شركات صناعة السيارات الكهربائية تتجه نحو البطاريات المعززة

  • 12/16/2018
  • 00:00
  • 6
  • 0
  • 0
news-picture

دفعت المعوقات التي تقف في طريق توريد «أيون الليثيوم»، شركات صناعة السيارات الكهربائية، بالتوجه نحو تقنية البطاريات المعززة. وكما هو الحال في التراجع المستمر في تكلفة الألواح الشمسية وتوربينات الرياح خلال العقد الماضي، يتكرر السيناريو نفسه في مجال البطاريات، ما أدى لانخفاض أسعار السيارات الكهربائية، بحسب «فاينانشيال تايمز». وانخفضت تكلفة بطاريات «أيون الليثيوم»، بنسبة قدرها 75% على مدار الثماني سنوات الماضية. وكلما تضاعف إنتاج البطاريات، تراجعت تكلفتها بنسبة تتراوح بين 5 إلى 8%، وفقاً لمحللين في مؤسسة «وود ماكينزي»، إلا أنه، على العكس من الألواح الشمسية، فإن زيادة إنتاج البطاريات بمفرده لا يكفي للتأكيد على انخفاض الأسعار، إلا بالتدخل للحيلولة دون النقص في مكوناتها. وتحتوي بطاريات «الليثيوم»، على معادن نادرة مثل الكوبالت، الذي يجيء نصفه من جمهورية الكونغو الديمقراطية. وارتفع سعر الكوبالت، بنحو الضعف خلال السنتين الماضيتين، ما زاد تكلفة إنتاج خلايا هذه البطاريات. وتثير مخاطر شح توريد المواد المستخدمة في مصدر الطاقة القياسي لأسطول السيارات الكهربائية حول العالم، قلقاً متصاعداً في المستقبل. لكن ما يدعو للتفاؤل، أن المحاولات جارية ليس لزيادة الطاقة التي تخزنها البطاريات باستخدام كمية المواد الخام نفسها، بل أيضاً للتحول نحو مواد خام أكثر وفرة. وضخ المستثمرون أموالاً طائلة في شركات ناشئة تبشر بطرح تقنيات جديدة للبطاريات، في الوقت الذي تتحول فيه شركات البطاريات، نحو صناعة بطاريات تستخدم النيكل بدلاً من الكوبالت. كما تبحث المؤسسات التي تحرص على تطوير مرافق تخزين الطاقة الساكنة أيضاً، عن استخدام ما يعرف ببطاريات التدفق، التي تستخدم مواد قابلة لإعادة التدوير، مثل عنصر الفاناديوم. ومنذ طرح «سوني» لها في 1991، لعبت بطاريات «أيون الليثيوم»، دوراً كبيراً في الثورة الرقمية، والسماح باستخدام الهواتف والأجهزة المحمولة، طوال اليوم وإعادة شحنها مرة أخرى. كما أن مقدرة هذه البطاريات على توفير دفعات فورية من الطاقة المخزنة، جعلتها الخيار الأمثل للسيارات الكهربائية. وتشير تقديرات «وود ماكينزي»، لزيادة طلب قطاع المواصلات من البطاريات، بنحو أربعين ضعفاً بحلول 2040. ومن المرجح استحواذ الصين، على القدر الأكبر من هذه البطاريات، على مدى العقود القليلة المقبلة، في وقت يتصاعد فيه عدد المصانع التي تنتجها. وربما يكون نصف إنتاج العالم منها، في الصين بحلول 2028. وينجم عن هذا النمو، زيادة كبيرة في الطلب على المواد الخام، ومن ثم تحول شركات السيارات الكبيرة، نحو بطاريات أيون الليثيوم التي يقل فيها استخدام الكوبالت بنسبة 75%، مقارنة مع التقنية الحالية. ومن المتوقع، أن تشكل البطاريات التي تقل فيها نسبة الكوبالت، القدر الأكبر في سوق السيارات الكهربائية بحلول 2025. ويمكن للمرافق أيضاً، التحول لما يسمى ببطاريات التدفق التي تعمل من خلال تخزين الطاقة في خزانات منفصلة كبيرة من السائل المنحل بالكهرباء، التي يتم ضخها بعد ذلك عبر خلية. ويمكن لهذه البطاريات، استخدام مواد مختلفة، مثل الفاناديوم، المعدن المستخدم حالياً في صناعة الصلب. وتهيمن الصين حالياً، على إنتاج الفاناديوم بما يصل لنصف الواردات العالمية من هذا العنصر الفلزي. وارتفعت قيمة الفاناديوم، بنحو الضعف على مدى السنة الماضية، نظراً لنمو طلب الصلب. لكن رغم ذلك، يعتبر الفاناديوم، أكثر وفرة من نظيره الكوبالت. وإذا اتجهت قوى السوق، لاستخراج المزيد من الفاناديوم وتقليص سعره، ربما يساعد ذلك على زيادة معدل استهلاك البطاريات، وفقاً لتوافر العنصر وتقليل الاعتماد على تقنية بطاريات أيون الليثيوم القائمة حالياً. في غضون ذلك، بدأت بعض المؤسسات، في الاستثمار في مشاريع كبيرة للبطاريات خلال العامين الماضيين، حيث قامت شركة «تيسلا» ببناء بطارية بسعة 129 ميجا واط في الساعة في جنوب أستراليا، لتخزين طاقة الرياح. كما تخطط «دراكس بور» في المملكة المتحدة، لبناء بطارية تخزين بسعة 200 ميجا واط في المحطة التابعة لها في يوركشير. وتشير تقديرات المحللين في وود ماكينزي، لانخفاض تكلفة تخزين الطاقة بنسبة تتراوح بين 50 إلى 70% بحلول 2025، نتيجة للنمو الكبير المتوقع في اقتصادها ولتحسن عمليات التصميم. وتتوقع الوكالة الدولية للطاقة المتجددة «أيرينا»، بلوغ سوق تخزين الطاقة، نحو 175 جيجا واط بحلول 2030.

مشاركة :