رغم حالة الهدوء الظاهري، المتمثلة في قبول وقف إطلاق النار بالحديدة اليمنية، فإن مليشيات الحوثي لا تضمر خيرا لليمن وأهله، في ظل الانصياع الدائم منها لإيران.وليس أدل على ذلك من الخطط التي تتكشف كل يوم، حول التخطيط بعيد المدى الذي لجأت إليه إيران وتابعها عبد الملك الحوثي، منذ سنوات طويلة، لتنفيذ المخطط الحاصل الآن وهو ما يؤكد أنهم لن يتراجعوا عن أهدافهم، ما لم ينالوا هزيمة ساحقة، وحاسمة للمعركة الجارية في اليمن.وخلال الفترة الماضية كشفت لتقارير الاستخبارية، الخاصة بالجيش الأمريكي عن أن عملية تدريب، وتسليح عناصر الحوثي، بدأت قبل سنوات طويلة، وتم رصد ما دار منها في عام 2012، عند ضبط السفينة (جيهان1)، التي كانت من أهم عمليات تهريب السلاح، الموثقة ضد طهران في اليمن، من قبل الأمم المتحدة، وكان من المهم آنذاك أن يتم النظر في التوقيت، لواحدة من أكبر شحنات الأسلحة الإيرانية المرسلة للحوثيين، وهو ما يعني أن العملية السياسبة التي كانت جارية آنذاك ترافقت مع الاستعدادات الحوثية للانقلاب.وكذلك كشفت التقارير الاستخبارية، عن أنه تم نقل مئات اليمنيين إلى جنوب لبنان، وخضعوا لتدريبات عسكرية على يد قيادات حزب الله، كما نقل آخرون إلى إيران، وأخضعوا لدورات عسكرية في معسكرات تابعة للحرس الثوري.وبعد الانقلاب في 21 سبتمبر 2014م، أقامت إيران جسرا جويا، لتوجيه عناصر الحرس الثوري، المدعومة بالسلاح إلى الأراضي اليمنية، حيث دخلت هذه العناصر دون هويات، وتعتبر تلك الفترة، وحتى ربيع عام 2015م، من أكثر الفترات التي نُقلت التقنيات العسكرية الإيرانية، كما ظهر اللبنانيون التابعون لحزب الله في شوارع صنعاء.وكشفت تقارير أمريكية عن أن الإيرانيين استغلوا ميناء الجديدة، لإفراغ شحناتهم العسكرية في جزر صغيرة، يستخدمها الصيادون، ثم يستخدمون سفن الإغاثة، لنقلها إلى باقي مناطق اليمن، كما كان لاستهداف سفينة الإغاثة الإماراتية، سويفت، في أكتوبر 2016م، والفرقاطة السعودية في يناير 2017م، بالصواريخ الحرارية، دليلا على نقل تقنيات إيرانية إلى مليشيات الحوثي لم تكن موجودة لديهم قبل ذلك.وأشارت التقارير أيضا إلى أن اليمن لا يمتلك الزوارق الحربية الانتحارية، وهي صناعة إيرانية، اشتهرت باستخدامها في حرب الخليج الثانية.وشملت قائمة الأسلحة الموجهة للحوثي من إيران صواريخ مضادة للدبابات، والآلاف من البنادق الهجومية وأسلحة قناصة دراغونوف، وبنادق إيه كي-47، وأنابيب هاون، وقذائف صاروخية، وقاذفات آر بي جي، وغيرها من الأسلحة غير المشروعة.ويشمل خط سير الأسلحة المهربة أماكن خاضعة لسيطرة تنظيم حزب الله اللبناني الإرهابي، في سوريا والعراق، ثم تهريبها إلى الخليج العربي، ومنها إلى اليمن.
مشاركة :