حكاية قصور جاردن سيتي والشيخ العبيط

  • 12/19/2018
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

عندما نتحدث عن جمال المعمار والقصور الضخمة والأحياء الراقية، لابد وأن يقفز إلى أذهاننا أحد أرقى أحياء القاهرة الكبرى، وهو حي جاردن سيتي، الذي تميز بوجود القصور الضخمة التي تطل على النيل، والتي كانت مقرا لسكن الأمير كمال الدين حسين ابن السلطان حسين كامل.وصفت منطقة "جاردن سيتي" بأنها سكن الباشوات والأمراء قديما، فكانت المنطقة في بدايتها تتكون من ثلاثة قصور كبيرة، يضم كل مبنى حديقة كبيرة، القصر العالي، قصر أحمد باشا وسراى الإسماعيلية التي وصلت تكلفة بنائها في ذلك الوقت ما يزيد عن مائتي ألف جنيه كان وقتها مبلغ ضخم جدا. حصلت "جاردن سيتي" على شهرتها ليس فقط لجمال مبانيها، ولكنها لأنها تحوي بين شوارعها قصر الدوبارة، والذي كان مقر إقامة المندوب السامي الإنجليزي، وكانت مصر تحت الحماية الإنجليزية، فحكمت مصر في ذلك الوقت عن طريق قصري "عابدين والدوبارة".في منطقة البشوات يوجد ميدان "الشيخ يوسف"، ورغم أنه لم يكن شيخا كما أطلق على الميدان الذي يحمل اسمه، إلا أن حكايته كانت مليئة بالضحك، فكان الشيخ يوسف يجلس مع صديقيه الشيخ صالح أبوحديد وصديقهما الثالث قاطع طريق، كان يجلس في باب الخلق مرتديا زيا للدراويش رغم شهرته بأنه "حرامي" الأمر الذي جعل الناس في ذلك الوقت يطلقوا عليه الشيخ "العبيط".بعض العامة كانوا يعتقدون بقدرات الشيخ "العبيط" الغير عادية، وأن بركاته تنجي من المهالك، يجلس منفردا يرتل ويقرأ أول شارع بورسعيد أو الخليج المصري كما كان يسمى قديما، فإذا عم الظلام ومر بجانبه رجلا منفردا نادى بصوت عالي يا واحد، ينتظره الشيخ يوسف والشيخ صالح المشتركان معه في السرقة ويقوموا بسرقته، الأهالي ضاق بهم الأمر وقاموا بالقبض على الـ مشايخ وتسلميهم للأمن في ذلك الوقت، بعدما اعترف عليهما الشيخ "العبيط".بينما توسل الشيخ يوسف بالوزير لاظوغلي بك، وأصدر قرارا بخروجه من السجن، كان لاظوغلي يعتقد في بركات الشيخ يوسف، وعندما مات بنى له ضريحا وتم تسمية أحد شوارع جاردن سيتي باسم الشيخ يوسف، الغريب في الأمر أن المصريين بنوا ضريحا للشيخ العبيط في ذلك الوقت اعتقادا في بركاته، وتم تسمية منطقة باسم العبيط، والتي توجد فيها دار الأوبرا، أما اسم شارع الشيخ يوسف، يحمل حاليا اسم عبد القادر حمزة باشا، وكان صحفي وصاحب جريدة البلاغ الوفدية.

مشاركة :