غادرت رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي أمس الجمعة، قمة قادة الاتحاد الأوروبي في بروكسل من دون إحراز أي تقدم في اتفاق بريكست المثير للجدل، بعد قمة سادها التوتر، تمسك فيها قادة الاتحاد برفض إعادة التفاوض حول الاتفاق، معربين عن انزعاجهم من المطالب «المبهمة» لماي التي لم تقدم تطمينات كافية لهم، وطالب بعضهم معها بالاستعداد لخروج لندن من دون اتفاق.وقال مصدر حضر الاجتماع، إنّ ماي ناقضت نفسها، وعجزت عن تحديد أي ضمانات بخصوص شبكة الأمان التي يمكن أن تكون مفيدة، ما أزعج قادة الاتحاد. وأكدت مصادر أخرى أنّ الأجواء كانت متوترة خلال الاجتماع، إذ قاطعت المستشارة الألمانية انجيلا ميركل وقادة آخرون ماي لسؤالها عما تريد تحديداً، وكيف ستتمكن من تمرير الاتفاق. وأوضحت صور اليوم الأول للقمة الأوروبية نقاشاً حاداً بين ماي ورئيس المفوضية الأوروبية جان يونكر، وقال قارئو الشفاه لوسائل إعلام بريطانية إنّ ماي كانت تقول «ماذا نعتني؟ نعتني بالغامضة. نعم فعلت ذلك».ولم يقتنع قادة أوروبا بحجج ماي، وأبدوا انزعاجهم من المطالب «المبهمة» لرئيسة الوزراء البريطانية، ورفضوا إعادة التفاوض على بنود الاتفاق الخاصة بمسألة الحدود الإيرلندية المثيرة للجدل.وقالت صحف بريطانية إن ماي تعرضت لمهانة. وذكرت صحيفة صن في عنوان رئيسي «طعنة الترتيب الخاص.. زعماء الاتحاد الأوروبي يقولون لرئيسة الوزراء: اغربي عنا».ماي التي حضرت إلى بروكسل للحصول على ضمانات من نظرائها الأوروبيين للترويج لاتفاق الخروج، لم تتمكن بحسب مصادر دبلوماسية من شرح ما الذي تريده بالتحديد، أوكيف ستضمن تأمين غالبية التصويت في البرلمان لصالح الاتفاق.وتعود ماي التي نجت من تصويت على سحب الثقة مؤخراً إلى لندن للاستعداد لطرح الاتفاق مجدداً أمام البرلمان، بعد خمسة أيام فقط من إرجائها تصويتاً مقرراً بسبب المعارضة الكبيرة في صفوف حزبها نفسه.وقالت ماي في مؤتمر صحفي في بروكسل: «لا يزال هناك عمل يجب إنجازه، وسنجري مباحثات خلال الأيام المقبلة حول كيفية الحصول على مزيد من الضمانات التي يحتاج إليها البرلمان البريطاني». ولم يتضح على الفور أي مباحثات إضافية كانت ماي تشير إليها، خاصة بعدما أزال قادة الاتحاد عبارة من النسخة النهائية لمحضر الاجتماع تشير إلى «ضمانات إضافية» بخصوص مسألة الحدود.وقال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون: «هناك اتفاق، الاتفاق الوحيد والأفضل الممكن، ولايمكنني إعادة التفاوض بشأنه. لكن يمكن أن نوضح ونطمئن».وأبدى رئيس الوزراء البلجيكي شارل ميشال انزعاجه من المطالب البريطانية، قائلاً إنّ «المؤشرات التي عبّرت عنها ماي الخميس ليست مطمئنة بشكلٍ كافٍ حول قدرة لندن على الوفاء بالتزاماتها في بريكست». وأضاف: «سنحضّر أنفسنا لكلّ الفرضيات، وبينها احتمال خروج بريطانيا بدون اتفاق».وأكّدت رئيسة الحزب الوحدوي الديمقراطي الايرلندي أرلين فوستر أنّ حزبها، لن يدعم اتفاق بريكست الذي توصلت له ماي مع بروكسل. وقالت «هذه صعوبات من صنع رئيسة الوزراء. تم التوقيع على اتفاق كانت رئيس الوزراء تعلم أنه لم يحصل على دعم البرلمان». يذكر أن القمة الأوروبية الأخيرة في بروكسل أقرت حزمة من الاصلاحات الاقتصادية للحماية من الأزمات المالية في القارة العجوز، تضمنت تعزيز قوة صندوق الإنقاذ المالي لمنطقة اليورو، والذي يقرض الدول الأعضاء التي تواجه الانهيار المالي، وتأسيس «شبكة الأمان»، وقرارت أخرى. (وكالات)