أحيت سفارة أذربيجان في القاهرة الذكرى الـ15 لرحيل حيدر علييف، الذي يعد الزعيم القومي مؤسس نهضة دولة أذربيجان الحديثة، والذي رحل في 12 ديسمبر عام 2003 عن عمر ناهز 80 عاما.وذكرت سفارة أذربيجان، عبر صفحتها الرسمية على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك": "رجل عظيم في تاريخ بلده.. قاد الشعب الأذربيجاني على مدى عقود وأصبح بذلك الزعيم التاريخي والشخصية الخالدة في ذاكرة شعبه، لقد قاد الرئيس الراحل حيدر علييف أذربيجان من التفكك والتشرذم إلى الوحدة والاستقرار، ومن الفقر والتخلف إلى التقدم والازدهار في كل مناحي الحياة، فأصبح الزعيم التاريخي الخالد ومؤسس نهضة أذربيجان الحديثة".وتابعت: "وشكَّل "علييف" صمام الأمان للوحدة الوطنية، ومنع قيام حرب أهلية في فترة من الفترات الصعبة من مسيرة الشعب الأذربيجاني".وأكدت على أن حياة هذا الزعيم تحتاج إلى موسوعة كاملة لتوثيقها، فكل جانب من سيرته الحافلة بالعطاء بمثابة أرث وطني ومفخرة للشعب الأذربيجاني، فقد صنع التاريخ المعاصر لأذربيجان.وقالت: وُلد حيدر علي رضا أوغلو علييف في 10 مايو 1923 في مدينة نخجيوان العريقة في أذربيجان التي تعتبر بحق الحاضنة التي انجبت لأذربيجان الأدباء والمفكرين والمعماريين الذين أثروا التاريخ الأذربيجاني بالعلم والمعرفة ومعطيات الحضارة، وقد تخرج في دار المعلمين الابتدائية وعندما بلغ السادسة عشرة من عمره قدم إلى باكو والتحق بمعهد الصناعة الأذربيجاني ليصبح معماريا لكن الحرب العالمية الثانية أبعدته عن المعهد لفترة زمنية من 1941-1964، حيث مثلت هذه الفترة مرحلة صعبة من حياته.تخرج حيدر علييف في كلية التاريخ بجامعة أذربيجان الحكومية إلى جانب حصوله على شهادة التخصص في مجال عمله في جهاز أمن الدولة الأذربيجانية.كما عُيِّن "علييف" في عام 1964 بمنصب نائب رئيس لجنة أمن الدولة، ومنذ عام 1967 شغل منصب رئيس لجنة أمن الدولة لدى رئاسة الوزراء في جمهورية أذربيجان. ومُنح رتبة لواء، وشكل ذلك حدثا تاريخيا لكل أبناء الشعب الأذربيجاني فلم يسبق أن تم تعيين شخصية أذربيجانية في مثل هذا المنصب إبان حكم الاتحاد السوفييتي.في يوليو 1969، تم انتخاب حيدر علييف سكرتير أول للجنة المركزية للحزب الشيوعي الأذربيجاني ومنذ تلك الفترة أصبح قائدا لجمهورية أذربيجان بموجب الأنظمة والقوانين المتبعة في ظل الحكم السوفييتي، وقد استمر في قيادة الجمهورية حتى عام 1982.لن ينسى الشعب الأذربيجاني إنجازاته في مجال العمران وبناء المراكز الصناعية العملاقة الحديثة والتي لا مثيل لها في دول الاتحاد السوفييتي السابق، عدى عن افتتاح المراكز العلمية والثقافية وإنشاء المدن والقرى والحواضر الجديدة.لقد أدرك حيدر علييف أن الاستثمار الحقيقي يكمن في فئات الشباب، فهم قادة المستقبل والثروة الحقيقية لأي أمة، ومن هنا كانت من أهم أولوياته تأمين التعليم للشبات وتمثل ذلك لهم في إنشاء المعاهد والجامعات المتقدمة في الاتحاد السوفييتي السابق، وقد أصبحوا الآن علماء وأساتذة يساهمون في نهضة بلادهم.في ديسمبر من عام 1982، انتخب حيدر علييف عضوا للمكتب السياسي للحزب الشيوعي السوفييتي وعين في منصب النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء في الاتحاد السوفييتي، وشكَّل ذلك نقلة نوعية كبيرة في تدرجه السياسي وأصبح يشغل منصبا كبيرا ومهما في الحزب الذي لا يقل عدد أعضائه عن 22 مليون شخص وبعد ذلك تم انتخابه عضوا للقيادة العليا للحزب من بين 21 عضوا.وشكَّل انتخاب أول أذربيجاني للمكتب السياسي حدثا مهما في تاريخ الشعب الأذربيجاني.وفي 15 يونيو من عام 1993، تم انتخاب حيدر علييف رئيسا لبرلمان أذربيجان، وفي 24 من نفس الشهر وبدأ بقرار من البرلمان بممارسة صلاحيات رئيس الجمهورية، وتم انتخابه رئيسا للجمهورية من خلال الاستفتاء الشعبي العام في أكتوبر من نفس العام، وأعيد انتخابه لفترة رئاسية الثانية في عام 1998.توفي الرئيس حيدر علييف، في عام 2003 عن عمر ناهز 80 عاما وعلى الرغم من مرور 15 عاما على رحيل الزعيم القومي حيدر علييف إلا أنه ما زال وسيبقى بكل أعماله وإنجازاته في ذاكرة ووعي الشعب الأذربيجاني، إن تمسك الشعب الأذربيجاني بتخليد ذكرى وفاته نابع من تعلق هذا الشعب به.وعمل الرئيس حيدر علييف طوال فترة حياته على تعزيز سيادة واستقلال ووحدة أراضي جمهورية أذربيجان وقد كان عهده يمثل بحق فترة التغيرات والتحولات الجذرية على طريق بناء الدولة الحديثة وما تم فيها من أحداث جذرية على السياسة الداخلية والخارجية ضمن أسس واضحة ومحددة، وبذلك دخلت أذربيجان بقيادة حيدر علييف مرحلة جديدة من تاريخها المعاصر وأصبحت دولة فاعلة في المجتمع الدولي ولفتت أنظار العالم إلى هذه الدولة الصاعدة في منطقة القوقاز والمطلة على بحر قزوين.وأذربيجان اليوم، اعتمادا على رؤية وإرث حيدر علييف، وتحت قيادة إلهام علييف، بلد ينمو بديناميكية، مع معدلات نمو اقتصادي غير مسبوقة.وحولت الإصلاحات الديمقراطية والاقتصادية الثابتة للرئيس إلهام علييف، وقيادته الحكيمة وحكمه الرشيد للبلاد وسياسته الخارجية النشطة، أذربيجان إلى دولة رائدة على الصعيد الإقليمي وشريك يعتمد عليه في العلاقات الدولية.وتلعب أذربيجان اليوم دورا محوريا في كل القضايا الإقليمية، وتتقاسم ثمار ازدهارها وثرواتها مع بلدان المنطقة عبر مجموعة من آليات الشراكة والتعاون. وفق سرد السفارة في القاهرة لنبذات عن حياة الرئيس الراحل.
مشاركة :