دفع تفوق شبكات التواصل الاجتماعي المختلفة على وسائل التسويق التقليدية في الآونة الأخيرة في الترويج لبضائع الأسر المنتجة، إمارة منطقة مكة المكرمة لتدشين أول موقع إلكتروني في المنطقة لعرض وتسويق الأعمال المتعددة المميزة لهذه الأسر. وفي هذا الإطار، تقول مضاوي الحسون «سيدة أعمال»: تدشين موقع إلكتروني هو الأول من نوعه لتسويق منتجات الأسر المنتجة، يشكل دعما كبيرا لهذه الشريحة المهمة من المجتمع، ويسلط الضوء على دورها في دعم التنمية اقتصاديا واجتماعيا، ولعل تدشين الموقع وبشكل رسمي يعطي دلالة واضحة على اهتمام الدولة بالأسرة السعودية المنتجة وبدورها نحو رفد الاقتصاد وخدمة المجتمع. وأضافت: وجود الأسر المنتجة يعني الارتقاء بالإنتاج والدخل للأسرة السعودية، ويعني التوسع في المنتمين للشريحة الوسطى من المجتمع، وهو أمر اهتمت به عدد من الشخصيات الرائدة في هذا المجال. واعتبرت أن وسائل التواصل الاجتماعي ساهمت كثيرا في الترويج لمنتجات الأسر السعودية، والتي ليس باستطاعتها مسايرة التجار في دفع قيمة الإعلانات التسويقية. فمثلا «الانستجرام» و«الواتساب» استخدامها سهل جدا تستطيع المرأة المنتجة تسويق ما تريد من خلالها من بضائع ومنتجات مصنعة يدويا دون تنقل أو دفع تكاليف وهناك مشروعات رائدة وشركات عملاقة تستخدم وسائل التواصل الاجتماعي، ومن الأحرى أن تستخدمها الأسر المنتجة لترويج منتجاتها، دون انتظار إقامة المعارض والبازارات التي كانت من أهم وسائل الترويج لمنتجات الأسر السعودية سابقا. وأكد الدكتور حبيب الله تركستاني «أستاد التسويق في كلية الاقتصاد والإدارة بجامعة الملك عبدالعزيز» أهمية وسائل التواصل الاجتماعي في الترويج لمنتجات الأسر السعودية، كونها أسهمت وبشكل كبير في التعريف بالمنتجات التي تصنع في المنازل، وأثارت الاهتمام نحوها. وأضاف: يجب أن نذكر في هذا الصدد أن باستطاعة قراصنة شبكات النت والهاتف «الهكر» اعتراض الصورة في تقديم المنتجات عبر وسائل التواصل أو التعرف على كيفية تصنيع تلك المنتجات ما لم يتم الاحتفاظ بأسرار المهنة من قبل الأسر المنتجة. ويجب الأخذ بمبدأ الحيطة والحذر في عملية تسويق المنتجات عبر وسائل التواصل الاجتماعي بعدم إفشاء أسرار التصنيع وخاصة عند التوجس بعدم الالتزام بالجوانب الأخلاقية في عملية البيع والشراء، وعدا عن ذلك فإن وسائل التواصل الاجتماعي تعد الأسرع والأنجح حاليا في تسويق وتعريف الجمهور بمنتجات الأسر السعودية. ويرى الدكتور سالم باعجاجة (أستاذ المحاسبة في جامعة الطائف) أن وسائل التواصل الاجتماعي ساهمت في الترويج لمنتجات الأسر المنتجة في الآونة الأخيرة وأصبحت وسيلة دعائية للكثير من الشركات، ومن هذا المنطلق يجب استغلالها للتعريف بالمنتجات المختلفة، والإسهام في زيادة مبيعاتها، لا أن يكتفى فقط بعرض تلك المنتجات من خلال المعارض والبازارات التي تقيمها بعض الجهات. وأضاف: لعبت تقنية الاتصال الحديثة دورا في تغيير صورة الإعلان بشكل لافت، وفي إظهار خصائص أي منتج، ولذا على الأسر المنتجة استثمار وسائل التواصل الاجتماعي للتعريف بمنتجاتها في المجتمع الاقتصادي. وذكر أن الملتقى الوطني للأسر المنتجة الذي اختتم أعماله في مدينة جدة مؤخرا تحت شعار (صنع في السعودية) طالب بضرورة تطوير قدرات أكثر من (25) ألف أسرة منتجة سعودية في جميع مدن ومناطق المملكة. وأكد فضل البوعينين (الكاتب الاقتصادي المعروف والمهتم بقضايا الأسر المنتجة) أن وسائل التواصل الاجتماعي ساهمت وبشكل كبير في تسويق منتجات الأسر السعودية، كما أن نظام البريد السريع الحالي ساهم أيضا في إيصال منتجاتها إلى المستفيد في أماكن بعيدة. وقال: «الأسر السعودية المنتجة بحاجة إلى وسائل تسويق لإيصال منتجاتها، وللتواصل مع المستفيدين منها، كما أنها بحاجة أيضا إلى دعم مختلف الجهات لاسيما إمارات المناطق والمحافظات، في جعل منتجات الأسر السعودية تعبر عن هويات المجتمع والمناطق». وأضاف: حجم الإنتاج المنزلي لا يقارن بحجم الإنتاج العام، ولو اهتمت إمارات المناطق ومحافظاتها في جعل منتجات الأسر السعودية هدايا ترمز إلى تقاليد وثقافة المنطقة، كما هو الحال الآن في مكة المكرمة.. وأبهاء والأحساء، لكان ذلك داعما كبيرا للأسر المنتجة، ووسيلة لترويج منتجاتها.
مشاركة :