صج.. ناس ما تستحي؟!

  • 12/15/2018
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

بين الموظفين، قيادات ـــ كانوا ـــ أو موظفون في الأدوار السفلية من أصحاب المكاتب الرخيصة بالسعر، لا يعرفون عن ساعات الدوام سوى حضور الصباح مبكراً للحاق بـ«السيدة المطاعة» (البصمة)، وبعدها العودة إلى الفراش. أو إلى أحد المجمعات للشاي والقهوة، وأصناف الريوق الأخرى، حتى ساعة الانصراف الوظيفي، حيث العودة من جديد إلى «المعزبة البصمة»، لتقديم الطاعة والولاء لها لتأكيد الدوام، أو ما تمكن تسميته دوام الوظيفة، وهؤلاء بالطبع يتقاضون رواتبهم كاملة غير منقوصة، بشهادة الزور من البصمة التي تؤكد حضور الموظف صباحاً، ومغادرته ظهراً، ولا علاقة لها بالساعات التي تفصل الحضور والانصراف؛ لأنها، أي «السيدة المطاعة»، غير مسؤولة عن الموظف في مكتبه أو خارج تغطيته، لأن ذلك من اختصاص معزب الإدارة، باعتباره المسؤول الأول عبر تواجد هذا الموظف أو عدم تواجده في المكتب. عدم الالتزام بساعات العمل ظاهرة لقاعدة، ليست قليلة من الموظفين أو أشباه الموظفين، الذين لا يحللون حلالاً ولا يحرمون حراماً؛ فكلا الأمرين واحد لديهم؛ ولذا فهم يتقاضون المعاش من دون أي عمل، ولا حتى حضور، أكثر من هذا أن هناك من الموظفين من لا يعرفون حتى مكاتبهم، ومع ذلك يصل اليهم الراتب كاملاً غير منقوص، ما دام حضور وانصراف البصمة شاهديَن على «ما شاف شيء».. سوى بصمة الموظف. والأكثر غرابة أن هناك قيادات إشرافية تساهم في هذا الإهمال واللامبالاة، بحضور أو عدم حضور الموظف، بل إن بعض هذه القيادات تطالب المديرين والمراقبين باعتماد موظف لديها، من دون الحضور وبراتب كامل إرضاء لنواب الواسطات الذين يشجّعون ويساندون المفاتيح الانتخابية عند قياداتهم الوظيفية، ويطلبون منهم عدم مساءلة هذا الموظف في كل ما يتعلّق بالحضور والانصراف، وكأن راتب الوظيفة حلال عليهم، وحق من حقوقهم على الوزارة التي يعملون فيها. قبل سنوات، أوصى أحد الموظفين صديقاً له بالتوقيع عنه بالحضور والانصراف، قبل وجود البصمة، وشاءت الظروف أن يسافر الموظف البديل من دون أن يقول لصاحبه، ولما حان وقت الراتب اكتشف الموظف الأول ان راتبه لم يُصرف له، وحين ذهب للسؤال عنه وجد المفاجأة بانتظاره، حين قالوا له: كنت طوال الشهر لا تعرف الدوام.. استغرب الأمر وراح يبحث عن ذاك الموظف الذي طلب منه التوقيع عنه، فاكتشف انه في إجازة ولم يخبره.. مثل هذا الموظف كثيرون في الوظائف. وكان بالإمكان القضاء على هذه الظاهرة؛ لحفظ حقوق الدولة أو لفرض هيبة الدوام على الموظف، لو كان هناك من يحاسب محاسبة جادة بعيدة عن ضغوط ومجاملات النواب، ولو كانت هناك قيادات تحترم دورها الوظيفي وتحترم الكرسي الذي تجلس عليه. ولكن، أين هذا الصنف من القيادات؟! • نغزة: حين يكتشف أي موظف خصماً في راتبه تقوم قيامته ويذهب للاستفسار وتبريرات واهية، لا تسمن ولا تغني من جوع، لكن هذا الموظف يرى في عدم الالتزام بالواجب والامانة الوظيفية لا شيء فيه، ولا مانع من الدوام، والبركة في زملاء القسم، ومع هذا يريد الراتب كاملاً غير منقوص. صج، ناس ما تستحي!.. طال عمرك. يوسف الشهاب

مشاركة :