عبداللطيف نصار: “جاهلية” وهَّاب كادت تشعل الفتنة فى لبنان

  • 12/14/2018
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

«الجاهلية» هى قرية فى جبل الدروز فى لبنان،وهى معقل ومقر الوزير السابق رئيس حزب التوحيد العربى وئام وهاب الموالى لحزب الله وسوريا وإيران، والمناهض لتيار 14آذار خاصة رئيس وزراء لبنان المكلف بتشكيل الحكومة اللبنانية منذ أكثر من خمسة أشهر، وبسبب مقطع فيديو لوهاب على أحد مواقع التواصل الإجتماعى، تطاول فيه على رئيس وزراء لبنان الأسبق رفيق الحريرى وعلى نجله رئيس وزراء لبنان الحالى زعيم السنة وتيار المستقبل، اشتعل جبل الدروز بالسجال والسباب الإعلامى بين الطرفين، حتى طالت شظاه بيروت وصيدا والجبل، وسقط مرافق وهاب قتيلا خلال محاولة القوى الأمنية القبض على وهاب بقرار قضائي، فما هى حكاية وهاب مع الحريري، وكيف كان رد حزب الله، وزعيم الدروز فى لبنان رئيس الحزب التقدمى الإشتراكى وليد جنبلاط ، والشارع السنى فى لبنان؟ وكان رئيس حزب التوحيد العربي، الوزير السابق وئام وهاب،قد أهان فى مقطع فيديو مسرب من إحدى جلساته، رئيس الحكومة المكلف سعد الحريرى وعائلته بكلام جارح، متهماً إياه بسرقة المال العام، ونهب ثروات الدولة لسد عجزه. وانتشر الفيديو على وسائل التواصل الإجتماعى بسرعة البرق. وعلى الفور وبعد انتشار الفيديو المسئ لآل الحريري،قام مناصرو ومؤيدو تيار المستقبل والحريرى بقطع الطرقات واشعال الإطارات ،حتى أصدر رئيس الوزراء المكلف سعد الحريرى أوامره لمناصريه فى بيروت وصيدا وطرابلس، بالتهدئة ،وعدم الإنجرار للفتنة والعودة للمنازل. وتقدمت مجموعة من المحامين اللبنانيين المؤيدين للحريري، ببلاغ أمام النيابة العامة التمييزية ضد الوزير السابق وهاب، تتهمه فيه بارتكاب جرم إثارة الفتن والتعرض للسلم الأهلي، استنادا للمادة 317 من قانون العقوبات اللبناني. وبادر المكتب الإعلامى لرئيس حزب التوحيد العربى وئام وهاب بإصداربيان، قال فيه: «انتشار فيديو مسرب عن كلام صدر خلال اليومين الماضيين ردا على الشتائم التى أطلقت واليافطات التى علقها أنصار المستقبل، وتضمن الفيديو إساءات شخصية، لا يسعنا إلا الاعتذار عنها لأنها أتت فى لحظة غضب وردا على شتائم قاسية». ولكن النيابة إتخذت قرارها بضبط وإحضار الوزير السابق وهاب من معقله فى قرية الجاهلية بجبل الدروز جنوبى شرق بيروت، وعندما ذهبت القوى الأمنية لتنفيذ قرار النيابة، بعد رفض وهاب المثول أمام القضاء، اندلعت اشتباكات بين الحرس الشخصى للوزير السابق وئام وهاب، وقوات الأمن اللبنانية خلال محاولة توقيفه داخل منزله فى بلدة الجاهلية فى محافظة جبل لبنان للتحقيق معه بتهمة التشهير برئيس الحكومة المكلف سعد الحريري. وطوقت قوى الأمن الداخلى منزل وهاب فى بلدة الجاهلية، وسط انتشار أمنى كثيف بالمنطقة،ثم انسحبت إلى مداخل البلدة بعد حدوث اشتباكات بالأسلحة النارية بين أفرادها والحرس الخاص لوهاب الذى دعا فى تسجيل صوتى، مناصريه إلى تبليغ بعضهم بعضا أن مكتب المعلومات ينتهك حرمة منزله متهما رئيس الحكومة المكلف سعد الحريرى و مدير قوى الأمن الداخلى، والمدعى العام سمير حمود بمحاولة قتله وسفك الدماء وحملهم مسئولية كل نقطة دم تسقط، كاشفا أن حارسه الشخصى محمد أبو ذياب المقرب منه جدا قد سقط مصابا فى الاشتباكات مع قوات الأمن، ووضعه الصّحى خطر، قائلا إن «المسألة أصبحت لدى حسن نصر الله وإذا كان الحريرى يريد التفاوض فليتفاوض مع نصر الله». ولاحقا مات مرافق وهاب فى المستشفى متأثرا بجراحه التى أصيب بها خلال المواجهة مع قوى الأمن وليد جنبلاط زعيم الدروز فى لبنان رئيس الحزب التقدمى الإشتراكى، رفض ماارتكبه وهاب فى حق الحريرى، وذهب بنفسه للقاء الحريرى فى بيت الوسط مقر تيار المستقبل فى بيروت، وقال جنبلاط عقب لقائه سعد الحريرى إنه يؤيد العملية الأمنية التى تجرى فى بلدة الجاهلية، ويؤيد «أى إجراء يثبت السلم الأهلي». وفى مواجهة مافعلته القوى الأمنية بناء على توجيهات النيابة، ومافعله وليد جنبلاط من تأييد واضح للحريرى جاء رد حزب الله، الذى لم يكن مرتاحاً إلى الخطاب السياسى والإعلامى، بعدما تدخّل لدى وهّاب قبل الحادثة لخفض سقف خطابه وتهدئة نبرته بعد تفاقم الأمور، ما انعكس اعتذاراً من وهّاب بعد تسريب كلامه القاسى فى شريط الفيديو المسجّل، ولكن الحزب يرى أنّ هناك أصولاً لمساءلة وهاب قانونياً، تحت سقف قانون المطبوعات والإجرءات المترتبة على القدح والذم، وليس من خلال حملة أمنية مؤللة ضده فى بلدة الجاهلية. وحاول الحزب مع بدء ظهور مؤشّرات التصعيد أن يُقنع قوى الأمن بضرورة تَجنّب الانفعال فى التعاطى مع قضية وهّاب، لكن يبدو أنّ قراراً كان قد صدر على أعلى المستويات بالتوجه نحو الجاهلية فى محاولة لفرض أمر واقع، وبالتالي، لم تتم الاستجابة لنصيحة حزب الله. ورأى الحزب أن قرار إقتحام الجاهلية كان خاطئا، لأن تداعياته كان يمكن أن تؤدى إلى صدام درزى – درزي، ودرزى – سنّي، وربما سنّى – شيعي، لولا تَدارك الوضع فى اللحظة الأخيرة. ولكن لماذا هاجم وهاب الحريري، خاصة بعد رفض الأخير تنفيذ مطلب حزب الله بتوزير النواب السنة المستقلين ؟ هل كان بإيحاء من الحزب للضغط على الحريرى ليقبل بشروط حزب الله لتوزير من يسميهم الحريرى بسنة حزب الله؟ ولماذا بادر جنبلاط بتأييد الحريرى فى القبض على وهاب ومحاكمته، بالرغم من أن وهاب درزى مثل جنبلاط؟ هل لأن جنبلاط ضد الأسد وحزب الله وإيران، الذين يواليهم وهاب؟ أم أن الأمر كان لبسط نفوذ جنبلاط كاملا على الجبل بلا منازع أو خصم،خاصة بعد بروز نجم وهاب والأمير الدرزى طلال أرسلان، اللذين ينافسان جنبلاط على زعامة الدروز فى لبنان وإن كانا أقل منه نفوذا سياسيا واقتصاديا؟.

مشاركة :