سلمت فنزويلا، التي تعاني من أزمات، بياناتها الاقتصادية إلى صندوق النقد الدولي للمرة الأولى منذ ما يزيد على عقد.وقال جيري رايس، المتحدث باسم صندوق النقد، أمس، «يمكنني أن أؤكد أننا تلقينا بيانات من السلطات الفنزويلية، ويعكف موظفو صندوق النقد الدولي حالياً على مراجعة تلك البيانات».ولم يوضح رايس ما هي هذه البيانات، لكنه أضاف أنه سيتم تقديم تقرير حولها إلى مجلس صندوق النقد الدولي، لمعرفة ما إذا كانت تلبي متطلبات الصندوق في الحصول على المعلومات.واتهم صندوق النقد الدولي، حكومة الرئيس نيكولاس مادورو، في وقت سابق من العام الحالي، بحجب البيانات الاقتصادية التي يمكن أن تساعد المراقبين على فهم الأزمة الاقتصادية للبلاد وحلها.وتعاني فنزويلا من أزمة اقتصادية طاحنة، ساهم فيها انخفاض إيراداتها من النفط في أوقات هبوط الأسعار، علاوة على العقوبات الأميركية التي تستهدف نظامها الحاكم، الذي تتهمه واشنطن بالفساد وانتهاك حقوق الإنسان.وتفاقمت الأوضاع الاجتماعية في البلاد مع ارتفاع معدلات التضخم، حيث قالت الجمعية الوطنية (البرلمان) التي تقودها المعارضة إن أسعار المستهلكين في فنزويلا ارتفعت 1.3 مليون في المائة في السنة المنتهية في نوفمبر (تشرين الثاني).وكان صندوق النقد الدولي توقع، في وقت سابق من العام الحالي، أن يتجاوز معدل التضخم المليون في المائة في عام 2018 و10 ملايين في المائة في العام المقبل.وفي مواجهة الزيادة الهائلة في تكاليف المعيشة، رفع الرئيس الفنزويلي، نيكولاس مادورو، الشهر الماضي، الحد الأدنى للأجور بنسبة 150 في المائة، وذلك في سادس تعديل خلال 2018، في إطار خطة إصلاح اقتصادي لم تفلح حتى الآن في القضاء على التضخم.وبهذه الزيادة ارتفع الحد الأدنى للأجور من 1800 إلى 4500 بوليفار، أي نحو 50 دولاراً. وبسبب التضخم، فإن هذا المبلغ يكفي بالكاد لشراء ثلاثة كيلو غرامات من اللحم.واعتبر مادورو أن هذه الزيادة أول «عامل تصحيح» للمخطط الاقتصادي الساري منذ 20 أغسطس (آب). ويشمل المخطط أيضاً خفضاً لقيمة العملة المحلية بأكثر من 96 في المائة وزيادة في الضرائب. كما يشمل المخطط زيادة في أسعار المحروقات المنخفضة حالياً.وسعياً وراء المساندة الخارجية، التقى الرئيس الفنزويلي هذا الشهر نظيره الروسي فلاديمير بوتين في موسكو، لبحث إمكانية تقديم مساعدة مالية روسية.وفي أعقاب الزيارة، قال مادورو إنه وقع اتفاقات مع روسيا بقيمة 6 مليارات دولار تتضمن استثمارات في قطاع النفط وتعدين الذهب.وقال الرئيس الاشتراكي أيضاً إنه اشترى 600 ألف طن من القمح للعام المقبل. كما تحدث مادورو، في تغريدة على «تويتر»، عن «تحالفات من أجل سعادة الشعب».وغادر نحو 3 ملايين شخص البلاد، وفقاً للأمم المتحدة، وذهب أكثر من مليون شخص منهم إلى الجارة كولومبيا. كما تستضيف بيرو والإكوادور والأرجنتين وتشيلي والبرازيل وبنما أعداداً كبيرة من اللاجئين الفنزويليين.
مشاركة :