النبات هو الكائن الحي الذي يميز الأرض عن باقي كواكب المجموعة الشمسية، فهو المميز لها والمسخر من قبل رب العزة لإمداد الكائنات الحية الأرضية بالغذاء، وهو المثبت الأول والأساس للطاقة الشمسية على الكرة الأرضية، وكلما دققت النظر وأعملت الفكر ووظفت علمي بالنبات علمت أن الخالق سبحانه وتعالى قد أعطى النبات خلْقه المميز له وهداه إلى أداء وظيفته الحيوية في إتقان ويسر، فقد وهبه الله تعالى أعضاء وطرق تكاثرية تحفظ استمرار حياته ووجوده على الأرض حيث أعطاه الحبوب والبذور للتكاثر الجنسي، وجعل لهذه الحبوب والبذور خصائص مميزة، فهي تحمل في جنينها كل الصفات الوراثية المطلوبة لحياته المستقبلية من حيث التركيب والوظيفة فكل ذلك مدون ومكتوب في الجزيء الوراثي (DNA) في الحبة والبذرة، ولكل بذرة وحبة الصفات المميزة للنبات الذي سينشأ من البذرة والحبة، وللبذور والحبوب فترة كمون وسكون لإعطاء الوقت المناسب والكافي لحياة النبات وتخزين الحبوب والبذور. - والحبوب والبذور تراكيب تتحمل الجفاف والحرارة والتخزين والنقل والزراعة. - ويحتوي الجنين في الحبة والبذرة الجذير الذي يعطي الجذر بعد ذلك، والرويشة التي تعطي الساق التي تحمل الأوراق والبراعم الخضرية التي تعطي كل التراكيب الهوائية للنبات عدا الأزهار التي لها براعم زهرية خاصة بها. والجذر يتجه عادة إلى التربة حيث الماء والغذاء العضوي المطلوب والتثبيت وتخزين الغذاء في بعض النباتات، وحجم الجذر وتشعبه يتناسب تمامًا مع الوظيفة التي أنيطت به في حياة النبات، وللجذر تركيب داخلي يتناسب مع وظيفته من حيث الخشب الموصل للماء والمعادن والأملاح واللحاء الموصل للغذاء المتكون في النبات بعملية البناء الضوئي، وللجذور أشكال متباينة تتناسب مع وظيفة كل نوع جذري، وفي أنواعها وأشكالها الوتدية والدرنية والمغزلية والمخروطية والمتحورة والليفية والتنفسية والمدعمة تتبين طلاقة القدرة الإلهية في الخلق والرحمة والتدبير. - وللنبات ساق ترفع الأوراق والفروع والبراعم الخضرية والزهرية والأزهار والثمار إلى الوضع المكاني والبيئي المناسب لأداء وظيفة كل تركيب من هذه التراكيب. - وتتناسب طبيعة الساق مع وظيفتها حيث توجد السيقان الخشبية الضخمة المميزة للأشجار والشجيرات، وهي سيقان هوائية معمرة خشبية عادة، وتوجد السيقان العشبية الضعيفة سهلة القطع والأكل، وهي سيقان حولية تعمر لعام أو عامين أو أكثر حسب طبيعة النبات. - وتحمل الساق الورقة التركيب المميز أهم عملية حيوية تتم على سطح الكرة الأرضية حيث تستغل ضوء الشمس وحرارتها وتستغل ثاني أكسيد الكربون الجوي والماء والبلاستيدات الخضراء في إنتاج المواد الكربوهيدراتية والتي ينتج عنها باقي المواد الغذائية النباتية ومعظم المنتجات النباتية وقد هيأ الله تعالى الورقة النباتية من حيث التركيب والوظيفة لأداء عملية البناء الضوئي ففيها البلاستيدات الخضراء معجزة التركيب والوظيفة. وتحمل الساق البراعم الخضرية التي تعطي الأوراق والأغصان والمحاليق والجذور العرضية والأزهار التي تقوم بعملية التكاثر الجنسي وإنتاج البذور والحبوب والثمار، وللزهرة تركيب متلائم مع وظيفتها فهي تعطي حبوب اللقاح والبويضات المؤنثة وهي مهيأة لعلمية التلقيح الهوائي أو الحيواني أو الإنساني وللزهرة تركيب محكم ومعجز وبهيج تجذب الإنسان والحيوان وتتلاءم مع طريقة التكاثر وبعضها هوائي التلقيح يحمل الأزهار بطريقة معجزة متلائمة مع التلقيح الهوائي، وبعض الأزهار متلائم مع التلقيح الحشري وجاذب للحشرات بلونها ورائحتها وإنتاجها من الرحيق. وكل زهرة تتناسب تمامًا مع نوع تلقيحها والكائن المكلف بذلك. - وفي النبات عضيات للبناء الضوئي هي البلاستيدات، وعضيات لإنتاج الطاقة تسمى بالميتوكندريا، وعضيات للنقل، وبها النواة مركز التحكم في العمليات الحيوية للنبات، وبها الكروموزومات الحاملة للصفات الوراثية المميزة للنبات وبالنبات عضيات للتحلل الذاتي والموت. - والنبات يحافظ على نسبتي ثاني أكسيد الكربون والأكسجين في البيئة الأرضية والتجمعات النباتية الكبرى (الغابات) تساعد على الحفاظ على الاتزان البيئي الأرضي، وتساعد على سقوط الأمطار وتمنع الاحتباس الحراري وبذلك تحافظ على اتزان وثبات حرارة الأرض، ويحلل النبات الماء ليعطي الأكسجين الحيوي ويستغل ثاني أكسيد الكربون وأكسجينه في بناء الهيكل النباتي ومركبات ودورات الطاقة. - في هذا الكائن الأرضي المميز والفريد تنجلي العظمة الإلهية والإعجاز في الخلق وتنجلي رحمة الله تعالى بمخلوقاته فقد هيأ كل عضو وكل جزء للنبات للقيام بوظيفته في إتقان واتزان يتنافيان مع العشوائية والمصادفة في الخلق ويؤكدان التقدير الإلهي في الخلق مصداقًا لقول الله تعالى: (قَالَ رَبُّنَا الَّذِي أَعْطَى كُلَّ شَيْءٍ خَلْقَهُ ثُمَّ هَدَى) (طه 50). - فلا عشوائية في الخلق، ولا مصادفة في الخلق بل علم يحتاج إلى العليم وتقدير يحتاج إلى الخبير، وإتقان يحتاج إلى أحسن الخالقين سبحانه وتعالى، إن المتخصص في النبات يرى بديع الصنع في هذا النبات وإن غاب النبات غابت الحياة من على الأرض رغم توفر الماء، فالنبات هو المخلوق المميز للبيئة الأرضية وهو أصل الغذاء على الأرض، فلا حيوان من دون النبات، ولا إنسان من دون النبات، ولا كائنات حية دقيقة من دون النبات، ولا طاقة حيوية من دون النبات ولا بترول أو فحم نباتي ولا بترول ولا كائنات حية مائية أو أرضية من دون النبات، لقد هيأ الله تعالى الأرض لحياة الإنسان والحيوان والكائنات الحية الدقيقة وقدر في الأرض أقواتها وما يصلح معايش أهلها وبارك فيها، وأمدها بالضوء والحرارة من الشمس، وأمدها بالإشعاعات الشمسية اللازمة لاستمرار الحياة على الأرض، وخلق الصخور والمعادن أساس التربة الزراعية وخلق البذور والحبوب وأعضاء التكاثر، هل رأيتم مخلوقًا من دون خالق ، الخضر في النبات مهم لاستمرار الحياة على الأرض، وأمد الخالق النبات بآليات معجزة ودقيقة للتكاثر والانتشار والانتثار، وأمده بالماء اللازم للإنبات والنمو والإنتاج النباتي فمتى يفيق الملحدون والكافرون والمنكرون للتدبير الإلهي والرحمة في الخلق، ويرون الأدلة العلمية القاطعة والدالة على وجود الخالق القادر سبحانه وتعالى؟!!
مشاركة :