أكد مشاركون في «ملتقى الحوار والتطوع»، الذي أقامه مركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني أخيراً في الرياض، أهمية تعزيز مفهوم العمل التطوعي، باعتباره قيمة إنسانية نبيلة تسهم في نشر ثقافة الحوار، وتعزّز ثقافة التعايش المجتمعي والتلاحم الوطني، تحقيقاً لرؤية المملكة 2030 التي تهدف إلى تطوير مجال العمل التطوعي، من خلال تعزيز إسهامات مؤسسات العمل التطوعي والمتطوعين في خدمة المجتمع، إضافة إلى رفع عدد المتطوعين من 11 ألفاً إلى مليون متطوع. وأوضح مدير إدارة الأنشطة والشراكة الطلابية في جامعة الملك سعود مستشار شؤون التمكين في مؤسسة العنود الخيرية عبدالله الصقعبي، أن مثل هذه الملتقيات لها عظيم الأثر في الالتقاء بالشباب المهتمين بالعمل التطوعي وتقديم الدعم اللازم لهم في جانب المشروعات التطوعية التي من شأنها أن تخدم مفهوم الحوار وتعزيز قيم التسامح والتعايش والتنوع، وتجسير فرص تعزيز التلاحم بين مختلف الأطياف الفكرية كما أنها تزيد وعي الشباب وتوسع مداركهم ومعارفهم واطلاعهم على المجتمع وتقبل الآخر. وأشار الصقعبي إلى أن التطوع يمكن أن يكون ركيزة أساسية في نشر ثقافة الحوار إذا وُظف بالشكل الملائم، وذلك بإطلاق مبادرات تطوعية مثل التي نراها بين الحين والآخر. من جهتها، أكدت المدربة حصة الشهري، أن العمل التطوعي يعتبر أهم الوسائل المستخدمة لتعزيز دور الشباب في شتى جوانب الحياة، لافتة إلى حاجة العمل التطوعي إلى تدريب الشباب والشابات وتأهيلهم لتنفيذ الأنشطة التطوعية للمنافسة من خلال الملتقيات والمعارض والدورات التدريبية التي تنمي مهاراتهم وتزيد من حرفيتهم. ودعت الشهري إلى الاستفادة من تجربة مركز الملك عبد العزيز للحوار الوطني الذي يعنى بمشاركة وتمكين الشباب في أنشطة المجتمع المختلفة، من خلال إعطائهم الفرصة لإبداء آرائهم وأفكارهم في القضايا العامة والشبابية، وتقديم الحلول لها من خلال مثل هذه الملتقيات التي تبرز الجهود التي يبذلها الشباب والشابات في العمل التطوعي محلياً ودولياً، عبر إبراز جهود المملكة التطوعية، لرفع اسمها عالياً في مجال العمل التطوعي. بدوره، أوضح مؤسس ورئيس مجموعة دراجتي السعودية عبدالله الوثلان، أن الشباب هو المحرك الرئيس للعمل التطوعي بامتلاكه الحماس والطاقة البدنية العالية التي تمكنهم من القيام بالأعمال التطوعية على أكمل وجه لخدمة وطنهم وتنمية مجتمعاتهم، منوهاً بتجربة المركز في احتواء المتطوعين وتنمية مهاراتهم وصقلها بما يسهم في تصحيح مفهوم العمل التطوعي، ويرسخ قيم التطوع والحوار لدى الشباب، ويعزز التعايش والتفاهم والتعاون والتنوع والتلاحم الوطني. وأشاد الوثلان بالحضور الكبير من الشباب والشابات الذين حرصوا على المشاركة في ملتقى التطوع والحوار، وما عُرض خلاله من تجارب ومبادرات ملهمة وناجحة تهدف لغرس ثقافة العمل التطوعي وتعزيز دور الشباب في المجتمع المحلي. من ناحيتها، أشارت الكاتبة والباحثة هوازن الزهراني، إلى أن ملتقى التطوع والحوار نجح من خلال عدد حضوره الذي تجاوز الـ300 شباب وشابة في إبراز دور الشباب السعودي في العمل التطوعي من خلال دعمهم وتأهيلهم في كافة الجوانب المتعلقة ببرامج التطوع، إضافة إلى عرض تجاربهم المتنوعة والإفادة من أصحاب الخبرة من أجل تحقيق الريادة والنجاح في العمل التطوعي ليكونوا سفراء ووجهة مشرفة للمملكة يعكسون ثقافتها وحضارتها في أنحاء العالم، ويساهموا في إبراز واقعها الحقيقي الإيجابي في جميع المجالات.
مشاركة :