كشف عبد الحميد صلاح الشريف رئيس مجلس أمناء المؤسسة المصرية، لإنقاذ التراث تفاصيل مشروع إنقاذ حمام الشرايبي الأثري من تنفيذ المؤسسة المصرية لإنقاذ التراث، وذلك بدرء الخطورة والتدعيم الإنشائي للحمام.وقال في تصريحات خاصة لموقع صدي البلد: "يأتي هذا ضمن برنامج خاص بالمؤسسة بعنوان درء المخاطر عن التراث الثقافي المصري،والذي تقوم به من خلال دراسات منهجية لتقييم المخاطر تعتمد في معظمها على الزيارات الميدانية والدراسات البحثية".وتابع: "من أهم مخرجات تلك الدراسات هي وضع خطط أولويات للتدخل بناء على شدة الخطر وتأثيره السلبي على الممتلكات الثقافية، مع الأخذ في الاعتبار معيار هام وهو القيمة المنفردة لكل مبنى أثري ومحيطه".وأشار إلى أن الحمام كان يعاني من تراكم متزايد للمخلفات في كافة أرجائه، بداية من مدخله المنكسر وصولا إلى البيت الأول، كذلك حجرة تغيير الملابس و الممرات المؤدية إلى الحجرة الدافئة والغرفة الساخنة والمغاطس.وتابع: هذا بخلاف كميات المخلفات الموجودة على سطحه، كما كانت تنتشر كميات منها حول محيط الحمام من الخارج، وهي بهذا تمثل عامل محفز لنشوب الحرائق وانتشارها، خاصة إذا ما أخذ في الحسبان ان المنطقة تختص بتجارة الأقمشة،كما أن رفع تلك المخلفات تطلب صلب وتدعيم بعض العناصر الإنشائية المتضررة .وأضاف: وانطلاقا من القيم المعمارية والجمالية والاجتماعية التي يزخر بها الحمام،والتى تسعى المؤسسة لحفاظ عليها،بدأت بتنفيذ مشروع إنقاذ حمام الشرايبي،كبداية لسلسلة مشاريع تهدف لإنقاذ التراث المبني بالمدينة القديمة.وكشف أن المؤسسة المصرية لإنقاذ التراث قامت برفع ٢٣٥ متر مكعب مخلفات،كما قامت بالتدعيم الإنشائي لعدد ٥ عناصر معمارية،وإعداد وتنفيذ خطط لدرء المخاطر خاصة خطر الحريق والانهيار.وقال:كما قامت المؤسسة بتوثيق الحمام كاملا معماريا وفوتوغرافيا، ورصد لكافة مظاهر التلف ومصادر الخطر ونقاط الضعف،بالإضافة إلى تدريب مهندسي ترميم الآثار من من هم حديثي التخرج على كافة الأعمال السابقة.وعن تاريخ و موقع حمام الشرايبي،قال أنه يرجع إلى أواخر العصر المملوكي الجركسي و بالتحديد عصر السلطان قانصوة الغوري عام 906 هجري 1500 ميلادي.وفي العصر العثماني عام 1732 م جدده التاجر المغربي محمد الداده الشرايبي شهبندر التجار، و الذي وصفه الجبرتي بالإنسان كريم الخلق طيب الأعراق جميل السمات حسن الصفات الذي يسعى لقضاء حوائج الناس و يواسي الفقراء،ليعرف الحمام باسم حمام الشرايبي بالإضافة إلي اسم حمام الناملي.ويقع الحمام حسب وصف علي مبارك في«الخطط التوفيقية» بشارع الحمزاوي بالغورية و له بابان، أحدهما بجوار الحمزاوي بالقرب من كنيسة الأروام و الثاني من جهة الفحامين بالقرب من جامع قانصو الغوري، و هو متاخم لوكالة الشرايبي التي تخصصت في العصر العثماني في بيع المنسوجات الهندية و الخزف الصيني.
مشاركة :