نهر الفضة هو ذلك النهر القريب من بيونس أيرس أو نهر ريو دي لا بلاتا الذي سمي ريفر بليت باسمه تيمناً.. هو النهر الذي على العين عبوره اليوم، إن كان جاداً في المضي إلى نهائي كأس العالم للأندية. ما الذي لدينا لنخسره؟ قالها حسين الشحات، وأكررها قبله.. لدينا فقط ما نكسبه.. نعم المواجهة صعبة والمنافس شرس، لكن هل ظننت يوماً أن الوصول إلى نهائي كأس العالم للأندية يمضي عبر طرق ممهدة.. هل ظننت أنها نزهة؟ الأمر منوط بك دوماً.. ليس مهماً من تواجه.. المهم أنت.. وهل تستطيع أم لا؟ ريفر بليت، على المستوى الكروي، تحد جديد للعين، فهو ناد عالمي.. ليس أقل من ريال مدريد، وكثيرون رشحوه للفوز بلقب المونديال هذه المرة، عطفاً على مستوى الريال، وأيضاً عطفاً على ما قدمه ريفر بليت، صاحب الشعبية الجارفة في العالم، وأكثر أندية الأرجنتين فوزاً بالبطولات وكأس الليبرتادورس، الذي حققه منذ أيام على حساب منافسه التقليدي بوكا جونيورز بثلاثية مقابل هدف، في التحدي الذي أشعل العاصمة الإسبانية مدريد في إياب نهائي البطولة، بعد أن جرى نقلها خوفاً من الجماهير. لا شك أن الكرواتي زوران ماميتش، مدرب العين، قد شاهد هذا النهائي كثيراً، ففيه تجلت روعة ريفر بليت، وروعة وعبقرية مدربه مارسيلو جاياردو، الذي قدم خلال نهائي «الليبرتادورس» درساً تكتيكياً، بما أبداه من مرونة تكتيكية وتغييره لخطة اللعب، سواء في المباراة الأولى أو الثانية، خاصة أنه يملك لاعبين قادرين على القيام بأدوار عدة ما تمكن من التعامل مع المباريات. بطل أميركا الجنوبية، يملك لاعبين أفذاذاً مثل بالاسيوس وجونزالو مارتينيز وخوان كوينتيرو ولوكاس براتو.. وغيرهم، والأهم من كل هؤلاء مدربهم الذي يتطلع إلى كأس العالم للأندية باعتباره حقاً أصيلاً لن يتنازل عنه، قال ذلك صراحة بعد «السوبر الكلاسيكو»، وأنه ليس بإمكان منافس أن يقف في طريقه. رغم كل ذلك، العين أيضاً ليس منافساً سهلاً، وفي ظني فإن تلك المواجهة هي مواجهة البطولة، وهي بمثابة نهائي، فريال مدريد ليس أقوى من ريفر بليت.. البطولة الآن تلقي بكامل أوراقها أمام «الزعيم»، وعليه أن يحاول مهما كانت النتيجة.. عليه أن يلعب بقلبه كما رأيناه أمام الترجي، وأن يدرك أيضاً أن المنافس رغم كل ما مضى ليس كاملاً، ودفاعه وقع في أخطاء ساذجة في مباراة «القرن» قبل أن يعالجها الهجوم.. ريفر بليت ليس مستحيلاً والعين ليس سهلاً. كلمة أخيرة: في مواجهة التاريخ عليك أن تتحلى بالشجاعة.. وحدها تكفيك أياً كانت النتائج.
مشاركة :