قال مخلد بن عمر العتيبي، عضو الجمعية السعودية للمحافظة على التراث المحلل الفني لسباقات الهجن، لـ"سبق" إن مهرجانًا بقيمة ومكانة مهرجان الملك عبدالعزيز للإبل يُعتبر من كبرى الفعاليات العالمية والسياحية التي تتميز بها المنطقة للحفاظ على هويتنا وتراثنا وارتباطنا بالإبل في المملكة العربية السعودية. وتابع: تُعد الإبل رمزًا أصيلاً للحياة في الصحراء، ولها ارتباط ثقافي واجتماعي واقتصادي مؤثر في تاريخ وحياة الإنسان العربي على مَرّ العصور.. وإضافة مسابقة مزاين للهجن الأصايل تُعد خطوة كبيرة لاتساع دائرة المهرجانات الوطنية، والمشاركة المجتمعية، ودورها الثقافي والاقتصادي، واستقطاب عدد كبير من المساهمين للحفاظ على التراث الوطني، وترسيخه لدى النشء والجيل القادم، بما يعزز الهوية السعودية بافتخار، ويكون متوافقًا مع رؤية السعودية 2030، ومواكبًا للعالم الحديث. وأضاف "العتيبي": هذه الخطوة للهجن الأصايل تُضاف بعد صدور توجيهات صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان ولي العهد في وقت سابق بتنفيذ سباقات الهجن؛ لتكون ضمن مهرجان الملك عبدالعزيز للإبل في الموسم الماضي، إضافة لإنشاء مضمار خاص لذلك بأعلى المستويات في القرية السعودية للإبل؛ ليكون ارتباطها باسم مَن أسس هذه البلاد الملك عبدالعزيز -طيب الله ثراه- الذي وحَّد على ظهورها أرجاء الوطن، بما يفتح مجالاً أوسع لمشاركة مُلاك الهجن في السعودية والأشقاء في الخليج والوطن العربي، بشمولية أكبر للإبل من ناحية فئاتها وتنوعها، إضافة للدور الثقافي والأدبي الذي يقوم به نادي الإبل في هذا المهرجان. كما أكد "العتيبي" أن هذا الاهتمام من الدولة أفرح محبي هذا التراث وعشاق رياضة سباق الهجن بعد النجاح الكبير الذي حظي به مهرجان ولي العهد للهجن بمحافظة الطائف، الذي نظمه الاتحاد السعودي للهجن، ولقي حضورًا كبيرًا على مستوى الوطن العربي والعالم بحضور وفود كبيرة، وجذب العديد من السياح والمهتمين والمشاركين. وقد وصل العائد الاقتصادي لمهرجان ولي العهد للهجن إلى أكثر من مليارَي ريال سعودي في الأربعين يومًا التي أقيم خلالها، وهو ما أكده عدد من الاقتصاديين. وتسهم هذه المهرجانات في تأسيس لثقافة جديدة، وبنية مجتمعية وثقافية في تدشين صناعة المهرجانات، خاصة المرتبطة بالبيئة والثقافة السعودية؛ لتصبح رافدًا من روافد الدخل المتجدد للاقتصاد الوطني. وأوضح "العتيبي" أن هذه الفعاليات تتفق مع الخطوط العامة لرؤية 2030، وما تهدف إليه من تنويع مصادر الناتج المحلي غير المعتمدة على النفط، بما يسهم في زيادة مصادر الدخل والجذب السياحي، ويعزز دور رياديي الأعمال، خاصة على مستوى المشروعات الصغيرة ومتناهية الصغر التي تستفيد كثيرًا من فعاليات كهذه.. ومثال ذلك ما شاهدناه في الأيام الماضية من نجاح بطولة "فورومولا إي" التي تستضيفها السعودية للمرة الأولى في تاريخها بمشاركة 11 فريقًا عالميًّا في محافظة الدرعية التاريخية.
مشاركة :