تحدّث فضيلة الداعية الدكتور محمد بن راشد المري، في خطبة الجمعة أمس بجامع المعيذر، عن حديث النبي صلى الله عليه وسلم «اتَّقِ اللهَ حيثُما كنتَ»، موضحاً أنه لو نظرنا في غالب الأحاديث الواردة عن النبي صلى الله عليه وسلم من جهة الألفاظ؛ لوجدناها قليلة موجزة، ولكنها كثيرة جداً من حيث المعاني والفوائد والمسائل التي تُستنبط منها. وقال فضيلته: «إن حديثاً واحداً مختصراً من أحاديث النبي صلى الله عليه وسلم، يؤكد ذلك». ويزيد في التوضيح من أنه صلى الله عليه وسلم أُكرم مِن ربه سبحانه فأُعطي جوامع الكلم، حيث ثبت أنه صلى الله عليه وسلم أوصى أحد أصحابه فقال له: «اتَّقِ اللَّهَ حيثُما كنتَ، وأَتْبِعِ السيئةَ الحسنةَ تمحُها، وخالِقِ الناسَ بخُلُقٍ حَسَنٍ». لافتاً إلى أنه انتظم في الحديث النبوي 3 أمور: الأول معاملة العبد مع ربه سبحانه وكيف تكون، وقد جاءت في قوله صلى الله عليه وسلم «اتَّقِ اللَّهَ حيثُما كنتَ»، والثاني معاملة العبد لنفسه إذا قصّرت في جنب الله تعالى، وقد جاءت في قوله صلى الله عليه وسلم «وأَتْبِعِ السيئةَ الحسنةَ تمحُها»، والثالث مُعاملة العبد مع الناس وكيف تكون، وقد جاءت في قوله صلى الله عليه وسلم: «وخالِقِ الناسَ بخُلُقٍ حَسَنٍ». وأضاف فضيلته أن المعني النبوي المختصر من «اتَّقِ اللَّهَ حيثُما كنتَ» هو افعل ما أمرك الله به وأوجبه عليك، واجتنب كل ما نهاك عنه وحرّمه عليك، في السر والعلانية، حيث يراك الناس وحيث لا يرونك. وتابع أن المؤمن الذي يتقي ربه لا بد أن يقع منه تقصير في حق ربه أو حق نفسه أو حقوق المخلوقين؛ لأن كل ابن آدم خطّاء. لافتاً في هذا السياق ذاته إلى قوله صلى الله عليه وسلم بما يدفع هذا التقصير والزلل ويمحوه؛ بأن يُتبِع السيئةَ بالحسنة لتمحوها، والحسنة هي: كل عمل صالح يقرّب إلى الله تعالى. لافتاً إلى أن أعظم الحسنات الدافعة للسيئات هي التوبة النصوح، والاستغفار، والإنابة إلى الله بذكره وحبه، وخوفه ورجائه، والطمع في ما عنده، وقال فضيلته: «ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: (مَن قال: سبحان اللَّهِ وبحمده في يوم مئة مرة، حُطَّتْ خطاياه وإن كانت مثل زَبَدِ البحر)». مشيراً إلى أن المقصود من «وخالِقِ الناسَ بخُلُقٍ حَسَنٍ» هو أن تكفّ عن الناس أذاك من كل وجه، وأن تعفو عن مساوئهم، وأن تعاملهم بالإحسان قولاً وفعلاً، وسعة الحلم على الناس، والصبر عليهم، وعدم الضجر منهم، وبشاشة الوجه، ولطف الكلام، والقول الجميل المؤنس للجليس، المُدخِل عليه السرور، المزيل وحشته ومشقة حِشمته. وأوضح أن من الخلُق الحسن: أن تعامل كل أحد بما يليق به ويناسب حاله؛ من صغير وكبير، وعاقل وأحمق، وعالم وجاهل، وحاكم ومحكوم.;
مشاركة :