صالون البيت الأول يناقش حياة وأعمال الفنان التشكيلي الصعيدي شانت أفيديسيان

  • 12/18/2018
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

عقد اليوم "الأحد"، الصالون الأول لمجلة "البيت" الصادرة عن مؤسسة الأهرام، تحت عنوان "شانت أفيديسيان.. أيقونة مصرية"، بحضور عدد من الفنانين والكتاب والأكاديميين.وخصصت المجلة جلسة صالونها الأول لمناقشة حياة وأعمال الفنان المصري الصعيدي ذي الأصول الأرمينية، شانت أفيديسيان (1951-2018)، والذي احتلت إحدي لوحاته غلاف عدد ديسمبر من المجلة.وعبرت سوسن مراد عز العرب، رئيسة تحرير مجلة البيت عن تقديرها الشديد لأعمال أفيديسيان الذي "تشعرك أعماله بحميمية تجعلك قريبًا من الفنان وكأنك تعرفه جيدًا"، مضيفة أن أعماله جعلتنا نرى الدنيا بعين مختلفة، وخاصة حين رسم فنانين وشخصيات محبوبة لدينا، بأسلوبه الذي جعلنا نراهم في ضوء آخر.وأوضحت أن لوحة أفيديسيان لسعاد حسني والتي كانت وجه المجلة لعدد ديسمبر، هي من مقتنيات الدكتور محمد أبو الغار، الذي يعد أحد أبرز مقتنيي الأعمال الفنية في مصر. وقالت إن صالون مجلة البيت سيعقد بصفة شهرية، ليكون منصة للتحاور حول الإبداع في المجالات المختلفة حيث نناقش موضوعًا مختلفًا كل شهر يلمس قضايا الإبداع في مصر، مشيرة إلي أن الصالون يتطلع إلي أن يكون منصة للتحدث بحرية وموضوعية في الوقت ذاته.من جانبه قال الكاتب الصحفي بالأهرام، سيد محمود، إن شانت كان عظيمًا على المستوى الإنساني والفني، إذ كان شخصًا متسامحًا منذ أول لقاء بينهما، وكسر هيبة الفنان الكبير، وتحدث ببساطة شديدة وحكي عن معاناته في حياته.وأضاف أن شانت لم يكن متعاليًا علي فكرة الفنان التجاري، وأن تصوره عن اللوحة هو أنه في لحظة معينة تتجاوز اللوحة وظيفتها الفنية وتنتقل إلي حيز تجاري، منوها بأن "شانت" أخبره بأنه تعلم على يد فنان يدعي "جسور"، كان يرسم أفيشات الأفلام بسينمات الدرجة الثالثة، وأنه هو الفنان الحقيقي. وقال محمود إنه تقابل مع شانت في السنوات الأخيرة، والتي كان منعزلًا فيها عن العالم عدة مرات، وحواراتهما لم تكن أبدًا للنشر إذ لم يرد شانت كسر عزلته وكان رافضًا مجرد التفكير في الأمر، مضيفا أن ما خلص إليه من تلك الحوارات أن شانت كانت دائمًا مهمومًا بهويته وبسؤال "كيف أقدم نفسي إلي هذا البلد"، فطوال الوقت كان يجيب عن هويته.وعن المصادر الأساسية في تكوين تصوراته البصرية قال محمود إن شانت المولود في الصعيد والذي قضي قسطًا من حياته ببولاق استقى الكثير من تصوراته البصرية من الخط العربي الموجود بمسجد بولاق أبو العلا، والذي يضم عددًا مهولًا من لوحات الخط العربي.وأشار إلي أن "شانت" كان يري نفسه دائمًا كفنان شعبي، رغم كونه غير مشهور، بمعني أن يستقي تصوراته من مفردات عامية وشعبية، كما كان ينظر إلي نفسه كرسام مناظر وكان يقول بعد الثورة وانتشار فن الجرافيتي بشكل واسع إنه رسام جرافيتي قبل رسم الجرافيتي، وكان يقصد في الحقيقة من ذلك التواضع والإشارة إلي التشابه بين أسلوب لوحاته ورسومات الجرافيتي علي الحوائط.وقال إنه كان يعتقد دومًا أن هناك شخصيتين يمكنهما أن يكونا رموزًا قومية، وهما أم كلثوم وبعد الناصر، وقد وجد شانت في صورة أم كلثوم هويته.وأشار محمود إلي تأثر شانت بفن الخيامية إذ كان حرفيو الخيامية هم من علموه ترصيع اللوحات، وكان يزورهم ويعمل معهم، ومن هنا أتي تأثره بالتطريز والكولاج.وبحسب محمود فإن "شانت" لم يضايقه وجود من قلدوا أو حاكوا أسلوبه، إذ كان يرى أن كل شخص مؤثر هو صاحب أثر، وأي قيمة لفنان تأتي ممن جاءوا بعده، و"كلما وجدت نفسك في لوحة لفنان آخر فإن ذلك نوع من الاعتراف بتأثيرك".من جانبه قال الدكتور هيثم نوار، الأستاذ المساعد بالجامعة الأمريكية بالقاهرة، ورئيس قسم التصوير بالجامعة، إن شانت أفيديسيان من الفنانين الذين تندرج أعمالهم تحت نطاق التصميم الجرافيكي، يستخدم الكثير من أساليب ومعالجات الجرافيك في أعماله، إذ أن الطريقة التي يعالج بها اللوحة والسطح معالجة جرافيكية بحتة.وأضاف أنه كان يؤكد علي هويته المصرية باختيار عناصر مصرية بحتة من الوجهين البحري والقبلي في لوحاته كمفتاح الحياة ورموز، لافتا إلي أنه يعتبر شانت أفيديسيان فنانا عاميا أكثر من كونه فنانا شعبيا، لأنه استعمل لغة عامية بصرية.من جانبه قال المصور الفوتوغرافي، عماد عبد الهادي، إن اختيار مجلة البيت للوحة فنية لتكون غلافها لأول مرة منذ صدورها كان خطوة جريئة لتكريم فنان كبير.وأضاف أنه بحث عن لوحات غير معروفة لشانت أفيديسيان لتكون غلافًا للمجلة وبحث لدي الكثير من المقتنين لكنه وجود ضالته بمحض الصدفة لدي الدكتور محمد أبو الغار الذي يملك لوحته لسعاد حسني.يشار إلى أن شانت أفديسيان فنان مصري من أصول أرمينية، ولد في صعيد مصر، وعرف بهويته البصرية المتفردة والتي استخدمها لتخليد شخصيات أيقونية مصرية في لوحاته كأم كلثوم وسعاد حسني، وعبد الحليم حافظ، والرئيس الراحل جمال عبد الناصر، ويوسف وهبي وأسمهان.

مشاركة :