بدأ الحزب الاشتراكي الديمقراطي، شريك المستشارة أنجيلا ميركل في الائتلاف الحاكم بألمانيا، إجراءات فصل أحد أبرز قياداته وسياسييه التاريخيين، على خلفية مواصلة الأخير بث أفكار مسمومة ومحرضة ضد الإسلام والمسلمين. وكشفت مصادر بالحزب لصحيفة "بيلد" الألمانية، الاثنين، أن الحزب قرر فصل السياسي المخضرم تيلو زاراتسين، صاحب العضوية الممتدة لأكثر من 45 عامًا، بعدما أصر على إصداره كتابًا حمل عنوان "استيلاء عنيف" يهاجم فيه المسلمين في بلاده، وبخاصة اللاجئين، مدعيًا أن أعدادهم ستزداد أكثر خلال السنوات المقبلة، ومن ثم ستصبح الفرصة مهيأة أمام النازيين الجدد وقوى اليمين المتشدد للصعود السياسي والسيطرة على البرلمان. ويعد تيلو زاراتسين من غلاة المحرضين ضد الأجانب في بلاده، وسبق أن أصدر كتابًا آخر قبل 8 سنوات بعنوان "ألمانيا تلغي نفسها"، وضع فيه أولى أفكار الكراهية تجاه الإسلام. من جانبها توجهت بيلد إلى السياسي المثير للجدل، وسألته عما إذا كان سيحاول تبني آراءً أكثر اتزانًا لتفادي الفصل، غير أنه أصر على موقفه، مؤكدًا أنه لن يتوقف أبدًا عن مهاجمة المسلمين والمهاجرين غير المسيحيين القادمين إلى بلاده. وكانت الأمانة العامة للحزب الاشتراكي الديمقراطي قد حاولت فصل زاراتسين في مناسبتين سابقتين، غير أنها فشلت، فيما يبدو أنه تمكنت الآن من حشد الأغلبية اللازمة المساندة لهذا القرار على خلفية إقرار القيادة العليا بالحزب أن مبادئه تعارض نهج السياسي المخضرم، ناهيك عن أنه قد أصبح يمثل "ضررًا كبيرًا" على السلم الاجتماعي في ألمانيا بأسرها. ووفق معلومات "بيلد"، فإن إعلان طرد تيلو زاراتسين من الحزب الاشتراكي الديمقراطي أصبح مسألة وقت.
مشاركة :