انتُخب المتروبوليت إيبانيوس دومنكو، البالغ من العمر تسعة وثلاثين عامًا على رأس الكنيسة الأوكرانية المستقلة مؤخرًا، وذلك في أعقاب مجمع عقدته الكنيسة في العاصمة الأوكرانية كييف يوم السبت الماضي، وحمل لقب متروبوليت كييف وسائر أوكرانيا.وقالت مصادر من الكنيسة الجديدة، بحسب وكالة أنباء الكاثوليك: إن المتروبوليت المنتخب حديثًا سيتوجه الشهر المقبل إلى إسطنبول بتركيا ليتسلم مرسومًا بهذا الشأن من بطريرك القسطنطينية المسكوني برتلماوس الأول الذي سيعلن رسميا عن استقلالية الكنيسة الأوكرانية الأرثوذكسية التي تنفي تبعيتها لأي كنيسة أخرى خصوصا الكنيسة الأرثوذكسية الروسية التي لم تعترف بقانونية المجمع الذي عُقد يوم السبت الماضي.ونشرت وكالة الأنباء الكاثوليكية آسيا نيوز مقالا أكدت فيه أن محاولات إنشاء كنيسة أرثوذكسية أوكرانية مستقلة ليست حديثة إذ إن هذه المبادرة تعود إلى نشأة الدولة المستقلة في أوكرانيا بعد الثورة البولشيفية في العام 1917، وأصدرت "جمهورية أوكرانيا الشعبية" مرسوما بهذا الشأن في الأول من يناير من العام 1919 لكن هذه المحاولات باءت بالفشل بعد ضم أوكرانيا إلى الاتحاد السوفيتي. وتؤكد آسيا نيوز أن تطلع المؤمنين الأرثوذكس الأوكرانيين إلى الاستقلال الكنسي تجدد بعد انهيار الاتحاد السوفيتي في العام 1991، وقبل ذلك التاريخ حصل شرخ بين الكنيسة الأوكرانية وتلك الروسية في العاشر من حزيران يونيو 1990 بعد انتخاب بطريرك جديد خلفا لبطريرك موسكو وسائر روسيا آنذاك بيمين إيزفيكوف.ويرى المراقبون أن التجاذبات السياسية لعبت دورها أيضا، إذ إن الرئيس الأوكراني بيترو بوروشنكو قرر أن يلعب الورقة الكنسية كتبرير أيديولوجي لأوكرانيا الجديدة، التي تنوي الاستقلال تماما عن موسكو. وجاءت الفرصة في يونيو 2016 عندما ترأس بطريرك القسطنطينية المسكوني برتلماوس الأول المجمع الأرثوذكسي العام في كريت باليونان وقاطعته بطريركية موسكو، ولم تكن الأسباب واضحة آنذاك، لكن البعض رأى أن هذا القرار نابع من الخوف حيال إثارة قضية استقلال الكنيسة الأوكرانية خلال أعمال المجمع وهو أمر يحد كثيرا من نفوذ الكنيسة الأرثوذكسية الروسية داخل المشهد الأرثوذكسي.وفي خريف العام 2016 قرر بوروشنكو أن يرفع مجددا إلى القسطنطينية طلب استقلال الكنيسة الأوكرانية بدعم وتأييد من البرلمان الأوكراني والنخبة السياسية والثقافية في البلاد، باستثناء محافظتي دونيتسك ولوغانسك المواليتين لموسكو. وعلى مدى السنتين الماضيتين أجرى البطريرك برتلماوس مشاورات مع قادة الكنائس الأورثوذكسية المستقلة، بما في ذلك كنيسة موسكو. وتوجه بطريرك موسكو وسائر روسيا كيريل إلى القسطنطينية في أواخر أغسطس الماضي في محاولة أخيرة للحيلولة دون نشوب أزمة كنسية بين روسيا وأوكرانيا. ورأى بعض المراقبين أن الإسراع في عملية الإعلان عن إنشاء الكنيسة الأوكرانية المستقلة والتي حظيت بدعم من الرئيس بوروشنكو يأتي مع اقتراب موعد الانتخابات الرئاسية الأوكرانية والتي ستجري الربيع القادم. ويبدو أن الرئيس يسعى من خلال لعب الورقة الكنسية إلى الحصول على مزيد من الدعم الشعبي، خصوصا في وقت لم تشر فيه الاستطلاعات إلى تمتعه بحظوظ كبيرة في إعادة انتخابه، فشاء أن يبدو بمظهر المدافع عن الكنيسة الوطنية وفقا للمراقبين.
مشاركة :