أعلن «المرصد السوري لحقوق الإنسان» أمس أن مقاتلي «قوات سورية الديموقراطية» (قسد) انتزعوا السيطرة على بلدة هجين في شرق البلاد من تنظيم «داعش» وكانت هجين آخر بلدة خاضعة لسيطرة التنظيم في الجيب الأخير شرقي نهر الفرات قرب الحدود مع العراق. وتقاتل «قسد»، التي تقودها وحدات حماية الشعب الكردية وتدعمها الولايات المتحدة منذ شهور، لطرد مقاتلي «داعش» من المنطقة. وذكر مصدر في وحدات حماية الشعب الكردية أن «قسد» تسيطر الآن على هجين وأن الجيوب القليلة المتبقية لـ»داعش» سيتم القضاء عليها خلال يوم أو يومين. وبانتزاع السيطرة على هجين، لم تعد «داعش» تسيطر سوى على شريط صغير من الأراضي على طول الضفة الشرقية لنهر الفرات في المنطقة التي تتركز فيها عمليات تدعمها واشنطن. ويسيطر المتشددون على بعض الأراضي الصحراوية غربي النهر في منطقة تقع تحت سيطرة حكومة دمشق وحلفائها. وأبلغ القائد العام لـ»قسد» مظلوم كوباني وكالة «رويترز» أنه لا يزال يوجد ما لا يقل عن 5 آلاف مقاتل من «داعش» في منطقة تشمل هجين، وأنهم قرروا القتال حتى النهاية. ويشمل هذا العدد نحو ألفي مقاتل أجنبي، معظمهم عرب وأوروبيون إلى جانب عائلاتهم. وقال كوكباني إن من المحتمل أن يكون زعيم «داعش» أبو بكر البغدادي موجوداً في شرق سورية، لكن «قسد» لا تستطيع التيقن من ذلك لأنه كثيراً ما يختفي. وتقود «قسد» منذ 10 أيلول (سبتمبر) الماضي هجوماً لطرد الارهابيين من الجيب الأخير في ريف دير الزور الشرقي في محاذاة الحدود العراقية، والذي يدافع «داعش» عنه بشراسة. وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن لوكالة «فرانس برس»: «بعد أسبوع من المعارك والقصف العنيف، تمكنت قسد بدعم من التحالف الدولي من طرد داعش من هجين، أكبر بلدات الجيب». وإثر هجوم عنيف، دخلت «قسد» في 6 الجاري بلدة هجين لتخوض معارك ضد الارهابيين الذين اضطروا إلى التراجع إلى مناطق شرق البلدة مستفيدين من شبكة الأنفاق التي بنوها. وكان التنظيم نشر صوراً عبر حسابات على تطبيق تلغرام تظهر اشتباكات قال إنها في هجين. ولا يزال التنظيم يسيطر على غالبية الجيب الأخير الذي يتضمن قرى عدة أبرزها السوسة والشعفة ويتحصن فيه نحو ألفي مقاتل من «داعش»، بحسب التحالف الدولي. وفتحت «قسد» ممرات آمنة، خرج عبرها مئات المدنيين من منطقة هجين، وفق تلك القوات والتحالف الدولي. وفرّ نحو 16500 شخص من هذا الجيب منذ تموز (يوليو) الماضي جراء القصف ثم المعارك، بحسب برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة. ويُدرك عناصر التنظيم، وفق محللين، أنهم سيقتلون عاجلاً أم آجلاً ولم يعد لديهم مناطق واسعة ينسحبون إليها ما يفسر خوضهم قتالاً شرساً. ومنذ بدء الهجوم في أيلول، قتل أكثر من 900 إرهابي و500 من عناصر «قسد»، وفق المرصد الذي وثق أيضاً مقتل أكثر من 320 مدنياً، بينهم نحو 115 طفلاً.
مشاركة :