وقعت قطر للبترول، اليوم، اتفاقية مع شركة "إيني" الإيطالية تستحوذ بموجبها على 35 بالمائة من ثلاثة اكتشافات نفطية في المياه الضحلة في ثلاثة حقول (أموكا، ميزتون، تيكواللي) تقع في المنطقة رقم 1 في خليج "كامبيتشي" في المكسيك. وبعد الموافقات الرسمية الاعتيادية للجهات المختصة في المكسيك، ستصبح قطر للبترول وشركة "إيني" شريكتين بكامل حصة المشاركة بالإنتاج في المنطقة رقم 1. وفي هذا الإطار، صرح سعادة المهندس سعد بن شريدة الكعبي وزير الدولة لشؤون الطاقة، العضو المنتدب والرئيس التنفيذي لقطر للبترول، خلال مؤتمر صحفي عقد اليوم بمناسبة التوقيع على الاتفاقية، بأن هذه الاتفاقية تشكل خطوة جديدة في تعزيز تواجد قطر للبترول على الخارطة العالمية، وفي توسيع تواجدها في المكسيك. وأعرب عن سعادة قطر للبترول بتعزيز تعاونها وشراكاتها مع لاعب كبير في صناعة الطاقة مثل شركة "إيني"، مبديا تحمسه للمساهمة في أعمال التطوير والإنتاج في خليج "كامبيتشي" بالمكسيك، حيث من المتوقع أن يبدأ الإنتاج بحلول منتصف عام 2019. كما تطلع سعادته إلى التعاون مع شركة "إيني" على تصعيد مستويات الإنتاج من تلك المناطق، متوقعا أن يصل الإنتاج ذروته في العام 2021 من خلال منشأة عائمة للإنتاج والتخزين والتفريغ بقدرة تبلغ 90 ألف برميل نفط في اليوم. وأوضح أن التقديرات الأولية تشير إلى احتواء المنطقة 1 على أكثر من ملياري برميل مكافئ نفط، ويشكل النفط 90% منها، لافتا إلى أن هيئة الموارد الهيدروكربونية الوطنية في المكسيك كانت قد وافقت على مراحل خطة التطوير للمنطقة رقم 1 ممهدة الطريق أمام بدء الإنتاج المبكر بحلول منتصف العام القادم من خلال منصات إنتاج في حقل "ميزتون"، وخط أنابيب يبنى على مراحل يصلها بمنشآت شركة البترول المكسيكية. وأفاد سعادة المهندس سعد بن شريدة الكعبي بأن هذا هو التواجد الثاني لقطر للبترول في المكسيك، حيث كانت قد فازت بنهاية يناير 2018 بعقود الاستكشاف ومشاركة الإنتاج في خمس مناطق بحرية في حوضي "بيرديدو" و"كامبيتشي" قبالة سواحل المكسيك في تحالف مع شركة "شال" وآخر مع شركة "إيني". وأكد سعادته أن هذه الاتفاقية تأتي تماشيا مع خطط قطر للبترول للنمو، وتمثل خطوة هامة أخرى نحو تنفيذ استراتيجيتها لتوسيع نطاق تواجدها الدولي، مع الاهتمام بأمريكا اللاتينية كمنطقة أساسية مهمة لأنشطة الاستكشاف والتنقيب، مشيرا إلى أن هذه الاستراتيجية قد نجحت في توسيع رقعة تواجد قطر للبترول الدولي في مجال التنقيب والاستكشاف في البرازيل، والمكسيك، والأرجنتين، وقبرص، والكونغو، وجنوب إفريقيا، وموزمبيق، سلطنة عمان. وشدد على أن خطط توسع قطر للبترول خارجيا تسير جنبا إلى جنب مع ما قد أعلنته في السابق لتطوير وزيادة إنتاجها من الغاز الطبيعي المسال من 77 مليون طن سنويا إلى 110 ملايين طن سنويا خلال السنوات القادمة، ورفع الطاقة الإنتاجية من 4.8 مليون برميل مكافئ يوميا إلى 6.5 مليون برميل مكافئ يوميا خلال العقد القادم. وأوضح سعادة المهندس سعد بن شريدة الكعبي وزير الدولة لشؤون الطاقة، العضو المنتدب والرئيس التنفيذي لقطر للبترول أن مشاركة قطر للبترول في المناطق الجديدة لن تكون فقط بامتلاك حصة في المشروع بل ستكون مشاركة كاملة ماديا وفنيا. وعن أسباب اختيار شركة "إيني" الإيطالية لتوقيع هذه الشراكة أفاد الكعبي بأن اختيار إيني يأتي نتيجة لاقتناع قطر للبترول بأن المنطقة التي تدور حولها الاتفاقية هي منطقة واعدة وكانت "إيني" هي المالكة لحقوق الاستكشاف في تلك المنطقة لذا فإن قطر للبترول دخلت معها في مباحثات من أجل الدخول في شراكة في هذا المكان. وحول بلوغ استراليا لمستويات إنتاج أعلى من دولة قطر من الغاز الطبيعي المسال خلال الشهر الماضي بحسب بعض الإحصائيات أوضح سعادته أن قطر ليست لديها مشكلة في تجاوز بعض الدول لإنتاجها في الغاز الطبيعي المسال، موضحا أن العديد من خطوط إنتاج الغاز الطبيعي المسال كانت لديها عمليات صيانة خلال تلك الفترة وهو ما أثر على حجم الإنتاج في هذا الشهر ومكن استراليا من تجاوز قطر في هذا الشهر. وأردف يقول إنه "وفقا لخطط إنتاج استراليا من الغاز الطبيعي المسال فإنه متوقع أن تتجاوز إنتاج دولة قطر خلال عامين ثم سرعان ما ستعود دولة قطر لتحتل المركز الأول مجددا مع توسعة إنتاجها ليصل إلى 110 ملايين طن من الغاز الطبيعي المسال سنويا". وحول خروج دولة قطر من منظمة "أوبك" وتأثير ذلك على خطط إنتاج النفط داخليا، أوضح سعادة وزير الدولة لشؤون الطاقة أن خروج دولة قطر من الأوبك كما أعلن سابقا جاء بسبب أمور فنية تتعلق بمحدودية إنتاج قطر من النفط نظرا لقدم العديد من حقول النفط لديها وهو ما سيجعل إنتاجها من النفط يدور في نفس النطاق الحالي أو مع زيادة بسيطة لعدم وجود مقدرة لزيادته بشكل كبير. وتابع في هذا السياق يقول إن قطر للبترول في الوقت نفسه ستسعى للاستمرار خارجيا في قطاعي النفط والغاز أما داخليا فسيكون الغاز هو الذي له أولوية. وحول التحديات المتعلقة بفتح أسواق جديدة للغاز الطبيعي المسال أجاب سعادة المهندس سعد بن شريدة الكعبي، أنه ليس من السهل وجود أسواق جديدة للغاز الطبيعي المسال نظرا لمتطلبات البنية التحتية التي تحتاجها تلك الأسوق من وجود محطات لاستقبال سفن الغاز الطبيعي المسال ومن ثم تحويله لحالته الغازية وضخه في الأنابيب، ضاربا المثل بالهند حيث تعتبر سوقا واعدا إلا هناك العديد من المناطق فيه تفتقر لتلك البنية فيما تتواجد مناطق أخرى بالهند لديها الإمكانيات لاستقبال شحنات من الغاز الطبيعي المسال. وتابع في هذا الصدد انه بجانب وجود عقود طويلة الأمد لبيع الغاز القطري فإن هناك فرصا تنافسية أكبر لقطر في أسواق البيع الفوري للغاز، ولكن مع الحجم الكبير الذي تنتجه قطر من الغاز يصعب الاعتماد فقط على أسواق البيع الفوري.;
مشاركة :