الرباط- تستمر الخلافات في حزب الأصالة والمعاصرة أكبر أحزاب المعارضة المغربية، حيث فشل الأمين العام للحزب حكيم بنشماش في تطويق الأزمة المتصاعدة منذ أشهر. وذكرت تقارير إعلامية محلية أن المكتب السياسي للحزب يشهد غليانا هذه الأيام بسبب الخلافات الدائرة بين بعض أعضائه وحكيم بنشماش، ما دفع البعض إلى مقاطعة الاجتماعات والتلويح بالاستقالة. وأكدت التقارير أن القيادية البارزة فاطمة الزهراء المنصوري، رئيسة المجلس الوطني للحزب مازالت تقاطع اجتماعات المكتب السياسي، احتجاجا على طريقة تسيير بنشماش للحزب. وفي نهاية نوفمبر الماضي، عبر منسقون محليون والعديد من مسؤولي حزب الأصالة والمعاصرة بجهة سوس ماسة في بيان، عن سخطهم من “الوضعية التنظيمية والسياسية السيئة للحزب التي باتت تطرح إشكالات عميقة وذات أبعاد خطيرة جدا، والتي غيّبت الحزب تنظيميا وسياسيا على المستوى الوطني”. ودعا هؤلاء قيادة الحزب إلى “تحمل مسؤوليتها التاريخية والقانونية حول ما يجري من تراجعات واختلالات تنظيمية”، مشددين على “ضرورة تجاوز كل الإشكالات والقضايا المطروحة، والعمل فورا من أجل إنقاذ الحزب وإخراجه من الأزمة التي يعيشها، والقيام بمهامه استنادا إلى القانون الداخلي والأساسي، وإلى منطق تغليب المصلحة العامة للحزب”. أزمة الأصالة والمعاصرة تسهل طموحات التجمع الوطني للأحرار الذي بدأ يقدم نفسه كمنافس أول للعدالة والتنمية وكان حكيم بنشماش قد أعفى عددا من الأعضاء في مكاتب الحزب الجهوية من مسؤولياتهم، وتحت ضغط الانتقادات الموجهة إليه جمّد عضوية عدد من أعضاء الحزب ومسؤوليه بجهة مراكش ودرعة تافيلالت والرشيدية، كما جرّدهم من مسؤولياتهم. ونقل موقع “هسبريس” المحلي عن مصادر لم يذكرها أن “أحمد أخشيشن، رئيس جهة مراكش آسفي، مستاء بدوره من بنشماش، رئيس الغرفة الثانية، إذ عبر عن ذلك لبعض مقربيه”. و أضاف “رغم المحاولات الجارية من طرف بنشماش لرأب الصدع في صفوف حزبه، إلا أن عددا من الأعضاء مازالوا غاضبين منه”. ونقل عن عبداللطيف وهبي، القيادي في المكتب السياسي للحزب، “مقاطعته اجتماعات التنظيم”، بدعوى “استمرار المنطق نفسه في التدبير من طرف الأمين العام بنشماش”. وتأتي هذه الخلافات بينما بدأ حزب التجمع الوطني للأحرار يقدم نفسه كبديل للأصالة والمعاصرة في منافسة حزب العدالة والتنمية. وسبق للأمين العام لحزب التجمع الوطني للأحرار عزيز أخنوش أن لمح إلى سعي حزبه إلى تبوّء المرتبة الأولى خلال الانتخابات القادمة وقال حينئذ “نريد أن نكون حزبا قائما بذاته، وليس حزبا مكملا للأغلبيات، حزبا للجميع وتتوفر فيه النخب”. وشهد المغرب خلال السنوات الماضية معارك كلامية كثيرة بين العدالة والتنمية والأصالة والمعاصرة. لكن هذه المعارك أصبحت بين العدالة والتنمية والتجمع الوطني للأحرار، ما يشير إلى أنه بات المنافس الأول له. وتفتح الأزمة التي يشهدها الأصالة والمعاصرة الباب على مصراعيه للتجمع الوطني للأحرار لتحقيق طموحات قيادييه في تحويله إلى رقم مهم في المشهد السياسي.
مشاركة :