الفلاسفة الصغار

  • 12/17/2018
  • 00:00
  • 7
  • 0
  • 0
news-picture

لفترات طويلة تعرفت وتشرفت بالعمل مع أشخاص (عرب وغير عرب) على مختلف المستويات التعليمية والعملية، في الكويت وخارجها، فلم أجد فروقات بيننا نحن العرب تعكس تأثيرا للتعليم على الأشخاص. فالنظرة إلى المشكلة من زاوية واحدة وطريقة الحل واحدة، ويندر فينا من يفكر ابداعيا، أو (خارج الصندوق) حسب القول الدارج وذلك سلوك تفكيري لم أرصده لدى الآخرين. وبعد تفكر وتأمل وجدت أن الدول العربية التي تختلف في السياسات الاقتصادية والاجتماعية والسياسة الخارجية مثلما تختلف في الدخل الاقتصادي تجمعها، جميعها، رداءة التعليم وقدرته على قولبة الناس العرب في نمط واحد. **** لهذا يكرر العلماء انه قبل صناعة الحضارة ينبغي صناعة الإنسان القادر على صنع هذه الحضارة. بيد أن التعليم الرديء والمتهالك والمتوافر في مدائن العرب وقراهم لن يصنع ذلك الإنسان المأمول ما لم تتحرك الدول والحكومات والمجتمعات ومؤسسات المجتمع المدني بالسعي إلى تطوير التعليم والاعتراف بموت المدرسة وانهيار التعليم القديم الذي لم يفض إلى صناعة الإنسان القادر على فهم أو تذوق الحضارة فما بالك بصناعتها؟! لهذا صار المرء يتلقط الأخبار المتعلقة بالتعليم العربي كما يتلقط سكان الصحراء أخبار الأمطار وحركة الغيوم في القيوظ القائظة. **** الأخبار الواردة من المملكة العربية السعودية تحمل في طياتها تباشير فرح، حيث كشف وزير التعليم السعودي، قبل أيام، عن وجود مقرر خاص (باستخدام المهارات التقنية في المرحلة الثانوية، وأن الوزارة بدأت في تطبيق ورش فنية تركز على مجالات البرمجة والتعليم والتصنيع الرقمي) وكذلك يجري هناك تطوير لمناهج المرحلة الثانوية ووضع مقرر جديد (للتفكير الناقد وإدخال الفلسفة بالإضافة إلى مقرر في مبادئ القانون في المرحلة الثانوية) وذلك بتقديري جهد نافع ومنتظر منذ أزمان طويلة.

مشاركة :