جنيف- سجّل العام 2017 بعض الانحسار في الهوّة بين رواتب الرجال والنساء في العالم، لكن ينبغي الانتظار أكثر من 200 عام حتى تتحقّق المساواة تماما في سوق العمل، بحسب ما جاء في تقرير للمنتدى الاقتصادي العالمي الذي نشر الثلاثاء الماضي. وتناول التقرير تحديدا أربعة مجالات هي الصحة والتعليم والسياسة والعمل، واستند على معطيات من 149 بلدا. وأظهر أن الهوة في الرواتب بين الجنسين انحسرت بشكل عام. لكن في المقابل، انخفض الحضور النسوي في مجال السياسة، وانخفضت أيضا قدرتهنّ على الاستفادة من الخدمات الطبية والتعليمية. وفي حال استمرّت وتيرة التحسّن على ما هي عليه، توقّع التقرير ألا تزول الفروقات بين الجنسين في معظم المجالات قبل 108 سنوات، وفي مجال العمل قبل 200 عام. ويقول التقرير إنه “على الرغم من تضيّيق الفجوة بين الجنسين في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا إلا أنها لا تزال أقل المناطق تكافؤا”. وبالرغم من التقدم المستمر، سيستغرق سدّ الفجوة بين الجنسين في اقتصادات الشرق الأوسط وشمال أفريقيا 153 عاما، وذلك بمعدل التغيير الحالي. وتصدّرت تونس الإقليم واحتلّت المرتبة 119 عالميا، تبعتها الإمارات العربية المتحدة بفارق نقطتين لتحلّ في المرتبة 121 عالميا، حيث سدّت نسبة 64.2 بالمئة الفجوة بين الجنسين. وتمكنت دولة الإمارات من تحقيق تكافؤ أفضل بين الجنسين في مؤشرات المناصب القيادية والإدارية ومتوسط العمر المتوقع. إلا أن الفجوة شهدت توسعا في ما يخصّ المساواة في الأجور. التقرير توقع ألا تزول الفروقات بين الجنسين في معظم المجالات قبل 108 سنوات وفي مجال العمل قبل 200 عام ومن ناحية أخرى تُظهر المملكة العربية السعودية التي احتلت المرتبة 141 عالميا، تقدما طفيفا، يشير إلى تحسن في المساواة في الأجور ومشاركة المرأة في القوى العاملة، وفجوة أصغر بين الجنسين في التعليم الثانوي والعالي. ولفت التقرير إلى وجود تراجع في مجالات التعليم والصحة والحضور السياسي للمرأة في هذا العام بعد سنوات من التقدّم. ولم يسجّل تحسّن سوى في مجال العمل، وهو تحسّن بسيط، ومازال الفرق بين الرواتب يناهز نسبة 51 بالمئة. ويُتوقع أن تزول الفوارق بين الرجال والنساء في أوروبا الغربية خلال 61 عاما، أما في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا فقد يتطلب الأمر 153 عاما. وتعدّ أيسلندا والنرويج والسويد وفنلندا من أفضل البلدان في مجال المساواة، أما الأسوأ فهي سوريا والعراق وباكستان واليمن. واعتبر التقرير في تحليله للنتائج أن التحسّن العالمي في المساواة في الأجور وزيادة عدد النساء في الوظائف الفنية، ساهما في إبقاء الفجوة العالمية بين الجنسين صغيرة نسبيا لعام 2018، وذلك على الرغم من التراجع العالمي في تمثيل المرأة سياسيا، والركود في نسبة عدد النساء في مكان العمل، إلى جانب زيادة عدم المساواة في الوصول إلى الصحة والتعليم. ووفقا للتقرير، فقد تم سدّ 68 بالمئة من الفجوة العالمية بين الجنسين، والتي تُقاس من خلال أربع ركائز أساسية وهي: الفرص الاقتصادية، التمكين السياسي، التحصيل العلمي، الصحة، والبقاء على قيد الحياة.
مشاركة :