أثارت قضية مكتبة الفنان المصري، حسن كامي، عقب مرور أيام فقط على وفاته، جدلا كبيرا حول مصيرها فهي تعد من أهم مكتبات قلب العاصمة المصرية. واتهمت أسرة الفنان كامي سابقا، محاميه، عمرو رمضان، باستغلال شيخوخته وإجباره على توقيع عقد بيع فيلته ومكتبته "المستشرق". ولم ينكر المحامي تلك التهم، بل أكد أن موكله باع له الفيلا والمكتبة بعقد رسمي موثق في الشهر العقاري، إلا أن أسرة الفنان تعهدت بعدم التفريط في حقها واتهامه بالسرقة والنصب واستغلال موكله. وحرر ضباط قسم شرطة قصر النيل، يوم الاثنين 17 ديسمبر، بلاغا لأسرة حسن كامي، حمل رقم 8056، ضد عمرو رمضان واتهموه بالاستيلاء على مكتبة المستشرق. وكان المحامي رمضان قد فاجأ أفراد أسرة الراحل كامي بمنعهم من دخول المكتبة بدعوى شرائه لها. وادعى المحامي أيضا أن الفنان الرحل لا يمتلك إلا 1% فقط من إيرادات المكتبة، لأنه هو الذي يملكها في الحقيقة. وقال إنه اشترى الفيلا عام 2015، وكشف أن المكتبة يملكها شركاء كثيرون وليست ملكا لكامي، مؤكدا أن الفنان كان يديرها فقط ثم اشتراها هو نهائيا منذ 11 شهرا. وتضم مكتبة الراحل كامي، الذي أطلق عليها اسم "المستشرق"، حوالي 40 ألف عنوان بين كتب قديمة ولوحات فنية نادرة، يبلغ عمر بعضها أكثر من قرن ونصف. ويعود تاريخ تأسيسها لنهاية القرن التاسع عشر، على يد يهودي مصري يدعى "فيلدمان" لتكون مرجعا لمستشرقي الغرب المهتمين، ومن هنا أطلق عليها اسم "المستشرق"، قبل أن يرحل عن مصر عقب العدوان الثلاثي عام 1956. وبقيت زوجة كامي تدير المكتبة حتى فارقت الحياة عام 2013. مؤلم جداً مايحدث للفنان الاوبرالي حسن كامي بعد وفاته.!!! الذي شرف مصر بحصوله علي عده جوائز عالميه من اليابان وايطاليا بصفته الفنيه. الفنانين العظماء هم كنز قومي ملك لمحبيهم لا يجوز أبدآ التعامل مع سيرتهم بهذا التدني مره من صحافه وأخرى من محامي!!! pic.twitter.com/hSwlKiRFI0— Eman Taher (@kandil_taher) 17 декабря 2018 г. ووقعت مكتبة الفنان المصري، حسن كامي، في دائرة الضوء لأهميتها الفكرية والثقافية والتاريخية، مباشرة بعد رحيله، ودار الحديث عن أحقية المؤسسات الحكومية الثقافية والأدبية في مصر في ضمها إلى "أرشيفها". ودعا رئيس لجنة الثقافة والإعلام والآثار بالبرلمان المصري النائب، أسامة هيكل، ورثة الفنان الراحل كامي للتبرع بمكتبة المستشرق المملوكة له، إلى مكتبة الإسكندرية أو دار الكتب، بهدف الحفاظ عليها وعلى النوادر فيها، وأكد أن "الورثة هم أصحاب القرار في التبرع بها من عدمه، وليس قرار أحد في الدولة". أما النائب وعضو لجنة الثقافة والإعلام بمجلس النواب، يوسف القعيد، فقد أكد أن الكتب واللوحات النادرة التي يمتلكها الفنان الراحل في مكتبته، هي ملك للدولة، وليست ملكا للفنان وورثته، وبالتالي لا بد أن تسارع الدولة وتتدخل في أي سياق للاستفادة من هذه الكتب والنوادر". وقال رئيس الهيئة العامة لدار الكتب والوثائق القومية، هشام عزمي، إن "مقتنيات مكتبة المستشرق للفنان الراحل حسن كامي مهمة جدا، وتاريخية". وأشار عزمي إلى أن "الدولة موجودة ومتابعة مكتبة المستشرق، وطالما المقتنيات تمس تاريخ البلد، فلن تخرج منه، وستبقى في أيد أمينة، ونعمل على التواصل مع أسرة الراحل، وهناك ضوابط كثيرة تحكم حفظ المقتنيات، خاصة أن فيها ما يمس تاريخ وأمن البلد". المصدر: صحف مصرية
مشاركة :