(كل يوم هو يوم احتفاء بالعربية)

  • 12/15/2018
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

وأنت تتكلم عن سمو مكانة اللغة العربية وعلو منزلتها لا تقل إنها لغة القرآن الكريم فإنك تخاطب فريقين فريق مؤمن بالقرآن لا يجهل قولك وفريق كافر بالقرآن غير مبال بما تقول. أما القرآن الكريم: فلن تكون أبلغ في التعبير عنه ممن أنزله جلّت قدرته: {وَلَوْ جَعَلْنَاهُ قُرْآنًا أَعْجَمِيًّا لَّقَالُوا لَوْلَا فُصِّلَتْ آيَاتُهُ أَأَعْجَمِيٌّ وَعَرَبِيٌّ قُلْ هُوَ لِلَّذِينَ آمَنُوا هُدًى وَشِفَاء وَالَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ فِي آذَانِهِمْ وَقْرٌ وَهُوَ عَلَيْهِمْ عَمًى أُوْلَئِكَ يُنَادَوْنَ مِن مَّكَانٍ بَعِيدٍ}. وأنت تتكلم عن اللغة العربية تكلم بزهو وفخر لا مدافعاً عنها ولا منافحاً، فالعربية لا يعرف جمالها ولا يقف على أسرارها إلا ذوق ارتقى مرتقىً صعباً ومثال ذلك: الكلام في العربية ثلاثة أقسام: اسم وفعل وحرف. الجملة الاسمية تدل على الثبات والدوام والجملة الفعلية تدل على التغير والتحول يقول الله تعالى: {الْحَمْدُ للّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ}، ولم يقل: أحمد الله؛ لأن الحمد ثابت لله ودائم في كل حال. والفعل في العربية على ثلاثة أنواع: الفعل الماضي: يدل على الشيء قد وقع وانتهى إلا مع الله فالفعل معه سبحانه وتعالى لا يرتبط بزمن فعبر عن وقوع يوم القيامة وهو لم يقع بعد بالفعل الماضي فقال عز من قائل عليماً حكيماً: {أَتَى أَمْرُ اللّهِ فَلاَ تَسْتَعْجِلُوهُ...}. الفعل المضارع: ويدل على الحال والحال متغيّر لا يثبت لذا نجد المضارع معرباً تتغيّر حركة آخره غير ثابتة حسب موقعه في الجملة. الفعل الأمر: يدل على المستقبل ويختلف معناه باخثلاف المنزلة: فهو أمر إن صدر من أعلى إلى أدنى كقول الأب لابنه: اذهب وهو رجاء إذا كان بين متساويين كقول الطالب لزميله: هات القلم، أما إذا صدر من أدنى إلى أعلى فهو دعاء كقول العبد يناجي ربه: اللهم اغفر لي. والحروف في العربية كلها مبنية ومنها حروف الجر ويتبدل معنى حرف الجر تبعاَ لسياق الكلام فعلى سبيل المثال حرف الجر (في) يدل على معنى الطرفية الزمنية في قوله تعالى: {إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ}. ويدل على السببية في قول الرسول صلى الله عليه وآله وسلّم: «دخلت النار امرأة في هرة» والأمثلة كثيرة جداً مما لا يتسع المقام لذكره. اللغة أي لغة هي في الأصل ممارسة ليست علماً ونحن ننادي كما نادى الدكتور عبدالله بن سليم الرشيد - طيَّب الله - قبل سنوات بأن تمارس الفصحى في ميدان العلم وأروقة الثقافة فلا نطالب بأن نتحدث بالفصحى في مجالسنا الأسرية أو مع أصحاب المحلات التجارية. لا فض فوك أيها الأديب اللبيب فما تنفع الشهادة الإنسان، إذ هي لم تقوّم اللسان غير تعليقها على الجدران فالعامية تحط من قدر المعلم والمثقف أيما انحطاط ويزدريه السامع كل الازدراء. ولم أجد لغة من لغات العالم تكون ميزاناً في الدين إلا اللغة العربية؛ وذلك عند إمامة الصلاة والإمامة أمانة عظيمة ومسؤولية جسيمة، فالصلاة عمود الدين والركن الثاني من أركان الإسلام بَيَّنَ الرسول - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آله وسلم - الأحق بالإمامة والأولى بها في قوله: «يؤمُّ القوم أقرؤهم لكتاب الله، فإن كانوا في القراءة سواء فأعلمهم بالسنة، فإن كانوا في السنة سواء فأقدمهم هجرة، فإن كانوا في الهجرة سواء فأقدمهم سِلْماً» رواه مسلم في صحيحه. فأولى الناس وأحقهم بالإمامة أجودهم قراءة، وهو الذي يتقن قراءة القرآن، ويأتي بها على أكمل وجه. وليس بعد هذا القول قول فحسب اللغة العربية هذا القول تفضيلاً فمن أصدق بعد الله من رسول الله قيلاً. ** **

مشاركة :