شيرين رضوان: كل يوم جديد هو يوم للأمل

  • 10/2/2017
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

يحظى أصحاب الهمم في الإمارات برعاية خاصة واهتمام كبير، لدمجهم في المجتمع والحياة العامة، بهدف إظهار طاقاتهم وقدراتهم، كفئة منتجة تسهم في تنمية المجتمع وعملية التنمية الشاملة في الدولة. وتولي الدولة اهتماماً لأصحاب الهمم من منطلق إنساني وتربوي واجتماعي وثقافي، ولم يعد هذا الاهتمام تحت مظلة الرحمة والإحسان والعطف، بل لأنهم قادرون ولديهم إمكانات بمستوى الأشخاص الأصحاء، ولإتاحة الفرصة لهم لأن يكونوا ناجحين وقادرين على منافسة الأصحاء في المجالات كافة. وقد استطاع عدد كبير من أصحاب الهمم في الإمارات تحقيق إنجازات كبيرة على جميع المستويات، واستطاعوا متسلحين بالإرادة والأمل والصبر تحويل الإعاقة إلى سبب ودافع لإنجاز قصص نجاح مهمة ولافتة ومبهرة وملهمة. أدركت شيرين رضوان وهي في سن الثالثة أن عليها تحدي شيء ما، لا تعرف مكنوناته، عندما قرر والدها أن يلحقها بمدرسة خاصة كي تتلقى تعليماً له علاقة بتنمية تواصلها مع الآخرين، «في تلك السن من المؤكد أنني لم أشعر بالاختلاف، فطفلة لا تسمع ولا تتكلم كيف ستدرك أن من حولها يسمعون ويتكلمون؟ وكيف لها أصلاً أن تعي معنى الصوت سماعاً ونطقاً؟»، شيرين التي فقدت والدتها وهي في عمر 12 عاماً، قالت: «عالمنا خاص، والمطلوب دائماً أن نخرج منه الى عالم الآخرين، في الوقت الذي لم يحاول كثيرون الدخول الى عالمنا الذي نستمتع به من خلال الآخرين»، مشيرة الى أن لغة الصامتين هي الإحساس. • أقول لكل من ينظر إليّ نظرة مختلفة أنني لا أختلف عنك في شيء. • التكنولوجيا لغة صامتة لكنها مبدعة ومتجددة، أشعر أنها تشبهني. • لغتنا هي أحاسيسنا التي لا تحتاج إلى صوت كي تصل، نستطيع بإيماءة بسيطة أن نوصل ما نشعر به، ولدينا الشعور القوي بكل من يقف أمامنا، ونشعر بصدقه من عدمه. • كيف لطفلة يصنفها العالم أنها معاقة تحدي كل تلك الحقيقة؟ • كثيرون لا يحاولون الدخول إلى عالمنا الذي نستمتع به من خلال الآخرين. الذكريات شيرين، التي تمارس هواية التصميم والرسم والتشكيل والغرافيك على الحاسوب، ونالت في ذلك جوائز عدة، تؤكد أن الحياة بالنسبة لها رحلة من الضروري أن تكون جميلة، خصوصاً اذا ما وقف الى جانبها أشخاص قدموا لها الدعم والتشجيع «الحديث عن عائلتي، الداعم الأول، من الصعب اختزاله في كلمات، فلا أذكر أن والدي أشعرني يوماً أنني أعاني نقصاً، بل كان دائماً يتعامل معي بكل محبة وتشجيع لا ينتهي»، وتضيف «أما أمي، التي عرفتها لمدة 12 عاماً من عمري، فكانت النسمة في حياتي، رائحتها وتفاصيل وجهها التي حفظتها بكل أحاسيسي، مازالت معيناً لي حتى بعد فاجعتي بفقدانها»، مؤكدة «لكن طفولتي استمرت بشكلها الطبيعي، في المدرسة، في الشارع، حتى في وجوه المارة». الفقدان والتعويض تقول شيرين عن محنة فقد والدتها، والتعويض بالأب، «في حياتي أب عظيم»، وتوضح أكثر «كيف لطفلة باتت أقرب الى عالم يصنفها بأنها من ذوي الإعاقة أن تتحدى كل تلك الحقيقة، في حضرة حقيقة أكبر، وهي فقدان الأم؟» تساؤل طرحته شيرين لتجيب هي بنفسها «في عمر 12، وهو العمر الحرج الذي تنتقل فيه الفتاة من مرحلة الطفولة الى مرحلة الصبا، لا تحتاج إلاّ لأمها، لتفهم الكثير من المشاعر، وتتلقى النصائح وتهرع الى حضن لا يساويه حضن»، وأضافت «كل هذا فقدته في لمح البصر، وكدت أن أنطوي على نفسي، لولا يد أبي التي نهضت بي، متخذاً قراراً بأن يكون الأب والأم لي، فرعاني، وعوضني عن حنان أم فقدتها، ما جعلني أشعر بالقوة، وأعزز ثقتي بنفسي وبإمكاناتي». نظرة إيجابية لم تشعر شيرين باليأس، بل كان كل يوم في حياتها هو يوم جديد للأمل «لأنني ببساطة أعتبر نفسي متساوية مع الجميع، ونظرتي الايجابية لكل من هم حولي جعلتني محط احترام وتقدير، وروحي سوية تجاه الآخرين، وهذه الروح هي التي تفرض معاملة من يعتقد أنك أقل شأناً أو حظاً منه»، مؤكدة «ومن النظرة الايجابية لكل الأمور، استطعت التقدم الى الأمام، وترك بصمة جميلة في طريقة تعاملي مع الآخرين»، مؤكدة «وهذا الشيء اكتسبته منذ كنت طفلة، بحيث إنني لم اشعر يوماً بالاختلاف، وذلك طبعاً بسبب الثقة التي منحني إياها أبي طوال مسيرته معي الى اللحظة». الإحساس وزوجي تؤكد شيرين أن للصامتين لغتهم، موضحة «لغتنا هي أحاسيسنا التي لا تحتاج الى صوت كي تصل، نستطيع ببساطة بإيماءة بسيطة أن نوصل ما نشعر به، سواء كان فرحاً أو غضباً أو حزناً، لدينا أيضاً الشعور القوي بكل من يقف أمامنا، نشعر بصدقه من عدمه»، وأضافت «شيء ما يشبه ما يتم تداوله عن إحساس الأم أو الأب بأبنائهم دون أن يقولوا شيئاً، هذا هو فعلاً الاحساس الذي أقصده، أننا ندرك الكثير من خلال احساسنا بالأشياء من حولنا»، وقالت: «إحساسي هو السبب وراء زواجي من رجل علمت من اللحظة الأولى أنه سيكون النصف الثاني وأكثر لي»، وتوضح «تزوجت من رجل سوي، وقف الى جانبي ومازال يدعمني ويحيطني بكل ما له علاقة بالحياة وجمالها، فجعلني ملكة المنزل، وأعطاني التشجيع الكافي لأكون قادرة على تحمّل مسؤولية المنزل والحياة، الى جانب تشجيعه لي لاستكمال تعليمي كي أحظى بالتقدم في عملي»، مشيدة أيضاً بما وفره صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، من إمكانات وقدرات لأصحاب الهمم، ودور سموه في تطوير المجتمع والنهضة به وتقديم التسهيلات لهم تحديداً، لإبراز هذه القدرات في كل المجالات. شغف التكنولوجيا تختصر شيرين وصف نفسها بأنها تتمتع بكل ما يتمتع به الآخرون «أقول لكل من ينظر إليّ نظرة مختلفة أنني لا أختلف عنك في شيء، وأقوم بكل ما تقوم به أنت وربما أتفوق عليك، وعلى الآخرين»، وتضيف «أنا والحمد لله أتمتع بكل ما يتمتع به الآخرون وبكل معنى الحياة، وأقوم بعملي على أكمل وجه، ما يدفع المسؤولين عني في العمل للثناء على عملي، أحرص كل الحرص على الاستفادة من أحدث الوسائل والأساليب الحديثة في عالم التكنولوجيا والحاسوب، مجال عملي، وقد شاركت في العديد من المعارض الفنية ونلت جوائز عدة، وأقوم بواجباتي كربة بيت»، مؤكدة «التكنولوجيا لغة صامتة، لكنها مبدعة ومتجددة، أشعر أنها تشبهني، لذلك أعزز علاقتي بها».

مشاركة :