إعداد: بنيمين زرزور قد لا يكون في مقدور مجلس الاحتياطي الفيدرالي إحداث التغيير الجذري في مسار الأسهم خلال هذا الأسبوع، لكنه قادر بالتأكيد على لجم موجة التذبذب الشديدة التي تجتاح الأسواق منذ شهر أكتوبر/تشرين الأول الماضي.المؤكد أن المجلس سوف يقرر رفع أسعار الفائدة ربع نقطة مئوية حسب ما هو معلن في خطته، لكن ذلك لا يعني أن رئيس المجلس جيرومي باول ليس واقعاً تحت ضغوط شديدة لتأكيد لهجته الحمائمية إلى حد ما. ويرجح المحللون أن يعيد أعضاء المجلس النظر في خطة رفع أسعار الفائدة لعام 2019 وما بعده.يقول جورج كونكاليفز المحلل الاستراتيجي لدى بنك «نومورا»: «تأمل الأسواق أن يكون المجلس قد بلغ نهاية المطاف أو كاد في سعيه لتطبيع أسعار الفائدة، لكنني أظن أن أعضاء المجلس يعتقدون أن الوقت ما زال مبكرا على الإعلان عن الحياد. ورغم أن المجلس يبدو متفائلا حيال العام الجديد وأن عليه الحد من اندفاعه، إلا أن مسار أسعار الفائدة بات أقرب إلى أجواء الركود».والمطلوب من المجلس إعادة النظر في توقعاته الاقتصادية وان هناك مخاوف حقيقية إزاء ضعف أداء الاقتصاد العالمي. وينتظر أن يدلي باول ببيان في نهاية دورة الاجتماعات يتطرق فيه إلى مخاوف أعضاء المجلس من آثار الحرب التجارية وربما آثار الظروف المالية أيضا.ورغم أن هناك من يراهن على امتناع المجلس عن رفع أسعار الفائدة هذا الأسبوع، إلا أن الغالبية يرجحون مضيه قدما في تنفيذ خطته مع التركيز في توقعاته على نبرة هادئة لتهدئة مخاوف الأسواق حول تحركه السريع، بل المتهور من وجهة نظر البعض.لكن بارقة الأمل في ظل هذه المعطيات هي أن معظم الأسهم التي تكبدت خسائر كبيرة حتى الآن صارت محط أنظار المستثمرين الذين عادة ما يقبلون على الشراء في مثل هذه الظروف. وفي حال أطلق المجلس شرارة التفاؤل فقد تشهد المؤشرات موجة صعود جديدة قبل انطلاق موسم نتائج الشركات للربع الأخير من عام 2018.ولا تزال الحرب التجارية وسياسة المجلس على رأس قائمة «فزاعات» الأسواق التي تدفع المستثمرين نحو الملاذات الآمنة مثل سندات الخزانة الأمريكية. وقد تعرضت الأسهم الجمعة إلى موجة بيع جديدة على خلفية تقارير عن تباطؤ القطاع الصناعي الصيني رغم أن تقارير مبيعات قطاع التجزئة الأمريكي كانت قوية ورغم أن المحللين رفعوا توقعاتهم بشأن النمو في الناتج الإجمالي الأمريكي للربع الأخير من العام إلى 3 %.إلا أن نمو الاقتصاد الأمريكي خلال عام 2019 يتوقع أن يكون أبطأ ما يعني أن قرارات رفع أسعار الفائدة التي يتخذها المجلس ستعتمد أكثر على البيانات الاقتصادية خاصة أن توقعات «موديز» بشأن النمو في الناتج الإجمالي الأمريكي العام المقبل تحوم حول 2.4% حاليا مقارنة مع 3% سابقا.ويستقبل السوق هذا الأسبوع عددا من التقارير الهامة منها تقرير الجمعية الوطنية لمقاولي البيوت الذي يصدر اليوم الإثنين وتقرير الدخل الفردي الذي يصدر الأربعاء وتقرير السلع المعمرة الجمعة.
مشاركة :