دياربكر (تركيا) - تظاهر الآلاف من الأشخاص، الأحد، في ديار بكر جنوب شرق تركيا خصوصا للاحتجاج على ارتفاع الأسعار في الأشهر الأخيرة، حيث أشاد بعضهم بمتظاهري “السترات الصفراء” في فرنسا. وتجمع المحتجون الذين لبوا نداء كنفيدرالية نقابات عمال الخدمة العامة، في وسط مدينة ديار بكر، كبرى مدن جنوب شرق تركيا ذات الغالبية الكردية، وذلك تحت رقابة أمنية مشددة. وكتب على إحدى اللافتات “لن ندفع ثمن الأزمة الاقتصادية”، في إشارة إلى العقوبات الأميركية على أنقرة. وتدهور الوضع الاقتصادي كثيرا في الأشهر الأخيرة بسبب تراجع قيمة الليرة التركية على خلفية توتر دبلوماسي مع واشنطن صيف 2018 ورفض الأسواق السياسات الاقتصادية لأنقرة. وبلغ التضخم في نوفمبر 21.62 بالمئة بالنسق السنوي متباطئا بشكل ضئيل عن مستواه في أكتوبر، حيث يشعر السكان يوميا بارتفاع الأسعار. وأشاد بعض المحتجين بحركة “السترات الصفراء” في فرنسا المطالبة بالمزيد من العدالة الاجتماعية. وقال محمد سيرين وهو أحد المحتجين “إن مطالبنا مماثلة للمطالب والأهداف ذاتها لكن هناك فوارق في كل بلد نحن ببساطة نطلب ظروف عيش إنسانية”. وطالب المحتجون الغاضبون الذين قدموا من مختلف مناطق الجنوب والجنوب الشرقي أيضا بإعادة المطرودين الـ140 ألفا من وظائفهم إثر محاولة الانقلاب في 2016، إلى أماكن عملهم. ويواصل الرئيس التركي رجب طيّب أردوغان المضي قدما في سياساته الانتقامية والقمعية ضدّ الآلاف من الموظفين الأتراك بقطاعات مختلفة في إطار عملية تطهير ضد كل من يشتبه في علاقته برجل الدين المقيم في الولايات المتحدة فتح الله غولن الذي تتهمه أنقرة بالتخطيط لمحاولة الانقلاب الفاشلة في عام 2016. ومع اقتراب الاستعدادات للانتخابات البلدية (مارس 2019)، كثّف الرئيس التركي من هذه السياسة كما صعّد من نبرة خطابه “العاطفي” بشأن دور تركيا في الذود عن حقوق الإنسان والمسلمين مقابل سياسات الغرب المدمرة والمذكية للصراعات، في تعارض كبير بين خطابه ووقائع موثّقة في الداخل والخارج، سواء بخصوص حملات التعذيب والاعتقال ووضع البلاد الاقتصادي الهش، أو على مستوى السياسة الخارجية حيث تواجه تركيا عزلة إقليمية، وتوترا مع الأوروبيين والأميركيين.
مشاركة :