11 طالباً يومياً يعملون على 11 جهازاً للأرجل أو اليدين والأصابع وللكتف والأذرع، وحسب أخصائي العلاج الطبيعي آدم أكرم، فإن الطلاب يخضعون لتقييم حالتهم، وبعد ذلك يتم توزيعهم على الأجهزة. خطة علاجية وأشار إلى أن الأجهزة تقدم خدمات علاجية وتأهيلية بطريقة ذكية وفق أعلى المعايير العالمية، حيث إن الروبوتات مرتبطة بأنظمة إلكترونية ذكية، بإمكانها أن تضع خطة وتقيس حالة المريض والمدى الحركي، وقوة المفاصل والعضلات بطريقة دقيقة، مما يساعد على وضع خطة علاجية عن طريق الواقع الافتراضي تدفع المريض للتفاعل، وما يميز الجهاز الذي يستعمله كل طالب مدة أربعين دقيقة أنه يقدم المساعدة حسب حاجة المريض، كما أن التفاعل مع الألعاب الإلكترونية يحفز المريض ويشجعه على تقبل العلاج بسعادة تامة، ناهيك على أنه يقدم تقريراً ومتابعة دورية موضوعية دقيقة جداً ترصد تطور المريض. وعن طريقة العمل أضاف أخصائي العلاج الطبيعي: يرسل الجهاز في المختبر تقريراً مفصلاً عن الحالة إلكترونياً لأي عنوان ممكن اختياره، ويمكن للمعالج أو الطبيب مراقبة الحالة وتقييمها عن بعد، فضلاً عن وجود شاشات ألعاب إلكترونية مسلية أمام المريض تعزز الدافعية على الحركة والعلاج، ومن أهم مزايا نظام الروبوت الحركي للمشي والأقدام، أنه يحفز مركز المخ ويساعد النبضات العصبية على استرجاع حركة السير المعتادة، ويمكن استعمال الجهاز بشكل فردي أو جماعي تنافسي. وأكد أن الأجهزة التي يتوفر عليها مختبر التأهيل الذكي لا تصلح لجميع أصحاب الهمم، لا سيما أن الطالب يجب أن يتفاعل مع الألعاب الإلكترونية، ويكون مدركاً لمبدأ الخسارة والربح. وعن نسبة التحسن لدى طالبي الخدمة أوضح أن النسبة ممتازة، وتتم ملاحظة فروق كبيرة من بداية استعمال الجهاز لدى بعض الأشخاص، فمثلاً كانت هناك طفلة تعاني شللاً في الأطراف، ومع استعمال الجهاز بدأ جسمها يتحفّز وتحسنت حالتها بشكل ملحوظ. تقنيات عالمية وقالت فاطمة الظاهري، مديرة إدارة الرعاية الصحية بالإنابة: إن مختبر التأهيل الذكي والذي يحتوي على 11 جهازاً علاجياً، يعد من الأجهزة الرائدة ومن أحدث التقنيات العالمية في العلاج التي يمكن التحكم بها بواسطة الكمبيوتر وأجهزة الدعم الروبوتي، وتهدف إلى تقوية الأرجل والأذرع والأيدي والأصابع، ومن أمثلة الروبوتات الحركية التي ستستخدم في إعادة التأهيل روبوت المشي، الأقدام، وروبوت الذراع والكتف، وروبوت لليد والأصابع، مؤكدة أن إنشاء المركز يعد إنجازاً كبيراً للمؤسسة، حيث تم إنشاؤه وإحضاره بتكلفة عالية، وذلك للارتقاء بالخدمات العلاجية في المؤسسة. وأضافت: نحن في حالة تقييم مستمر للأجهزة والحالات وتطورها، واختيار الحالات أيضاً كان مبنياً على أسس مدروسة ومعايير دقيقة، ومنذ إنشاء المركز من سنة تقريباً، قمنا بتقرير بعد ستة أشهر من إطلاقه، وهذا التقرير نقدمه لأولياء الأمور، كما أنه يسمح لنا بمتابعة الحالة وتطورها ونهدف من خلال ذلك تحسين جودة حياة المستفيدين من العلاج الروبوتي وزيادة الطاقة الاستيعابية للمختبر، ونحن دائماً في حالة دراسة الخطة الموضوعة حالياً ومتابعة النتائج».
مشاركة :